صحف عالمية: هجوم أوكراني جريء.. وأجندة "مثقلة" لبايدن بالعام الجديد

صحف عالمية: هجوم أوكراني جريء.. وأجندة "مثقلة" لبايدن بالعام الجديد

الهجوم الأوكراني في منطقة ماكيفكا يضاف إلى سلسلة الانتكاسات التي تعرضت لها القوات الروسية خلال الأشهر الأخيرة
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية

سلطت صحف عالمية الضوء على آخر التطورات الميدانية للحرب الروسية الأوكرانية، في ضوء هجوم أوكراني "جريء" استهدف القوات الروسية بشرق البلاد، وسط تقارير تتحدث عن غضب عارم في صفوف الصقور الروس المؤيدين للغزو.

كما استعرضت الصحف أبرز التحديات الخاصة بالسياسة الخارجية الأمريكية في العام الجديد، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، والتوترات مع الصين، وأزمة التسلح النووي.

وناقشت الصحف أيضًا الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مطار دمشق الدولي، قائلة إن الهجوم يتزامن مع حكومة إسرائيلية جديدة أعلنت منذ تشكيلها عن موقع أكثر عداوة مع إيران.

هجوم أوكراني "جريء".. و"فشل" عسكري لروسيا

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الهجوم الأوكراني "الجريء" الذي استهدف القوات الروسية وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 63 جنديًّا بمنطقة قرب دونيتسك الشرقية، "ضربة قاتلة تفضح الفشل العسكري لدى موسكو"؛ ما دفع الصقور الروس إلى اتهام جيشهم بعدم الكفاءة.

وذكرت الصحيفة أنه في واحدة من أكثر الهجمات دموية حتى الآن على القوات الروسية، استخدم الأوكرانيون صواريخ أمريكية الصنع من طراز "هيمارس" لقتل العشرات - وربما المئات - من الجنود الروس؛ ما يبرز مدى أهمية الصواريخ المتطورة لـ"تمكين كييف من إلحاق أكبر ضرر ممكن في صفوف العدو".

وقالت الصحيفة إنه بالرغم من أن هذه الادعاءات لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، إلا أن الهجوم يمثل واحدة من أسوأ الخسائر الروسية في الحرب، وإحراجًا كبيرًا للرئيس، فلاديمير بوتين، الذي تعهد مرارًا وتكرارًا بتصحيح الأخطاء الكارثية ونقاط الضعف في قواته المسلحة التي فضحتها ساحات المعركة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المدونين الروس المؤيدين للحرب وبعض المسؤولين الحكوميين قد أدانوا الحادث، قائلين إن "الكارثة نتجت عن أخطاء الجيش المتكررة والمكلفة"، بما في ذلك السماح للجنود باستخدام الهواتف المحمولة التي يمكن للأوكرانيين تعقبها لمعرفة تمركزهم.

وأضافت الصحيفة أن بعض المشرعين المؤيدين للحرب قد طالبوا بإجراء تحقيق، قائلة إنه على سبيل المثال، دعا سيرجي ميرونوف، زعيم حزب مؤيد للكرملين في البرلمان، إلى محاكمة جميع المسؤولين العسكريين، قائلاً: "من الواضح أن أجهزة الاستخبارات أو أنظمة الدفاع الجوي تعمل بشكل صحيح".

أخبار ذات صلة
هجوم روسي جديد يستهدف كييف وصفارات الإنذار تدوي شرق أوكرانيا

في سياق متصل، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الهجوم الأوكراني في منطقة ماكيفكا يضاف إلى سلسلة الانتكاسات التي تعرضت لها القوات الروسية خلال الأشهر الأخيرة، كما إنه يؤكد قدرة كييف على إصابة أهداف رئيسة.

وفي مقابلة مع الصحيفة، صرح محللون عسكريون بأن قرار الرئيس الروسي بشأن استدعاء نحو 300 ألف جندي جديد في أيلول/ سبتمبر قد سد بالفعل الفجوات على طول خط المواجهة وأبطأ تقدم أوكرانيا في الخريف.

وأضافوا أن القرار في المقابل، كشف أيضًا عن العديد من المشكلات التي يعاني منها الجيش الروسي، بما في ذلك ضعف القيادة وعدم كفاية التدريب والمعدات؛ ما أدى إلى ارتفاع معدلات الخسائر.

ويأتي الهجوم على ماكيفكا في أعقاب تصاعد الهجمات الأوكرانية المبلغ عنها على أهداف في عمق روسيا. ووفقاً لتقرير الصحيفة، أُسقطت طائرة استطلاع دون طيار فوق منطقة فورونيج بجنوب غرب روسيا، فجر الإثنين، بينما قال حاكم منطقة بيلغورود الإثنين إن قرية فيازوفو "تعرضت لإطلاق نار".

في غضون ذلك، قال مسؤولون أوكرانيون إن طائرات مسيرة روسية استهدفت منشآت البنية التحتية في العاصمة، كييف، فجر أمس، مشيرين إلى أنه تم اعتراض 22 طائرة مسيرة فوق المدينة. وقال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، إن أخرى دمرت خارج المدينة وفي المناطق المجاورة. وحذرت "الجورنال" من رد روسي "عنيف" على هجوم ماكيفكا.

أجندة "مثقلة" لبايدن في 2023

سلطت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الضوء على أبرز التحديات التي ستواجهها الولايات المتحدة خلال العام الجديد، قائلة إن السياسة الخارجية لإدارة الرئيس، جو بايدن، ستكون لها أجندة محملة بالعديد من الملفات بما في ذلك، روسيا وأوكرانيا والصين والأسلحة النووية.

واعتبرت المجلة أن الحرب في أوكرانيا ستكون أبرز تحد للسياسة الخارجية الأمريكية، مشيرة إلى أن واشنطن كانت زادت من تورطها في الصراع بشكل كبير، لدرجة أنها أصبحت أكبر مزود للمساعدات العسكرية لكييف.

وذكرت المجلة أن الحرب أربكت حسابات الولايات المتحدة بشكل كبير عندما اندلعت في فبراير من العام الماضي، كما أنها رسمت مسارًا لم يتوقعه الساسة الأمريكيون، وذلك فضلاً عن التداعيات الكارثية للصراع على العالم.

وقالت المجلة إن الصراع استحوذ على الكثير من اهتمام واشنطن على مدار العام الماضي، وذلك على الرغم من أن إستراتيجية الأمن القومي الخاصة ببايدن قد أعلنت الصين "التهديد الأكبر للبلاد"، إذ إنها قد تمتلك قريبًا القدرات لإعادة تشكيل النظام العالمي بالكامل، ما يهدد النفوذ العالمي الأمريكي.

وأضافت المجلة أن المهمة الرئيسة لإدارة بايدن ستكون الحفاظ على إمدادات ثابتة من الأسلحة لتمكين كييف من مواصلة القتال، لكنها رأت أن العقبة الأساسية أمام هذه الجهود ستكون قدرة واشنطن على الحفاظ على الوحدة مع شركائها الأوروبيين لمواصلة الضغط على موسكو ولضمان تلبية احتياجات كييف العسكرية والإنسانية.

أخبار ذات صلة
بايدن يستقبل زيلينسكي في البيت الأبيض

حرب الرقائق

وتحت عنوان "حرب الرقائق"، قالت المجلة إنه الصراع الأكثر ترجيحاً بين بكين وواشنطن خلال العام الجديد، وذلك بعدما رفع بايدن المنافسة في مجال أشباه الموصلات مع الصين إلى مستويات غير مسبوقة، مع فرض قيود على الصادرات تهدد بإعاقة الجهود الصينية للتنافس في التقنيات المتطورة لبضع سنوات.

وأضافت المجلة أنه على الرغم من أن ضوابط التصدير كانت فعالة إلى حد ما، إلا أن رد الفعل المستقبلي للصين يثير مخاوف إدارة بايدن وينذر بمزيد من الانشقاق السياسي في البلاد، وذلك بعدما دفعت جهود واشنطن للانفصال عن صناعة التكنولوجيا الصينية بالفعل إلى الضغط للتصعيد أكثر.

وفيما يتعلق بالأسلحة النووية، اعتبرت المجلة أن العام الماضي كان الأكثر قتامة فيما يتعلق بسياسة الحد من التسلح. وقالت إنه على سبيل المثال، تراجعت جهود بايدن لإنقاذ المحادثات النووية مع إيران، وأحرزت كوريا الشمالية تقدمًا في برنامج أسلحتها النووية، فضلاً عن أن معاهدة "ستارت الجديدة" بين موسكو وواشنطن باتت على المحك.

وأضافت المجلة أن العام الجاري لن يحمل انفراجة حقيقية لإدارة بايدن فيما يتعلق بالملفات الثلاثة السابقة، وتوقعت أن واشنطن ستواصل "أساليبها التقليدية" بشأن هذه القضايا؛ "أي إجراء المزيد من التدريبات العسكرية مع كوريا الجنوبية، واستمرار إدانة برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية وإيران في الأمم المتحدة، مع الإبقاء على الوضع الدبلوماسي الحالي مع روسيا".

أخبار ذات صلة
بوتين: روسيا لم تتحدث أبدًا عن استخدام الأسلحة النووية

حكومة نتنياهو.. و"العين الحمراء" لإيران

من ناحية أخرى، قصفت إسرائيل، يوم الإثنين، مطار دمشق الدولي بزعم أن طهران تستخدمه لتهريب الأسلحة، ما أسفر عن مقتل جنديين سوريين وإيقاف خدمة الطيران في المطار، في هجوم اعتبرته صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية أول تحذيرات الحكومة الجديدة التي تعهدت منذ تشكيلها بتبني موقف عدائي ضد إيران.

وذكرت الصحيفة أنه بالرغم من أنه لم يتضح ما إذا كان الهجوم، وهو الثاني من نوعه منذ حزيران/ يونيو الماضي، مخططًا له مسبقاً أم لمجرد التحذير، إلا أنه يعد رمزاً مهماً كونه يأتي في بداية العام الجديد تزامناً مع حكومة إسرائيلية جديدة أيضاً برئاسة بنيامين نتنياهو.

وقالت الصحيفة إن الهجوم يأتي بعد تقارير أفادت بأن إيران تستخدم المطارات هناك لنقل الأسلحة إما لسوريا وإما إلى جماعة "حزب الله" اللبنانية المسلحة. وأشارت إلى تقارير خلصت الشهر الماضي إلى أن "حزب الله" كان يتطلع للحصول على أسلحة من إيران عبر مطار بيروت، ما أثار المخاوف الإسرائيلية حول ما إذا كانت الجماعة تخطط لاستخدامها ضد تل أبيب.

وأضافت الصحيفة، في تحليل إخباري لها، أن "حزب الله" يقع في دائرة الضوء حاليًّا بسبب مقتل جندي حفظ سلام أيرلندي الشهر الماضي في منطقة تسيطر عليها الجماعة اللبنانية في جنوب سوريا. وأضافت الصحيفة أن هناك شائعات أيضاً حول صحة الأمين العام للجماعة، حسن نصر الله، كشفت أنها آخذة في التدهور.

بدورها، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن إسرائيل– التي نادراً ما تعترف أو تناقش مثل هذه العمليات - تعتزم منع إيران من ترسيخ وجودها في سوريا، مشيرة إلى أنها شنت على مدار العقد الماضي "آلاف" الغارات الجوية بزعم أن طهران تستخدم المطارات لنقل "أسلحة خطيرة".

وأوضحت الصحيفة أن هذه الأسلحة تشمل طائرات دون طيار انتحارية، وذخائر موجهة بدقة وأنظمة دفاع جوي متطورة.

أخبار ذات صلة
عودة مطار دمشق الدولي للخدمة بعد تعرضه لقصف إسرائيلي

وقالت إن الغارة الإسرائيلية الأخيرة تأتي في أعقاب تقارير عن هجوم آخر على دمشق الشهر الماضي استهدف منشآت تابعة لـ"حزب الله" جنوبي العاصمة السورية، ما أسفرعن مقتل جنديين.

ونقلت عن تامر هايمان، المحلل في "معهد دراسات الأمن القومي" بتل أبيب ورئيس المخابرات العسكرية السابق، قوله: "هذا ما يحدث لمن حولوا مطاراً مدنياً إلى موطن لأنشطة القوات الإيرانية وتهريب أسلحة متطورة".

وفي أعقاب غارة جوية استهدفت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قافلة كانت تعبر الحدود العراقية إلى سوريا، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، ألمح قائد الجيش الإسرائيلي الليفتنانت جنرال، أفيف كوخافي، إلى تورط طائرات مقاتلة إسرائيلية في الهجوم.

وجادل كوخافي، وفقًا لتقرير "هآرتس"، بأن النشاط العسكري الإسرائيلي أدى إلى "تعطيل كامل للرؤية الإيرانية التي كان من المفترض أن تشمل نشر مئات الصواريخ أرض- أرض وأرض- جو في سوريا ولبنان، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من عناصر الميليشيات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com