سالم الدوسري هو حالة خاصة للغاية، فالنجم السعودي الذي لا يرتدي محليًا سوى قميص الهلال لا يهمه وضع الزعيم في المنافسة، فهو دومًا في الموعد.
حتى في أسوأ أحواله يحصد الإشادة والتقدير من الخصوم قبل المحبين، وعندما يتراجع قليلًا لا يترك نفسه يسقط للهاوية، ولكنه يعود في أسرع وقت.
الدوسري مثال للاعب الذي يعرف كيف يحفز نفسه وكيف ينتفض لفريقه في وقت يظن فيه البعض أنه لن يقدم المزيد.
موسم صعب وإشادة الخصوم
لعل أبرز ما حصده الدوسري من إشادات كان من المدرب الأرجنتيني ليونيل سكالوني المدير الفني لأبطال العالم.
الدوسري كان مفتاح فوز المنتخب السعودي على الأرجنتيني في خسارة كتيبة ليونيل ميسي الوحيدة في البطولة التي أقيمت في قطر قبل عام ونصف.
وعلى الرغم من أن ذلك الموسم بشكل عام لم يكن جيدًا للدوسري على المستوى الفردي والجماعي؛ بيد أنه لم يترك نفسه للأحزان وعاد أقوى.
تألق وسط النجوم
مع بداية عصر الصفقات العالمية في الدوري السعودي كان الأسهل على سالم الدوسري ومن هم مثله من نجوم البطولة أن يعتمدوا على الأسماء الجديدة المسلط عليها الكثير من الأضواء في تحقيق الإنجازات والبطولات.
ولكن ليس الدوسري، فنجم الهلال التاريخي أبى ألا يكون له الدور الكبير في تفوق الزعيم محليًا في البطولات كلها.
في وجود نيمار ومالكوم وسافيتش ونيفيز وميتروفيتش كان يجب على الدوسري أن يركن إلى تألق هؤلاء ويقول يكفي ما يقدموه، ولكن لا، ليس هذا ما حدث.
درس الدوسري
صاحب الـ 29 عامًا تمسك بمكانته في تشكيلة الهلال، وعندما أصيب نيمار دا سيلفا استطاع أن يجعل جماهير الزعيم لا تشعر بغياب البرازيلي.
الدوسري في الواقع قدم درسًا لنجوم الدوري السعودي المحليين كافة، كونه كان من أفضل نجوم الهلال على مدار الموسم.
في الواقع بعض المواقع وخدمات الإحصائيات قيّمت الدوسري كأفضل لاعبي الهلال عبر الموسم، أكثر حتى من ألكسندر ميتروفيتش هداف الفريق، أو مالكوم أوليفيرا الجناح المتألق.
وعلى الرغم من تسجيله أهدافًا أقل من الثنائي وكونه السابع في ترتيب صناع الأهداف ورقم أربعة في قائمة المساهمات التهديفية إلا أنه حصل على التقييم الأعلى بين نجوم الهلال كافة عبر موقع "سوفا سكور".
أرقام الدوسري
محليًا وفي الدوري تحديدًا كان للدوسري بصمة واضحة في حصد اللقب، بعد مشاركته في 27 مباراة بصفة أساسية.
الدوسري ظهر في تشكيلة فريق الأسبوع ست مرات، مسجلًا 14 هدفًا في الدوري بواقع هدف كل 163 دقيقة ونسبة تحويل فرص لأهداف 20% وهو رقم طيب للغاية.
الدوسري كذلك كان سببًا في حصول الهلال على ثلاث ركلات جزاء طيلة موسم الدوري السعودي وقدم أربع صناعات أخرى من أصل 14 فرصة كبيرة صنعهم، كما كان يراوغ بمعدل 2.7 مراوغة صحيحة كل مباراة.
دفاعيًا لم يكن الدوسري أقل بأي حال من الأحوال، فالنجم السعودي الذي ينشط على الرواق كان يستعيد ما هو معدله 6.2 كرة كل مباراة من الخصوم.