دبابات إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة
دبابات إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة رويترز

هل تستطيع إسرائيل تدمير حماس؟

تساءلت صحيفة عبرية عن مدى قدرة الجيش الإسرائيلي على استئصال حركة حماس، وقالت إن وعودًا مماثله قُطعت منذ عام 2009 دون أن تنجح إسرائيل بتحقيق هذا الهدف.  

وقالت صحيفة "زمان يسرائيل" في تقرير نشرته، اليوم الخميس، إن "حماس استولت على السلطة في قطاع غزة في شهر حزيران/ يونيو 2007 وطردت موظفي السلطة الفلسطينية بوحشية خلال 10 أيام". 

وشبَّهت طريقة تعاطي حماس مع موظفي السلطة الفلسطينية وقتها بالأسلوب الذي استخدمته الحركة في عملية "طوفان الأقصى" داخل المستوطنات المحيطة بالقطاع. 

أخبار ذات صلة
أخطاء ارتكبتها إسرائيل بغزة.. هل ينجح نزع السلاح والتهجير بتداركها؟

وتابعت أنه في كانون الأول/ ديسمبر 2008، أواخر عهد حكومة إيهود أولمرت، كانت المرة الوحيدة التي اقتربت فيها إسرائيل من الإطاحة بحكومة حماس خلال حرب "الرصاص المصبوب"، التي استهلها الجيش بغارات جوية مكثفة، وبعدها دخلت القوات البرية وتمكنت بأقل عدد من الخسائر من تقسيم غزة إلى 3 قطاعات منفصلة، كل منها معزول عن الآخر، وقامت بتصفية العديد من أعضاء حماس". 

معضلة الأسرى

وخلافًا للوضع الراهن، تقول الصحيفة، إن إسرائيل وقتها "كانت هي التي أخذت زمام المبادرة، فحماس أُخذت على حين غزة، وحلت بها خسائر فادحة دون أن تتمكن من توجيه الرد بشكل فعال". 

وتابعت أن "الوضع الراهن مختلف؛ إذ يوجد جدل عميق داخل القيادة الإسرائيلية حول ما إذا كان يتعين مواصلة العمليات العسكرية، ومحاولة الإطاحة بحكومة حماس، أم الاكتفاء بتوجيه ضربة شديدة للمنظمة وبكلفة منخفضة بالنسبة لإسرائيل". 

وذهبت إلى أن "ثمة مشكلة أمام إسرائيل لم تكن من قبل، تتعلق بأكثر من 200 رهينة إسرائيلية في أيدي حماس". 

أخبار ذات صلة
حماس تعلن مقتل 9 أسرى في القصف الإسرائيلي على غزة

وقارنت بين الوضع الحالي والوضع الذي كان سائدًا إبّان حرب "الرصاص المصبوب" عام 2008؛ إذ كان من بين الاعتبارات الإسرائيلية لوقف العمليات هو المخاوف من إصابة جندي واحد مختطف هو جلعاد شاليط.  

عناصر النجاح

وحدَّدت الصحيفة، عناصر مهمة تعد من شروط نجاح التعهد الذي قطعته حكومة نتنياهو على نفسها بشأن إسقاط حماس، ورأت أن العنصر الأول يتعلق بـ "حقيقة أن تدمير حماس وتحييدها يتطلب حتمًا عملًا بريًّا، بعد الهجمات التي لا تتوقف من الجو"، متوقعة أن تكون تلك العملية في غاية الصعوبة. 

وقدَّرت أن "ينشر الجيش قوات كبرى من أجل إتمام مهمة اختراق دفاعات حماس، التي تعتمد على عناصر مسلحة ومواقع مفخخة، مع احتمالات أن يتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة، لكنه سينجح في النهاية في إنزال ضربات كبيرة بالحركة"، على حد قولها.   

وبيَّنت أن المرحلة التالية "ستتطلب بقاء الجيش الإسرائيلي، أشهرًا طويلة، في غزة والدخول في عمليات قتالية بوتيرة بطيئة وأكثر تعقيدًا أغلبها في أنفاق غزة"، متوقعة أن تشهد هذه المرحلة شعور مستوطنات الغلاف بحالة من الارتياح النسبي مع انخفاض وتيرة إطلاق الصواريخ من غزة.  

أخبار ذات صلة
الهجوم البري والأزمة الإنسانية.. أبرز ملفات بايدن خلال زيارته لإسرائيل‎

ومضت قائلة إن "التحدي الأصعب هو أن لدى حماس دروعًا بشرية؛ ما يضع إسرائيل في موقف لم تعرفه من قبل، ومن ثم عليها أن تبذل قصارى جهدها لمنع إصابتهم وإعادتهم سالمين. 

واستبعدت أن يكون سير العمليات البرية المرتقبة على غرار حرب حزيران/ يونيو 67، أي خاطفة وسريعة. وقالت إن العملية البرية في غزة "ستكون طويلة وبكلفة عالية"، مقدرة أن حماس أيضًا "لن تختفي من الوجود في نهاية تلك الحرب، ولكنها ستضعف بشكل كبير، ولن تستطيع بعدها أن تشكل خطرًا على إسرائيل أو السيطرة على القطاع".  

ودعت الصحيفة، إلى ضرورة أن تشمل العمليات البرية أيضًا القضاء على حركة "الجهاد الإسلامي" التي رأت أنها لا تقل خطورة عن حماس.  

نتنياهو عزز قوة حماس

 وذكَّرت الصحيفة بأن رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، وقائد المنطقة الجنوبية في حينه يوآف غالانت (وزير الدفاع الحالي) أيدا استمرار عملية "الرصاص المصوب" في حينها، بينما فضَّل وزير الدفاع وقتها إيهود باراك ومعه رئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي، التوقف، ونجحا في فرض رأيهما. 

وتجدر الإشارة إلى أن بنيامين نتنياهو كان يتولى زعامة المعارضة إبان حرب "الرصاص المصبوب"، ووقتها عقد مؤتمرًا صحفيًّا شن خلاله هجومًا على حكومة أولمرت، وتعهد بالقضاء على حماس لو أصبح رئيسًا للوزراء.  

الصحيفة أشارت إلى أنه منذ صعود نتنياهو إلى السلطة في عام 2009، لولايات متقطعة، وحتى السنوات التي أعقبت هذا التاريخ، تحولت السياسات التي ينتهجها نتنياهو "من قناعته بضرورة إسقاط حماس إلى رؤيته القائمة على أن حماس تعد كنزًا بالنسبة لإسرائيل".  

عواقب وخيمة 

وأضافت أنه "في بعض الحالات، اكتفت إسرائيل بمواجهات مع حركة (الجهاد الإسلامي) فقط، ورأت أن بقاء حماس على الحياد يعد إنجازًا في حد ذاته". 

وذهبت الصحيفة إلى أنه منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2011، حققت حماس إنجازات كبيرة حين أطلقت حكومة نتنياهو سراح 1027 أسيرًا فلسطينيًّا ضمن صفقة الجندي المختطف جلعاد شاليط، وكان من بين المفرج عنهم يحيى السنوار. 

أخبار ذات صلة
قتلى وجرحى إثر غارة إسرائيلية على منزل في حي الشجاعية.. آخر تطورات حرب غزة

وانتقدت سماح إسرائيل بتعزيز قدرات حماس دون أن تتدخل، ولا سيما القدرات الصاروخية، وصولًا إلى قدرتها على شن عمليات خاصة بهذه القوة، مثلما حدث في السابع من الشهر الحالي.  

ورصدت التطورات التي مرت بها حماس على مرأى ومسمع الحكومة الإسرائيلية، وقالت إن هذه الحكومة "تضع حاليًّا هدف إسقاط الحركة على رأس أولوياتها، وتقوم بذلك في أسوأ ظرف يمكن تخيله؛ إذ بادرت حماس بالهجوم الضخم وبعدها اختفت الحركة بداخل مدن الأنفاق التي حفرتها تحت الأرض، لعلمها أن إسرائيل سترد بالاقتحام البري".  

وذهبت إلى أن رؤية نتنياهو بشأن تقديم حوافز اقتصادية والاكتفاء بجولات قتالية قصيرة انهارت تمامًا، ولم يعد أمام إسرائيل سوى استئصال حماس، مع ضرورة أن يدرك الإسرائيليون العواقب المتوقعة في الأشهر المقبلة. 

 المصدر: صحيفة "زمان يسرائيل" العبرية

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com