هل تنجح زيارة سوليفان لإسرائيل باحتواء التوتر بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو؟

هل تنجح زيارة سوليفان لإسرائيل باحتواء التوتر بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو؟

شتهدد عدة قضايا بإشعال الخلاف بين الحكومة الإسرائيلية التي يقودها بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في ظل التقاريرالعبرية التي تتحدث عن سلوك حكومة نتنياهو مسارا تصادميا مع إدارة بايدن.

ومن القضايا البارزة التي تعتبر مثارا للخلاف بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، الحرب الروسية الأوكرانية، والملف النووي الإيراني، والتعامل الإسرائيلي مع السلطة الفلسطينية، والعلاقات الإسرائيلية مع الصين وروسيا، إضافة للإصلاحات القضائية التي تعتزم كتلة اليمين تمريرها بالكنيست.
ويأتي ذلك بالتزامن مع الزيارة المرتقبة لمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، المقررة منتصف الشهر الجاري، والتي تعتبر مهمة لتل أبيب وواشنطن، والتي حال نجاحها ستتم دعوة نتنياهو للقاء الرئيس الأمريكي.
وتباينت آراء المحللين السياسيين حول إمكانية نجاح زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي في احتواء التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وسط ترجيحات بأن تشهد العلاقة بينهما خلافات متعددة خلال فترة ولاية حكومة نتنياهو.

"واشنطن تعتبر تل أبيب من أهم حلفائها بالشرق الأوسط والعالم، ولديها مصلحة بعلاقات متميزة مع الحكومة الإسرائيلية بغض النظر عن أعضائها"
المحلل السياسي، أنطوان شلحت
أخبار ذات صلة
صحيفة: سوليفان ناقش في إسرائيل "خطة بديلة" بحال فشل مفاوضات فيينا

علاقة إستراتيجية
ويرى المحلل السياسي، أنطوان شلحت، أن "العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل إستراتيجية، ولا يمكن ربطها بالسياسات العامة ومواقف الوزراء والمسؤولين"، مشيرا إلى أن "أي توتر بين البلدين يمكن احتواؤه بالحوار".

وقال شلحت، لـ "إرم نيوز"، إن "تل أبيب وواشنطن لديهما ارتباطات من خلال العديد من المؤسسات الأمنية والسياسية والعسكرية، وبالتالي لا يمكن أن تتأثر هذه العلاقات بسبب مواقف أو تغييرات في السياسات الداخلية والخارجية".

وأوضح أن "التعاون الإسرائيلي الأمريكي يقوم على أساس المصالح المشتركة، كما أن واشنطن تعتبر تل أبيب من أهم حلفائها بالشرق الأوسط والعالم، ولديها مصلحة بعلاقات متميزة مع الحكومة الإسرائيلية بغض النظر عن أعضائها".

"الحديث عن مضي العلاقات بين واشنطن وتل أبيب بمسار تصادمي مبالغ فيه، على الرغم من الخلافات الكبيرة بين الجانبين، واحتمالية ارتفاع حدة التوتر بين البلدين بالفترة المقبلة"
المحلل السياسي، طلال عوكل

وأضاف: "يظهر ذلك بشكل واضح في سرعة إرسال الولايات المتحدة لمستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، والرسائل المتبادلة بين الجانبين على الرغم من مرور أقل من أسبوعين على تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة".

وتابع: "بتقديري بايدن ونتنياهو لا يرغبان بوجود توتر في العلاقة بين حكومتيهما، ويسعيان لحلول وسط بالقضايا الحساسة"، مشيرا إلى أن ذلك يظهر واضحا في مساعي نتنياهو لكبح جماح سياسات شركائه اليمينيين.

وأكد أن "زيارة سوليفان لتل أبيب ستؤدي بالتأكيد لخفض التوتر بين البلدين، وستحقق أهدافها"، مبينا أن "نتنياهو غير معني بالتصادم مع الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي، وبحاجة لمزيد من الوقت لحل بعض القضايا الداخلية".

أخبار ذات صلة
إسرائيل.. تناقض في تصريحات نتنياهو ووزير خارجيته بشأن حرب أوكرانيا

احتواء الخلافات
ويرى المحلل السياسي، طلال عوكل، أن "الحديث عن مضي العلاقات بين واشنطن وتل أبيب بمسار تصادمي مبالغ فيه، على الرغم من الخلافات الكبيرة بين الجانبين، واحتمالية ارتفاع حدة التوتر بين البلدين بالفترة المقبلة".

وقال عوكل، لـ "إرم نيوز"، إن "الإدارة الأمريكية تحاول احتواء الخلافات مع الحكومة الإسرائيلية، خاصة وأنها لا ترغب في أي توتر بالشرق الأوسط على حساب المعركة المفتوحة التي لها علاقة بالنظام الدولي مع روسيا والصين".

وأشار عوكل، إلى أنه "بالرغم من عدم توافق برنامج حكومة نتنياهو مع مخططات الإدارة الأمريكية خاصة فيما يتعلق بالملفات الحساسة؛ إلا أن واشنطن لا ترغب في أي توتر يمكن أن يؤدي لحالة من عدم الاستقرار بالشرق الأوسط".

"إسرائيل تنظر بحذر للقوى الصاعدة على المستوى العالمي، والتي سيكون لها دور كبير بالسياسات الدولية، وترغب بالعمل بشكل محايد مع جميع دول العالم، بخلاف الولايات المتحدة"
المحلل السياسي، طلال عوكل
أخبار ذات صلة
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو

وأكد المحلل السياسي، أن "الخلافات بين واشنطن وتل أبيب في السياسات والإستراتيجيات لن تؤدي إلى تحول كبير في العلاقات بينهما، خاصة وأن الجانبين لديهما مصلحة في استمرار التحالف على كافة المستويات".

واستدرك: "لكن التاريخ السابق للعلاقة بين نتنياهو وحكومات الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة سيؤثر بشكل كبير على زيارة مستشار الأمني القومي الأمريكي لإسرائيل"، لافتا إلى أن ذلك "سيؤدي إلى تحقيق الزيارة نجاحا محدودا".

أخبار ذات صلة
حكومة نتنياهو تبحث "معاقبة السلطة".. والفلسطينيون يلوحون بـ"مقاطعة كاملة"

وشدد عوكل، على أن "العلاقات الصينية الإسرائيلية ستكون مثار بحث معمق بين واشنطن وتل أبيب، خاصة وأن إدارة بايدن لا ترغب في توسيع تلك العلاقات، على عكس حكومة نتنياهو التي ستسعى لعلاقات متوازنة مع الصين وروسيا أيضا".

وأضاف: "إسرائيل تنظر بحذر للقوى الصاعدة على المستوى العالمي، والتي سيكون لها دور كبير بالسياسات الدولية، وترغب بالعمل بشكل محايد مع جميع دول العالم"، مبينا أن "ذلك يعد مخالفاً لما ترغب به الولايات المتحدة".

مهمة فاشلة
وفي المقابل، يرى المحلل السياسي، سهيل كيوان، أن "التوتر سيكون مصاحبا للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية خلال حكومة نتنياهو"، مرجحا أن "يفشل مستشار الأمن القومي الأمريكي في مهمته المتعلقة بضبط سياسة الحكومة الإسرائيلية".

وأوضح كيوان، لـ "إرم نيوز"، أن "هناك العديد من الملفات التي لا يمكن لتل أبيب وواشنطن التوافق على سياسة محددة بشأنها، خاصة ما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية والملف النووي الإيراني والسياسة تجاه الفلسطينيين".

"العلاقات الإسرائيلية الصينية ستكون أحد الملفات المتفجرة بين واشنطن وتل أبيب، كما أن ملف الاستيطان بالضفة الغربية مثار خلاف بين الطرفين"
المحلل السياسي، سهيل كيوان

وأضاف: "بتقديري ستكون العلاقة بين بايدن ونتنياهو بنفس الشكل الذي كانت عليه بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما؛ ولكن بوتيرة تصادمية أقل بسبب المتغيرات الإقليمية والدولية".

وأشار المحلل السياسي، إلى أن "نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية الأخيرة جاءت لصالح نتنياهو وحكومته، خاصة أنها ستمكنه من ممارسة الضغوط على إدارة بايدن عبر أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري"، وفق تقديره.

واستدرك بالقول: "لكن هذه الخلافات لا يمكن أن تؤدي للقطيعة بين واشنطن وتل أبيب، ويمكن لزيارة سوليفان لإسرائيل أن تؤجل الصدام بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو؛ لكن التوتر سيبقى قائماً"، حسب تعبيره.

أخبار ذات صلة
ما الخيارات المطروحة أمام إسرائيل للتعامل مع تطورات الملف النووي الإيراني؟

ورجح المحلل السياسي، أن "يزداد التوتر بين الجانبين في الأشهر المقبلة، وذلك بالتزامن مع اتخاذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جديدة في الملفات الخلافية بين الجانبين سواء ما يتعلق بالعلاقة مع روسيا والصين أو الاستيطان بالضفة الغربية".

وتابع: "بتقديري الملف النووي الإيراني سيكون أكثر النقاط خلافاً بين أمريكا وإسرائيل، وستمارس تل أبيب ضغوطاً على إدارة بايدن بشأنه"، مرجحاً أن "يوجه نتنياهو انتقادات علنية للإدارة الأمريكية في حال قررت المضي قدماً بالمفاوضات مع إيران".

ولفت كيوان، إلى أن "العلاقات الإسرائيلية الصينية ستكون أحد الملفات المتفجرة بين واشنطن وتل أبيب، خاصة وأن نتنياهو لديه علاقات جيدة مع الصين، الأمر الذي أثار قلقا كبيرا لدى الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com