ما الخيارات المطروحة أمام إسرائيل للتعامل مع تطورات الملف النووي الإيراني؟
ما الخيارات المطروحة أمام إسرائيل للتعامل مع تطورات الملف النووي الإيراني؟ما الخيارات المطروحة أمام إسرائيل للتعامل مع تطورات الملف النووي الإيراني؟

ما الخيارات المطروحة أمام إسرائيل للتعامل مع تطورات الملف النووي الإيراني؟

استبعد خبراء ومختصون أن تقدم إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، على الرغم من التهديدات التي أطلقها عدد من المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية الحالية، لافتين إلى أن ذلك قد يشعل حرباً إقليمية في المنطقة.

وبحسب الخبراء، فإن إقدام إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية لإيران بحاجة لموافقة أمريكية مسبقة وتجهيزات عسكرية في المنطقة، خاصة في ظل إمكانية اشتعال الجبهات المحيطة بإسرائيل من قبل الفصائل المسلحة الموالية لإيران في سوريا ولبنان وغزة.

واستبق رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، انطلاق المفاوضات مع إيران والدول العظمى الاثنين في فيينا، بالتأكيد على قلق حكومته من رفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود غير كافية على برنامجها النووي.

الرسالة الإسرائيلية

وأضاف بينيت، خلال جلسة حكومته الأسبوعية: "هذه هي الرسالة التي ننقلها بكل السبل، سواء للأمريكيين أو للدول الأخرى التي تتفاوض مع إيران".

وسبق ذلك، تهديدات لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أكد فيها أن الجيش الإسرائيلي يعمل على تطوير قدراته على توجيه ضربة عسكرية لإيران تستهدف برنامجها النووي.

وأوضح غانتس أنه "بالتزامن مع الخيار العسكري، فإن إسرائيل تواصل جهود تحسين شروط الاتفاق النووي بين الدولة الغربية وإيران"، وفق موقع "والا" العبري.

وأضاف غانتس: "إسرائيل تريد اتفاقا لا يقتصر على النووي الإيراني بل يشمل أنشطة طهران ودعمها لوكلائها، كما أن الصفقة الجيدة مع إيران هي التي تنهي ثغرات الاتفاق الحالي بشأن تخصيب اليورانيوم والوضع الإقليمي".

الخيار العسكري

وفي هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في الداخل، إليف صباغ، إنه "من المستبعد أن تقدم إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية مباشرة لإيران وبرنامجها النووي"، مشيراً إلى أن ذلك بحاجة إلى موافقة أمريكية مسبقة.

وأوضح صباغ، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "السيناريو المتوقع هو إقدام إسرائيل على تنفيذ عمليات تخريب للمنشآت النووية الإيرانية أو تنفيذ عمليات اغتيال لقيادات إيرانية بارزة لها علاقة مباشرة بالملف النووي لطهران".

وأشار صباغ إلى "أن ذلك سيكون بمثابة استمرار من تل أبيب لسياستها المعروفة على مدار السنوات الماضية"، متابعاً: "تحول هذه العمليات إلى حرب دون إذن أمريكي غير ممكن، وواشنطن لن تعطي هذا الإذن لإسرائيل في الوقت الحاضر".

وأضاف الخبير السياسي: "التهديد باستخدام القوة بالنسبة لإسرائيل هو الوسيلة للوصول إلى اتفاق مرضٍ، خاصة أن تل أبيب تريد التفاوض على اتفاق 2015 ولا ترغب في اتفاق جديد، بمعنى أنها تريد اتفاقا أقل من السابق، ولا تريد أي إنجازات لطهران".

وبحسب صباغ، فإن "إسرائيل تريد من إيران التوقيع على اتفاق بشأن برنامجها النووي وفق الشروط الإسرائيلية التي تسعى تل أبيب لتمريرها عبر الضغط على الولايات المتحدة والقوى العظمى"، مضيفاً: "بتقديري لن يتم الوصول إلى اتفاق بين إيران والدول العالمية".

جهود دبلوماسية

ويتفق المحلل السياسي، أنطوان شلحت، مع ما قاله صباغ، مؤكداً أن إسرائيل تفكر في الجوانب الدبلوماسية والسياسية أكثر من العسكرية في إدارة ملف إيران النووي، خاصة أن إعلان الحرب على إيران لا يمكن أن يقتصر على البلدين وسيتحول إلى حرب إقليمية.

وأوضح في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينيت يستخدم نفس سياسة سلفه السابق بنيامين نتنياهو في إدارة الخلاف مع إيران"، مشيراً إلى أن ذلك يظهر جلياً في تصريحاته الأخيرة بشأن الملف النووي الإيراني.

وأضاف: "نفتالي بينيت يجاهر بخلافه مع الإدارة الأمريكية، مخالفاً بذلك ما اتفق عليه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال لقائهما في أغسطس/آب الماضي"، مؤكداً أن هذا الأسلوب إحدى وسائل الضغط على واشطن لتنفيذ الرغبات الإسرائيلية بشأن إيران.

وأشار إلى أن "إسرائيل لا ترغب في رفع العقوبات الدولية عن إيران خاصة أن ذلك يمكّن طهران من استعادة مبالغ مالية طائلة إلى جانب توسيع علاقتها مع العالم بما يمكنها من التطور علمياً"، مضيفاً: "تل أبيب لا ترغب في أي تطور علمي لإيران".

وتابع: "المسألة ليست فقط في امتلاك إيران السلاح النووي وإنما امتلاك العلم والتكنولوجيا التي تمكنها في المستقبل من صناعة السلاح النووي، وبالتالي فإن العلم والمعرفة اللذين يمكن أن تحصل عليهما طهران سيكونان بمثابة خطر وجودي على إسرائيل"، وفق تعبيره.

 

خياران لا ثالث لهما

من ناحيته، أكد الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، أن "أي مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران ستؤدي إلى حرب إقليمية"، مشدداً على أن الفصائل الموالية لإيران في المنطقة ستكون جزءاً من هذه الحرب.

وأضاف الشرقاوي، في حديثه لـ "إرم نيوز": "أي قرار إسرائيلي بضرب إيران ومنشآتها النووية يعني اشتعال الحرب على جبهات سوريا ولبنان وغزة، خاصة أن الفصائل المسلحة الموالية لإيران بتلك المناطق أشارت في أكثر من مناسبة إلى استعداداها لمساندة طهران بأي حرب مقبلة".

وأشار الشرقاوي إلى أنه "من الناحية العسكرية لا يمكن لإسرائيل أن تدخل في حرب على أكثر من جبهة إلا بمساعدة الولايات المتحدة وحلفائها العسكريين في المنطقة، الأمر الذي يجعل فكرة توجيه ضربة عسكرية لإيران مستحيلة في الوقت الحالي"، وفق تعبيره.

وبين الشرقاوي أن "إسرائيل أمام خيارين اثنين أولهما يتمثل في توجيه ضربات عسكرية غير مباشرة لأهداف وشخصيات إيرانية، والثاني مواصلة الحراك الدبلوماسي والسياسي مع التلويح بالخيار العسكري لمواجهة برنامج إيران النووي".

وبحسب الشرقاوي، فإنه "من الطبيعي أن تكون إسرائيل والولايات المتحدة قد أعدتا خطة لمواجهة إيران عسكرياً"، مستدركاً: "إلا أن تنفيذ هذه الخطة لا يزال يحتاج إلى وقت طويل، خاصة أن واشنطن ترى في العودة للاتفاق النووي مع إيران مصلحة أمريكية".

ومن المقرر أن تبدأ الجولة السابعة من محادثات فيينا بين إيران ومجموعة 4+1 بمشاركة أمريكية غير مباشرة اليوم الاثنين، بهدف التوصل إلى تفاهم يعيد العمل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 ويرفع العقوبات عن إيران.

وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي منتصف عام 2018 وقامت بتشديد العقوبات على إيران، ما دفع الأخيرة إلى تملصها عن بنود الاتفاق عبر رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمئة وخفض مستوى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي كانت مهمتها مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com