الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي في صورة أرشيفية
الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي في صورة أرشيفية

إسرائيل.. تناقض في تصريحات نتنياهو ووزير خارجيته بشأن حرب أوكرانيا

كوهين تطرق للحرب الروسية الأوكرانية في وقت سابق، وطالب الإسرائيليين بـ "الصمت قدر الإمكان" فيما يتعلق بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
إعلام عبري

فتح الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، إيلي كوهين، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، الباب أمام تساؤلات بشأن السياسات التي ستتبعها حكومة بنيامين نتنياهو إزاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وذكرت وسائل إعلام عبرية، الأربعاء، أن اتصالًا هاتفيًا أجراه وزير خارجية إسرائيل بنظيره الروسي، أمس الثلاثاء، "بناءً على طلب روسي".

وأشارت إلى أن "الاتصال جاء بعد تصريحات مثيرة سابقة أطلقها الوزير الإسرائيلي، تعقيبًا على الحرب المستمرة، منذ شباط/ فبراير 2022". 

وبحسب موقع "نيوز إسرائيل"، وغيره من وسائل الإعلام العبرية، كان كوهين قد تطرق للحرب الروسية الأوكرانية في وقت سابق، وطالب الإسرائيليين بـ "الصمت قدر الإمكان" فيما يتعلق بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. 

نتنياهو بدوره أجرى اتصالًا هاتفيًا، الليلة الماضية، بالرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حمل على النقيض، تنديدًا بالحرب الروسية على أوكرانيا.

وكانت الحكومة السابقة، برئاسة يائير لابيد، قد اتبعت سياسية واضحة إزاء هذه الحرب، وأعلنت "رفضها للغزو الروسي واستعدادها لتقديم مساعدات إنسانية وطبية للأوكرانيين"، إلا أنها امتنعت عن تزويد القوات الأوكرانية بأسلحة هجومية. 

"أتمنى أن يدرك السيد إيلي كوهين أنه يتحدث مع مندوب عن نظام يرتكب جرائم حرب في أوكرانيا"
السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام
أخبار ذات صلة
نتنياهو: الحرب الروسية في أوكرانيا "خرق للقانون الدولي"

استياء أمريكي

وبين الموقع أن التصريح الخاص بوزير خارجية إسرائيل الجديد "أثار حالة من الاستياء في الخارج، لا سيما بين الأوساط المعارضة للغزو الروسي".

وأضاف الموقع أن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، تلقى إفادة مسبقة بشأن الاتصال الهاتفي بين كوهين ولافروف، وطلب من الوزير الإسرائيلي "نقل رسائل إلى وزير الخارجية الروسية"، لكن الموقع لم يذكر فحوى هذه الرسائل. 

كما أوضح أن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، كان قد "أبدى حالة من الامتعاض إزاء التصريحات التي أدلى بها كوهين، وانتقد ما بدر عنه بشأن ضرورة التزام الصمت على الأفعال الروسية في أوكرانيا"، حسبما أفاد الموقع.

ونقل عن السيناتور الجمهوري قوله: "أتمنى أن يدرك السيد كوهين أنه يتحدث مع مندوب عن نظام يرتكب جرائم حرب"، بحسب تعبيره.

"موقف إسرائيل واضح من حرب روسيا على أوكرانيا بأنها خرق للقانون الدولي، وسندعم كييف إذا كانت هناك حاجة لذلك"
بنيامين نتنياهو
أخبار ذات صلة
تل أبيب تستدعي سفير أوكرانيا بعد تصويت كييف ضد إسرائيل في الأمم المتحدة

ارتياح في موسكو

في غضون ذلك، أشار موقع "Bhol" العبري، الأربعاء، إلى أن الدعوة التي أطلقها كوهين "لاقت استحسانًا من موسكو"، وذكر أن كلمات كوهين "نالت رضا الروس"، بعد أن قال علنًا: "سنقلل الحديث بشأن أوكرانيا".

ولفت إلى أن مصادر في الكرملين علّقت بأن موسكو "تقدّر المواقف المتوازنة والموضوعية في هذا الصدد، إن الحديث هنا عن قرار إسرائيلي سيادي".

ونقل عن مصادر في كييف دهشتها من تصريحات الوزير الإسرائيلي، ومن حقيقة أن الوزير استهل عمله باتصال هاتفي بالوزير الروسي لافروف وليس بوزير خارجية أوكرانيا.    

واقتبس الموقع عن المصدر الأوكراني، الذي لم يوضح هويته: "لماذا يتحدث أولًا مع الجهة المعتدية بدلًا من الجهة المعتدَى عليها". 

يشار إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، أجرى عقب اتصال كوهين- لافروف، اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأوضح له أن "موقف إسرائيل واضح، ويقضي بأن الحرب الروسية خرق للقانون الدولي، وأن إسرائيل تدعم كييف إذا كانت هناك حاجة لذلك".

أخبار ذات صلة
بعد 100 يوم على الحرب الروسية الأوكرانية.. لا منتصر حتى الآن

وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم" كشفت أن "الوزير كوهين أبلغ نظيره الروسي بأن إسرائيل تُعبر عن استيائها بشأن التعاون الروسي الإيراني".

كما أعرب عن "احتجاجه على تأييد روسيا للتصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة، لصالح التوجه لمحكمة العدل الدولية لإبداء فتوى قانونية بشأن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية". 

فشلت محاولات رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت، للعب دور الوسيط في حرب روسيا على أوكرانيا، ولم يحرز أي نجاح

علاقات متينة

وتجدر الإشارة إلى أن علاقات جيدة تجمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يمكنها أن تنعكس على طبيعة التعاطي الإسرائيلي مع تلك الأزمة.

وكان بوتين أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نتنياهو، فور نجاحه بتشكيل حكومته السادسة، ووجه إليه التهنئة، ليكون بذلك من أوائل الزعماء الذين قدموا التهنئة لزعيم "الليكود"، في إشارة واضحة على متانة العلاقات التي جمعت بين الاثنين طوال العقد الماضي. 

أخبار ذات صلة
بوتين يرحب بعودة نتنياهو ويريد تعزيز التعاون مع إسرائيل

وأعرب نتنياهو عن رغبته بحل سريع لإنهاء الحرب والمعاناة التي سببتها، وهو ما فسّره مراقبون بأنها "إشارات متضاربة حول ما إذا كان قادرًا على تقديم الدعم العسكري للقوات الأوكرانية؛ لتمكينها من الدفاع عن بلادها ضد الغزو الروسي". 

وكان نتنياهو تطرق خلال حملته الانتخابية الخاصة بانتخابات الكنيست الخامسة والعشرين، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، عن عزمه "دراسة" احتمال تسليح الجيش الأوكراني.

وكان رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت، سعى عقب اندلاع الحرب، في شباط/ فبراير 2022، للعب دور الوسيط، إلا أنه لم يحرز نجاحًا.

وأواخر الشهر الماضي، أشار موقع "تايمز أو إسرائيل" بالعربية، عقب تسريب جانب من الاتصال الهاتفي بين نتنياهو وبوتين، وحديث الأول عن رغبته في إنهاء الحرب، إلى أن "هناك توقعات بأن يبذل رئيس الوزراء الجديد جهدًا ليكون وسيطًا بين كييف وموسكو، وهو الدور الذي لعبه بينيت، لكن دون جدوى".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com