يخطط المسؤولون الأمريكيون لإنشاء أول مصنع خارج الولايات المتحدة للمساعدة في صنع الصواريخ الموجهة، GMLRS، التي لعبت دورًا محوريًّا في حرب أوكرانيا، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وبحسب تقرير الصحيفة، سيتم البدء بتصنيع الصواريخ، التي تُطلق من مركبات تُعرف باسم هيمارس، في قاعدة عسكرية في أستراليا على بعد عشرة آلاف ميل من الشركة المُصنعة الأم، لوكهيد مارتن.
وتأتي هذه الخطوة الأمريكية لمحاولة تعويض الطلب المتزايد على هذا النوع من الصواريخ التي أرسلت واشنطن الآلاف منها إلى أوكرانيا، ولتعويض المخزونات المستنفدة، وتعزيز قدرة القاعدة الصناعية الأمريكية على تلبية الطلبات تجاريًّا.
كما تندرج ضمن مساعي إدارة الرئيس جو بايدن في تطوير خطوط إنتاج متعددة للأسلحة الحيوية، رغم عدم سهولة الأمر تنظيميًّا ولوجستيًّا، عبر الدول الحليفة.
وأضاف التقرير أن خطة صنع الصواريخ لا تزال تسير ببطء شديد منذ أربع سنوات، رغم سعي شركة لوكهيد مارتن وأستراليا إلى بناء سلاسل توريد جديدة، وتدريب عمال جدد، وتسهيل تبادل التكنولوجيا مع الولايات المتحدة.
وقال المحلل الإستراتيجي الأسترالي، مايكل شوبريدج، إن الفكرة الأولية لتصنيع الصواريخ الأمريكية كانت جيدة جدًّا، لكن التنفيذ لم يكن مثيرًا للإعجاب على الإطلاق، حيث تجاوزتها الأحداث في العالم، ولا سيما الحرب في أوكرانيا، والآن في الشرق الأوسط.
الفكرة الأولية لتصنيع الصواريخ كانت جيدة جدًّا، لكن التنفيذ لم يكن مثيرًا للإعجابمايكل شوبريدج، محلل استراتيجي
ويتوقع أن تكون أستراليا قادرة على اختبار الدفعة الأولى من نحو اثنتي عشرة مركبة هيمارس تم تجميعها في مواقع أسترالية بحلول نهاية 2025.
وبحلول 2030، تهدف أستراليا إلى إنتاج آلاف الصواريخ سنويًّا.
ولفت التقرير إلى أن شركة لوكهيد مارتن، التي تسعى حاليًّا إلى رفع إنتاجها من عشرة آلاف إلى 14 ألف صاروخ سنويًّا، لا تزال تقوم بشحن الأجزاء شبه المجمعة من الصواريخ من الولايات المتحدة إلى أستراليا، حيث تخضع للتجميع النهائي في خطوط الإنتاج الجديدة.
وتتطلع أستراليا إلى زيادة قدرتها على تصنيع أجزاء الصواريخ محليًّا من خلال التغلب على تحديات نقص المهندسين المهرة، ونقص المعروض من أنظمة معينة مثل محركات الصواريخ.
وأشار التقرير، بحسب بعض مسؤولي الدفاع الأمريكيين السابقين، إلى أن الجدول الزمني الذي حددته أستراليا لزيادة إنتاج الصواريخ لم يتجاوز الوقت بعد لتغيير الموازين الإستراتيجية.
لكن في المقابل، قال التقرير إن الوقت يمضي سريعًا، وإن الدولتين المنافستين، روسيا والصين، تستثمران بسرعة وقوة في قدراتهما الصاروخية.