يخوض المنتخب الأردني مباراة تاريخية في نصف نهائي كأس آسيا، لأول مرة منذ تأسيسه، أمام نظيره كوريا الجنوبية الذي سبق وأن لعب ضده في دور المجموعات.
يتوجب على النشامى التأكيد على أن الدفاع الكوري يستمر ضمن الأضعف، وأن يفرضوا سيطرتهم مبكرًا على المباراة إذا أرادوا الفوز
هذه المباراة ستكون مختلفة عن دور المجموعات، إذ كان هناك فرص للتعويض في المباريات التالية، لكن هنا الفائز سيذهب لصناعة التاريخ في النهائي، والخاسر سيغادر البطولة.
إذًا، كيف يمدد المنتخب الأردني إقامته في قطر حتى المباراة النهائية؟ وكيف سيمر من نظيره الكوري الجنوبي؟ ذلك ما نستعرضه فيما يلي:
ميزة الأردن
الفريق الأردني يملك قوة تكتيكية أكبر من نظيره الكوري الجنوبي، صحيح أن الأخير لديه سرعات كبيرة في الهجوم ويمتاز بالضغط العالي، لكن لديهم مساحات شاسعة في الدفاع، يستطيع النشامى استغلالها بشكل كبير من أجل تحقيق الفوز.
تلك المساحات تمت ترجمتها لأهداف في مناسبات عديدة، بواقع مرة أمام البحرين وعدة مرات أمام الأردن وماليزيا والسعودية وحتى أمام أستراليا.
منذ بداية البطولة والشيء الأوضح هو أن دفاع المنتخب الكوري يعد ضمن الأضعف في المسابقة، ليس فقط على مستوى الارتداد وسرعته، لكن في التنظيم والانتشار أيضًا، ولم يخرجوا بشباك نظيفة في أية مباراة حتى الآن.
لذلك يتوجب على النشامى التأكيد على أن الدفاع الكوري يستمر ضمن الأضعف، وأن يفرضوا سيطرتهم مبكرًا على المباراة إذا أرادوا الفوز.
ليس كل مرة
دليل آخر على تفوق المنتخب الأردني تكتيكيًا على نظيره الكوري الجنوبي، هو الطريقة التي يحقق فيها سون هيونغ مين ورفاقه الفوز في كل مباراة.
الفريق يغلب عليه الطابع الفردي، فرأيناهم أمام أستراليا يسجلون التعادل من ركلة جزاء ويحققون الفوز من ضربة ثابتة للرائع سون، وأمام السعودية يتعادلون في اللحظات الأخيرة.
لن يحدث ذلك في كل مرة، ولن تكون الحلول الفردية متاحة في كل مناسبة، ومن غير المحتمل أن يعود الفريق في النتيجة بالوقت بدل الضائع للمباراة الثالثة على التوالي، لو أحكم المنتخب الأردني دفاعاته أمامهم، واندفع لحسم اللقاء مبكرًا، ذلك الدرس الذي لم تتعلمه السعودية وأستراليا.
لو يركز المنتخب الأردني على إرهاق نظيره الكوري، أو التسجيل مبكرًا والحسم بفارق أكثر من هدف بحلول آخر 20 دقيقة، سيكون قد جرد نظيره الكوري الجنوبي من أهم نقاط قوته
التنوع الهجومي
يملك المنتخب الأردني تنوعًا كبيرًا فيما يتعلق بالأهداف التي سجلها حتى الآن، فقد سجل من هجمات مرتدة ومن كرات عرضية ومن التسديد عن بعد.
هذا التنوع، بالإضافة إلى تحرر ثلاثي الهجوم بفضل خطة 3-4-3 التي اعتمدها حسين عموتة مع بداية البطولة، سيمنح النشامى الفرصة من جديد لخلق خلل في المنظومة الدفاعية الخاصة بكوريا الجنوبية، والتي دللنا على ضعفها مسبقًا.
التنوع الهجومي الأردني منحهم الفوز في ثلاث مباريات بنسخة واحدة بالبطولة لأول مرة في تاريخهم، وسجل لأول مرة أيضًا أكثر من 10 أهداف وعن طريق أكثر من 5 لاعبين، وببساطة، التأكد من تكرار كل ما سبق قد يضمن للنشامى الفوز.
درس مباراة دور المجموعات
يدخل المنتخب الأردني المباراة بغياب الثنائي علي علوان وسالم العجالين بسبب تراكم البطاقات الصفراء، لكن هذا لا يجب أن يمنع النشامى من الاستفادة من الدرس الذي تلقوه في مباراة دور المجموعات.
الفريق بعد أن تقدم في النتيجة أتيحت له أكثر من فرصة من أجل قتل اللقاء، لكنه لم يفعل ذلك، وبدلًا من هذا بدأ استقبال اللعب من نظيره الكوري.
ذلك حدث بالتوازي مع الكثير من القرارات السيئة في الدفاع، سواء فيما يتعلق بالتمركز والتحركات، أو في طريقة إبعاد الكرات عن مناطق الخطورة، وتجلى ذلك في كرة الهدف الثاني للمنتخب الكوري في كرة يزن العرب التي سجلها في نفسه.
تجريد كوريا من نقاط قوتها
من أهم نقاط قوة المنتخب الكوري الجنوبي هي القوة البدنية الكبيرة، فالفريق يلعب حتى الدقيقة الأخيرة كأنه لا يزال في الأولى.
تلك النقطة قد تخف حدتها على المنتخب الأردني كون كوريا الجنوبية لعبت مواجهتين في دور الـ 16 حتى الدقيقة الـ 120، وكونهم خاضوا ربع النهائي بعد النشامى بعدة ساعات.
لو يركز المنتخب الأردني على إرهاق نظيره الكوري، أو التسجيل مبكرًا والحسم بفارق أكثر من هدف بحلول آخر 20 دقيقة، سيكون قد جرد نظيره الكوري الجنوبي من أهم نقاط قوته، وسيكون طريقه نحو النهائي مفتوحًا.