ينال تشافي هيرنانديز، المدير الفني لبرشلونة، الكثير من النقد في الفترة الأخيرة بسبب نتائج الفريق ربما في بعض الأحيان، وتكون تلك الانتقادات صائبة.
لكن في الكثير من الأحيان الأخرى يتعرض المدير الفني الشاب لظلم بيّن في تقييم تجربته مع برشلونة، فالبعض يجزم أنه قد فشل ولم ينجح في إضافة أي شيء لفريقه المفضل.
صحافة كتالونية صعبة
هناك نمط معين من الصور ينتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يخص نادي برشلونة وبالتحديد المديرون الفنيون عبر تاريخ النادي.
حيث يتم نشر صورة للمدرب في أول أيام عمله في برشلونة وصورة أخرى بعد عام أو عامين، وقد تم تنفيذ مثل تلك الصور على أسماء مثل بيب غوارديولا وإرنستو فالفيردي ولويس إنريكي وغيرهم من أساطير النادي الكتالوني.
وكانت تلك الصور تُظهر تدهورًا كبيرًا في الشكل والصحة العامة لكل مدرب من هؤلاء، ببساطة نريد أن نقول إن الضغوط النفسية للعمل في برشلونة قد تجاوزت المعقول إلى الجنون، وأحد أبرز أسبابها الصحافة الكتالونية التي لا تتوقف عن الهجوم والقلق وتصدير التوتر للفريق بشكل مستمر.
أفضل من سيتيين وكومان
رقميًّا سنجد تشافي نجح في تقديم مستويات أفضل بعناصر برشلونة من تلك التي ظهرت تحت قيادة أسماء مثل رونالد كومان وكيكي سيتيين.
مثلًا فيما يتعلق بمعدل جمع النقاط لكل مباراة فقد كان كومان يجمع 1.96 نقطة في كل مباراة، مقابل 2.06 لصالح تشافي، الذي درب النادي الكتالوني لأكثر من ضعف عدد المباريات.
سيتيين لا نستطيع أن نحكم عليه بنفس المعيار فالرجل لم يدرب برشلونة سوى في 25 مباراة فقط مقابل 141 لتشافي.
لكن ببساطة خسارته بثمانية أهداف فقط أمام بايرن ميونخ كفيلة بحسم أي جدل يخص وجود أفضلية له على تشافي.
رغم ذلك لم يلق سيتيين كل هذا القدر من الانتقاد الذي ناله المدرب الحالي لبرشلونة لا هو ولا رونالد كومان.
تجاوز حتى فالفيردي
ينظر البعض إلى فترة إرنستو فالفيردي على أنها ناجحة للغاية على المستوى المحلي ولا يوجد أي شك في ذلك.
لكن الأدوات التي امتلكها المدير الفني الحالي لأتلتيك بيلباو في برشلونة لم يتوفر ربعها لتشافي هيرنانديز.
فالفيردي أخذ جيلًا ذهبيًّا لبرشلونة وحوّله لمجموعة من العواجيز التي تتحكم في غرف الملابس كما تشاء.
وأضاع شخصية الفريق على المستوى الأوروبي بريمونتادا تلو الأخرى، ولم لا تقوم الفرق الأوروبية بذلك في برشلونة وهو يسجل هدفًا ويدافع أمام غرناطة وخيتافي ورايو فاليكانو.
تشافي على الأقل لم يضيع شخصية برشلونة، على النقيض حاول إعادة بنائها من جديد.
ماديًا لا يوجد خيار آخر
من الأسباب التي قد تجعل استمرار تشافي أمرًا ضروريًّا ولا مفر منه، هو غياب البديل المناسب على المستوى الاقتصادي لبرشلونة.
لا يوجد مدرب كبير سيقبل بتدريب برشلونة في ظل كل تلك المشاكل بمقابل مادي متواضع أو ضئيل في نهاية المطاف.
لذلك ربما يكون استمرار تشافي أفضل من ضم مدرب يقبل راتبًا ضئيلًا ولا يعرف خبايا الفريق كما يعلمها المدير الفني الحالي.