هل يؤشر أول لقاء سوري تركي رسمي منذ سنوات على تخلي أردوغان عن المعارضة المسلحة؟
هل يؤشر أول لقاء سوري تركي رسمي منذ سنوات على تخلي أردوغان عن المعارضة المسلحة؟هل يؤشر أول لقاء سوري تركي رسمي منذ سنوات على تخلي أردوغان عن المعارضة المسلحة؟

هل يؤشر أول لقاء سوري تركي رسمي منذ سنوات على تخلي أردوغان عن المعارضة المسلحة؟

لم يرشح الكثير عن اللقاء الأمني الرسمي الذي جمع في موسكو بين رئيس جهاز المخابرات التركية حقان فيدان ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، غير أن مجرد عقد اللقاء والإعلان الرسمي عنه، يحمل دلالات سياسية، ويرسم ملامح مقاربة تركية جديدة للملف السوري، قد تنتهي بتخلي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن المعارضة السورية المسلحة.

وقدم أردوغان نفسه على مدى سنوات بأنه داعم للمعارضة المسلحة، واستضافت بلاده مؤتمرات واجتماعات لا تحصى لها، ورفع الصوت عاليا ضد الرئيس السوري بشار الأسد منذ أن رفض الأخير في بدايات الاحتجاجات العام 2011 مقترحا تركيا بإشراك "الإخوان المسلمين" في الحكم، كشرط للإبقاء على الصداقة الحميمة التي كانت تربط، آنذاك، بين الزعيمين.

ويرى خبراء أن هذه الانعطافة التركية نحو التقارب من الأسد لن تكون دون أثمان، مرجحين أن الرئيس الروسي  فلاديمير بوتين ربما يكون أعطى ضمانات للجانب التركي بالإبقاء على نفوذه في شمال سوريا، والتعهد بالتهدئة على جبهة إدلب التي تشهد، حاليا، هدوءا بعد أن دخل اتفاق هدنة بين روسيا وتركيا حيز التنفيذ، الأحد الماضي، وهو ما يقلص مخاوف أنقرة  من توافد المزيد من اللاجئين السوريين إلى أراضيها، والتي تستضيف -أساسا- نحو 3 ملايين سوري.

الأمر الآخر الذي يمثل، حسب خبراء، ملفا على غاية من الأهمية هو الموضوع الكردي الذي يشكل لتركيا قلقا دائما. هنا يرى الخبراء أن روسيا ربما قدمت ضمانات عبر التنسيق مع الحكومة السورية، وحتى واشنطن، لتحجيم الدور الكردي في مقابل حمل أنقرة على الاقتراب من الأسد، والابتعاد، شيئا فشيئا، عن المعارضة.

وضمن هذا السياق، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول تركي تحدث بشرط عدم نشر اسمه قوله إن المحادثات خلال اللقاء الأمني تضمنت "إمكانية العمل معا ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية في شرقي نهر الفرات".

وبالتزامن مع التقارير عن اللقاء الأمني، انتشرت القوات الروسية، اليوم الثلاثاء، في ريف بلدة أبو راسين في محافظة الحسكة، شمال شرق سوريا، وذلك للمرة الأولى منذ دخول هذه القوات إلى منطقة شرق الفرات، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية قوامها الرئيس.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الروسية أقامت نقاطا عسكرية على الخطوط الفاصلة بين مناطق سيطرة النظام السوري، وبين القوات التركية والفصائل المدعومة منها التي احتلت المنطقة الممتدة من مدينة رأس العين وتل أبيض بعد العملية العسكرية التي شنتها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

وكانت القوات الروسية والقوات الحكومية السورية بدأت بالانتشار في مناطق شمال شرقي سوريا في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بناء على دعوة قوات سوريا الديمقراطية، التي اضطرت إلى الاستعانة بالنظام السوري لحماية حدود البلاد الشمالية من "الغزو التركي".

وكانت موسكو نجحت في تليين الموقف التركي "الصلب" إزاء نظام الأسد عبر اقناعها بالمشاركة في محادثات استانة إلى جانب إيران؛ ما مهد لعقد مثل هذا اللقاء الأمني السوري التركي الذي جاء في أعقاب زيارة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أخيرا، للمرة الأولى، منذ بدء الاحتجاجات في البلاد إلى العاصمة دمشق.

ورأى خبراء أن هذا القاء الأمني يعبر عن العقلية السياسية الانتهازية لأنقرة التي تتجاوز الممنوعات والخطوط الحمراء حين يتعلق الأمر بالموضوع الكردي، وبمصالحها الأمنية، فرغم أن الإعلام التركي وحزب العدالة والتنمية أنفقا الكثير بشأن استحالة التقارب بين أردوغان والأسد، لكن سرعان ما تغيرت هذه العنتريات التركية عند أول اختبار، حسب خبراء.

وأيًا كان مسار التطورات بشأن الملف السوري وتعقيداته، فإن هذا اللقاء، يمثل محطة مهمة من محطات النزاع المتواصل منذ تسع سنوات، وهو مؤشر على أن تركيا بدأت تبحث عن مقاربة مغايرة، قد تفضي في نهاية المطاف إلى مصافحة تاريخية بين الأسد وأردوغان الذي قال مرارا إن هذا الأمر مستحيل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com