في شهر ديسمبر 2024، ستكون قد مرت 3 عقود على تتويج الترجي التونسي باول لقب قاري في تاريخه، وذلك بعد أن أحرز لقب دوري أبطال إفريقيا على حساب الزمالك المصري بفوزه في النهائي (3 ـ1) في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
يذكر قائد الترجي ومنتخب نسور قرطاج آنذاك شكري الواعر، تفاصيل تلك المباراة التي استطاع بعدها فريق الدم والذهب أن يحرز اللقب القاري في 3 مناسبات أخرى وذلك سنوات 2011 و2018 و2019، فيما سيكون أمام فرصة التتويج باللقب الخامس عندما يلتقي بالأهلي المصري في نهائي نسخة 2024، غدا السبت في ملعب رادس ذهابا، ويوم 25 من الشهر الجاري إيابا في ملعب القاهرة.
وقبل المواجهة المرتقبة في نهائي الذهاب، تحدث قائد الترجي السابق عن حظوظ الفريقين في نهائي 2024 وأسلحة الفريق الأحمر والأصفر لتجريد فريق القرن من لقبه.
ـ يلتقي الترجي التونسي والأهلي للمرة الثالثة في المشهد الختامي لدوري أبطال إفريقيا، ويدخل كلاهما بكفة متعادلة في النهائيين السابقين.. برأيك كيف تبدو لك مواجهة الذهاب في نهائي 2024 بملعب رادس؟
ـ المباراة تأتي في وقت يمر به الترجي بفترة صعود في النسق خصوصا على المستوى القاري، كون الفريق تأهل بصعوبة لدور المجموعات، ثم بدأ ذلك الدور بنتائج متعثرة أبرزها الخسارة من الهلال السوداني (3 ـ 1) لكنه استفاق في الجولات الحاسمة ونجح في الصعود لربع النهائي.
في ربع النهائي كسب الفريق أسيك الإيفواري بركلات الترجيح، قبل أن يصل إلى ذروة التألق مع مواجهة صن داونز في نصف النهائي ويحقق الفوز ذهابا وإيابا على واحد من أفضل الفرق في القارة، وهذا ما يعني أنه جاهز للنهائي من أجل الدفاع عن ألوانه والتتويج باللقب.
في الجهة المقابلة، يمر الأهلي بفترات صعبة، لكنه يبقى ذلك المنافس الذي لا يعلن عن أهدافه وإنما يذهب مباشرة لتحقيقها، الأهلي فريق قوي جدا، هو فريق الخبرة والألقاب الكثيرة والأرقام القياسية ورغم أنه مر بصعوبات في طريق وصوله للنهائي إلا أنه يظل مراهنا بارزا على إحراز اللقب، والجميع يذكر تتويجه في النسخة الماضية عندما كان على بعد خطوة من الإقصاء من دور المجموعات.
ـ هل تعتقد أن تعثر الترجي التونسي في المباريات الأخيرة محليا، في الدوري وخروجه من سباق الكأس قد تلقي بظلالها على مواجهة الغد؟
ـ أستبعد أن يتأثر الترجي بخسارته في سباق الكأس أو بإهدار بعض النقاط في الدوري، الترجي يملك شخصية الأندية الكبيرة التي تقيم لكل مسابقة وزنا، ولاعبوه يملكون أيضا من قوة الشخصية ما يجعلهم قادرين على رد الفعل بسرعة، وهذا ما حدث في مباراة الفريق أمام النجم الساحلي في الدوري منذ أسبوع عندما حقق الفوز بعد أن كان متأخرا في النتيجة.
سياق مباراة الأهلي يختلف تماما عن مباريات الفريق محليا، والإعداد لنهائي دوري الأبطال هو إعداد له خصوصيته وبالتالي أنتظر أن يظهر الفريق الأحمر والأصفر بوجه جيد أمام كتيبة الأهلي القوية.
ـ ماهي أسحلة الترجي للفوز بالنصف الأول من النهائي في ملعب رادس والانطلاق بحظوظ كاملة لنهائي 25 مايو في ستاد القاهرة؟
ـ اللعب على حقيقة إمكانيات المجموعة الحالية وعدم تهويل المنافس والمباراة.. التسلح بالثقة والهدوء .. التركيز في الدفاع لتفادي قبول أي هدف قد يعقد المهمة.. هذه هي الأسلحة الثلاثة التي على المدرب ميغيل كاودوزو ولاعبيه توظيفها في مباراة الذهاب.
الترجي يملك كل المقومات لفرض ألوانه على ملعبه وأمام جماهيره، ولكن في المقابل يبدو من الواجب عدم الاندفاع لأن اللقب سيلعب على جزءين، أو شوطين، الأول في تونس والثاني في القاهرة وفي كل الحالات لن تكون مباراة الغد حاسمة، الترجي مدعو إلى عدم تهويل النهائي طالما أنه كسب الأهلي (3 ـ 0) قبل 6 سنوات بعد أن كان متأخرا في الذهاب (3 ـ 1).
ـ كيف تنظر للأهلي خلال الموسم الجاري تحت قيادة مارسيل كولر؟
ـ من نافلة القول الحديث عن قوة الأهلي المصري، هو فريق عملاق يملك تاريخا مجيدا في دوري أبطال إفريقيا برصيد 11 لقبا، ويملك مجموعة متكاملة من اللاعبين ومدربا يملك من الكفاءة والخبرة الشيء الكثير، لكن في المقابل الأهلي ليس ذاك الفريق الذي لا يهزم، له نقاط قوته ونقاط ضعفه ومن المؤكد أن الترجي قادر على الإطاحة به لو نجح في توظيف أسلحته بشكل مثالي.
ـ هل ترى في مباراة النهائي مواجهة خاصة أخرى بين الحارسين أمان الله مميش ومصطفى شوبير؟
ـ سيكون لكلا الحارسين دور كبير في ترجيح كفة فريق على آخر، وهذا بدا واضحا خلال المباريات الأخيرة لكليهما، في ربع النهائي كما في نصف النهائي كان لشوبير وخاصة لمميش إضافة عالية في الوصول بفريقيهما إلى النهائي.
الأمر لن يتوقف عند ذاك الحد، بل أعتقد أن مباراة رادس غدا وموقعة ستاد القاهرة في الإياب ستشهد لحظات حاسمة أبطالها حارسا مرمى الترجي والأهلي اللذين يسيران في الطريق الصحيح رغم قلة الخبرة.
ـ تكهناتك بعيدا عن العاطفة الترجية؟
ـ المباراة ستكون صعبة مثلما قلت، والحسم سيكون بكل تأكيد في القاهرة هناك، الترجي قادر على التتويج والأهلي كذلك بإمكانه الحفاظ على اللقب، بالعاطفة سأقول إني أتمنى تتويجا جديدا للترجي الذي يغرد خارج السرب في كرة القدم التونسية ويتحدى كل الصعوبات التي تمر بها البلاد، ولكن بالعقل أقول إن الحظوظ متكافئة إلى حد بعيد.
ـ كنت قائدا للترجي وأحد أبطال موقعة نهائي ملعب المنزه أمام الزمالك المصري منذ 30 عاما.. ماذا بقي من ذكريات ذلك الإنجاز القاري؟
ـ الجميع يعرفون أن ذلك كان أول تتويج قاري للترجي والذي نجحنا بعد في إهداء الفريق عدة ألقاب إفريقية اخرى من بينها كأس الكؤوس وكأس الكنفدرالية، ثم دوري الأبطال من جديد، الترجي نجح في إهداء تونس ذلك التتويج بعد خيبة كأس أمم إفريقيا 1994 لمنتخبنا بخروجنا من الدور الأول.. ذلك التتويج كان وزنه كبيرا بالنظر أيضا إلى المنافس الزمالك الذي كان واحدا من عمالقة الكرة الإفريقية في ذلك الوقت.