الانتخابات الأمريكية تشعل صراعًا سياسيًا في روسيا
الانتخابات الأمريكية تشعل صراعًا سياسيًا في روسياالانتخابات الأمريكية تشعل صراعًا سياسيًا في روسيا

الانتخابات الأمريكية تشعل صراعًا سياسيًا في روسيا

سرقت الانتخابات الأمريكية بين الرئيس ترامب والمرشح جو بايدن الأضواء في جميع أنحاء العالم، وسط ترقب النتيجة التي ستحدد قيادة وتوجه أقوى دولة في العالم، ويبدو أن روسيا من أشد الدول انتباهًا، حيث أقام "ليونيد فولكوف" أحد كبار مساعدي أليكسي نافالني، زعيم المعارضة الروسية، بثًا مباشرًا في ليلة الانتخابات الأمريكية، وعندما سأل المشاهدون من سيفوز، قال فولكوف:"نحن لا نعرف، فهذا ما يسمى بالانتخابات التي لا يمكن التنبوء بها".

وكان بث فولكوف عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية انحرافًا عن نهج فريق نافالني على الإنترنت والذي عادة ما يتمحور حول فساد النخبة والمسؤولين المحليين الذين يدمرون المبادئ الديمقراطية.



ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أصبحت آثار يوم الانتخابات الأمريكية المطولة محور صراع سياسي محلي في روسيا، الأمر الذي يغذي جدلًا حول ما إذا كان المشهد السياسي الروسي المكتوب بإحكام يتمتع بمزايا فريدة من نوعها على الديمقراطية الأمريكية.

وبالنسبة للمدافعين عن الرئيس فلاديمير بوتين، كانت مزاعم الرئيس ترامب الكاذبة بتزوير الانتخابات على نطاق واسع كأفضل دليل حتى الآن على أن الديمقراطية تؤدي لكوارث.

وفي حين يرد معارضو بوتين بروايتهم الخاصة، قائلين إن عدم القدرة على التنبوء بالنتيجة، والفوضى المحيطة بالانتخابات الأكثر أهمية في العالم، يؤكدان على عظمة النظام الحر.

وكتب جينادي جودكوف، وهو سياسي معارض آخر، على تويتر يوم الخميس:"قارنوا ذلك بالانتخابات الأكثر إثارة للخزي التي أجراها بوتين وحزبه، والتي كانت نتائجها محددة مقدمًا على أيدي المحتالين من لجنة الانتخابات المركزية بناءً على أوامر من الكرملين!".

وتعد المخاطر في تفسير الروس للعملية الانتخابية الأمريكية هذا العام كبيرة، ويبدو أن حلفاء بوتين يعرفون ذلك، فلطالما قلق الناشطون المؤيدون للديمقراطية في روسيا وحول العالم من أن الاضطراب في الغرب، وتقويض ترامب للمؤسسات الأمريكية، يمكن أن يشوه سمعة المُثل الليبرالية في بلدانهم.

وقال ألكسندر كينيف، وهو عالم سياسي روسي:"كل هذه الأشياء، وانتقادات ترامب، تساعد على تبرير الاستبداد الروسي، فكلها تجد أرضًا خصبة جدًا في روسيا لأن لدينا نقصًا جماعيًا في الثقة في انتخاباتنا".

وتعد روسيا ديمقراطية على الورق، ولكن بوتين قضى إلى حد كبير على الحريات الديمقراطية في وقت مبكر من حكمه الذي دام 20 عامًا، ولا تزال البلاد تُجري انتخابات، حيث تختار السلطات عمومًا مرشحي المعارضة لتوفير واجهة للاختيار، وفي حالات نادرة جدًا يفوز أحد مرشحي المعارضة.

إلا أن فولكوف يقول إن العديد من الروس مهتمون بكيفية عمل الديمقراطية، وكيف تبدو المعركة السياسية حقًا، موضحًا لماذا قام ببث ماراثون ليلة الانتخابات على اليوتيوب.

وأضاف:"بالمقارنة، نعتبر نجاح مرشح واحد انتصارًا كبيرًا".



إلا أن حلفاء الكرملين رأوا في انتخابات، هذا الأسبوع، فرصة لتصوير الديمقراطية الغربية على أنها عرضة للفوضى، على عكس الاستقرار الذي يقدمه بوتين.

ونشرت مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير شبكة التلفزيون الحكومية "آر تي"، على تويتر، مساء الأربعاء، أن الانتخابات الأمريكية "لم تكن حرة ولا نزيهة". وقال فلاديمير سولوفيوف، وهو مقدم برنامج حواري بارز، إن الولايات المتحدة "تمكنت من توجيه ضربة ساحقة ضد الثقة المتبقية في إجراء الانتخابات نفسها".

وسمحت مزاعم ترامب بتزوير الأصوات لحلفاء الكرملين، الذين اعتادوا على سماع مزاعم تزوير الانتخابات من المعارضين الموالين للغرب، بقلب طاولة المناقشة.

وفي التلفزيون الروسي الرسمي، نشر المذيعون والمحللون الذين يعلقون على الانتخابات الأمريكية نفس المصطلحات التي تستخدمها المعارضة الروسية بشكل روتيني لوصف الانتخابات المزورة في الداخل، وكان هناك حديث عن حشو صناديق الاقتراع، واستخدام "الموارد الإدارية"، والممارسة الشائعة من قِبل الحكام في فترة ما بعد الاتحاد السوفييتي لاستخدام أدوات الحكومة للفوز في الانتخابات وعرقلة المعارضين.

وقال أحد النقاد المؤيدين للكرملين، أليكسي موخن، على قناة روسيا-24 الإخبارية التي تسيطر عليها الدولة يوم الخميس:"حتى لو تم الإعلان عن فوز بايدن، سيكون لدى ترامب كل الأسباب والقدرة، بما في ذلك موارده الإدارية سيئة السمعة، على غمر الديمقراطيين في الوحل بأبشع طريقة".



إن نمط فرز الأصوات في ويسكونسن، وميشيغان، وبنسلفانيا، وتقدم ترامب بداية فرز الأصوات، والذي تبعته المكاسب السريعة لبايدن من اقتراعات الغائبين، كل ذلك دفع حلفاء بوتين إلى ترديد الاتهامات حول حشو صناديق الاقتراع بالأصوات والتي غالبًا ما تصدرها المعارضة في روسيا وبيلاروس.

وجادل أحد نواب الحزب الحاكم يدعى "أوليغ موروزوف" في برنامج حواري تلفزيوني، يوم الخميس، بأن تشكيك ترامب في نزاهة فرز الأصوات، يشبه الاضطرابات الأخيرة في قيرغيزستان.

وقال موروزوف:"إننا نشهد تشابه مع قيرغيزستان في النظام الانتخابي الأمريكي، وباتت الركيزة الأساسية التي اعتمدت عليها أمريكا دائمًا موضع شك".

وقال الكرملين إنه سينتظر وضوح الأوضاع فيما يخص نتائج الانتخابات قبل التعليق، ولكن وزارة الخارجية انتهزت فرصة انتقاد الولايات المتحدة بنفس الأسلوب الذي تحاضر به واشنطن الروس منذ فترة طويلة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا:"مع تقارب المنافسة بين المرشحين للرئاسة، تتضح الأخطاء في النظام الانتخابي الأمريكي، وهذا ما يفسره جزئيًا القانون القديم وغموضه في المسائل الرئيسة، كما قلنا أكثر من مرة".

إلا أن الصور التي استعرضها التلفزيون الروسي للمشرفين على فرز الأصوات وهم يؤدون عملهم في مختلف أنحاء أمريكا ربما كانت تروي قصتها الخاصة حول كيفية عمل الديمقراطية.



ولأن منتقدي الكرملين لا يملكون القدرة على استخدام القنوات التلفزيونية، استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي لمكافحة رواية تزوير الانتخابات في أمريكا، حيث كتب فلاديمير ميلف، مستشار نافالني، على "فيسبوك" أنه يمكن الوثوق بفرز أوراق الاقتراع التي يتم إرسالها بالبريد الأمريكي، على عكس روسيا، حيث يكون التصويت عن بعد عرضة بشكل خاص للتزوير.

وكتب ميلوبوف:"هذه ليست روسيا، حيث يخفون بطاقات الاقتراع في خزنة في الليل يمتلك رئيس لجنة الانتخابات مفتاحها".

ومن جانبه، فاز بوتين بحق الترشح لولايتين إضافيتين مدة كل منهما 6 سنوات في استفتاء دستوري هذا الصيف تم تنظيمه بعناية لضمان فوزه، وإذا اختار بوتين عدم الترشح مرة أخرى، فسيعيش وجودًا متميزًا غير ممكن حتى لترامب في مرحلة ما بعد الرئاسة، الذي تواجه شركته تحقيقًا مدنيًا من قِبل المدعي العام في نيويورك.

ومن شأن مشروع قانون قُدم إلى البرلمان الروسي، يوم الخميس، أن يمنح الرؤساء السابقين حصانة مدى الحياة من الملاحقة القضائية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com