يتطلع منتخب تونس لوضع حد لعروضه المحبطة واستعادة مكانته كواحد من كبار القارة، وذلك عندما يصطدم، اليوم الأربعاء، بمنتخب غينيا الاستوائية، على ملعب حمادي العقربي برادس، ضمن الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026.
ويدخل "نسور قرطاج" المواجهة متسلحا بروح الشباب، على الرغم من خيبات الماضي القريب، التي لا تزال تلقي بظلالها على الأوساط الكروية في تونس.
وخرج المنتخب التونسي من كأس أمم أفريقيا الأخيرة في كوت ديفوار خالي الوفاض، في مشاركة وصفت بأنها الأسوأ على مر التاريخ؛ إذ تذيل المنتخب المجموعة الخامسة وغادر المسابقة من الدور الأول دون تحقيق انتصار واحد.
ويبدو المدرب الجديد لمنتخب نسور قرطاج، منتصر الوحيشي، مطالبا بتوجيه رسائل طمأنة للجماهير التونسية ومحو خيبة المشاركة القارية الأخيرة، وذلك بعد أشهر قليلة من تعيينه على رأس الجهاز الفني للنسور، خلفا لجلال القادري.
ونال الوحيشي الإشادة من الخبراء والمتابعين في ظهوره الأول على رأس المنتخب التونسي، عندما واجه كرواتيا ونيوزيلندا في بطولة العاصمة الإدارية الودية بمصر في مارس الماضي، لكن حساب الاختبارات الودية يختلف تماما عن المواجهات الرسمية، وهو ما يضع الوحيشي ولاعبيه أمام مهمة صعبة لمصالحة المشجعين أمام غينيا الاستوائية.
واختتم المنتخب تحضيراته، أمس الثلاثاء، التي حدد على إثرها المدرب ملامح التشكيلة الأساسية التي ستخوض المواجهة، فيما كانت التدريبات الأخيرة فرصة للجهاز الفني لاتخاذ القرار النهائي بخصوص الحارس الأساسي الذي سيخوض المباراة، وذلك في ظل تألق أمان الله مميش حارس الترجي، وبشير بن سعيد حارس المنستيري، وتقارب المستوى الذي ظهر عليه كل منهما.
وقال منتصر الوحيشي، إن المنتخب بات في تمام الجاهزية للظهور بوجه مشرف وتحقيق الانتصار الثالث توالياً في التصفيات، على درب قطع خطوة أخرى للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026.
وأضاف الوحيشي في مؤتمر صحفي عقده عشية اللقاء: "هدفنا الأساسي في المباراة هو تحقيق الفوز وتأكيد صدارتنا لجدول ترتيب المجموعة، سنعتمد نهجا هجومياً على المنافس لإجباره على ارتكاب الأخطاء، لكن علينا أيضاً أن نلعب بتنظيم دفاعي جيد؛ لأن المنافس سيلعب دون حسابات في ضوء المستجدات الطارئة على ترتيب المجموعة".
وتابع الوحيشي: "بنسبة كبيرة سيكون إلياس سعد هو المهاجم الأساسي للمنتخب التونسي في لقاء غينيا الاستوائية، خاصة مع إصابة المهاجم سيف الدين الجزيري. طالبت اللاعبين بالتركيز التام في الوقت الحالي على مباراتي غينيا الاستوائية وناميبيا".
وعقب الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الدولي لكرة القدم في حق منتخب غينيا الاستوائية بسحب كل نقاطه في الجولتين الأولى والثانية بسبب وضعية لاعبه إيميليو نسوي، أصبح منتخب تونس يتقاسم الصدارة مع ناميبيا برصيد 6 نقاط، فيما يتذل منتخب غينيا الاستوائية المجموعة الثامنة دون رصيد.
وينتظر أن يعول منتخب تونس على تشكيلة أغلب عناصرها من اللاعبين المحترفين بأوروبا، وذلك في ظل تراجع أداء لاعبي الدوري التونسي باستثناء مركز حراسة المرمى، ومركز قلب الدفاع الذي سيشغله ياسين مرياح نجم الترجي.
ويتأهل لنهائيات كأس العالم عن منطقة أفريقيا 9 منتخبات، حيث يقتطع متصدر كل مجموعة تذكرة النهائيات فيما ينافس الوصيف على المشاركة في ملحق قاري، من أجل إضافة بطاقة عاشرة لرصيد بلدان أفريقيا قي المونديال الذي ستحتضنه الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، في العام 2026، وذلك بمشاركة 48 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ المسابقة.