الانتخابات الثالثة تقود لتطهير سياسي في إسرائيل و "عقدة نتنياهو" تربك الليكود
الانتخابات الثالثة تقود لتطهير سياسي في إسرائيل و "عقدة نتنياهو" تربك الليكودالانتخابات الثالثة تقود لتطهير سياسي في إسرائيل و "عقدة نتنياهو" تربك الليكود

الانتخابات الثالثة تقود لتطهير سياسي في إسرائيل و "عقدة نتنياهو" تربك الليكود

كشف الحراك السياسي المتوتر في إسرائيل، والمتوجه نحو إجراء انتخابات برلمانية لتشكيل حكومة جديدة، هي الثالثة خلال أقل من عام، عن عملية "تطهير سياسي" داخل الأحزاب الإسرائيلية، بحسب وصف الإعلام العبري.

وأفادت مصادر إسرائيلية، اليوم الإثنين، بأن الأيام التي تسبق إجراء الانتخابات الثالثة تشهد تحولًا دراماتيكيًا أخذ منحاه من المشاركة السياسية إلى "التطهير السياسي"؛ نظرًا لأن الأطراف السياسية المتناحرة تسعى للتخلص من منافسيها بأي شكل.

وينحصر الصراع في إسرائيل حاليًا، بحسب محللين سياسيين، بين اليمين واليمين المتطرف، وأبطاله هم سياسيون بارزون أمثال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع نفتالي بينت وأياليت شاكيد ويسرائيل كاتس وغيرهم من أقطاب الليكود، الذين هم في الأصل قد لا يكونون من المتدينين، لكنهم يستفيدون منهم للاستمرار في السلطة.

وساهم ظهور منافس نتنياهو على زعامة حزب الليكود، جدعون ساعر، في المشهد السياسي الإسرائيلي مؤخرًا، والذي سيكون مرشحًا لرئاسة الحكومة المقبلة في حال فوزه، في انتخابات مارس/ آذار المقبلة، في زيادة تعقيد الحرب الدائرة في إٍسرائيل بين أقطاب السياسة والأمن.

وبحسب موقع "i24news" الإسرائيلي، فإن الليكود يعتبر من أشد الأحزاب الإسرائيلية إخلاصًا لزعمائه على مر التاريخ، خصوصًا الزعيم الحالي نتنياهو، الذي يحظى بدعم مُطلق من أعضاء الحزب وقياداته، ما جعل خروج ساعر عن هذا النهج، مشهدًا غريبًا واستثنائيًا.

وكان ساعر قد دفع ضريبة تمرده على نتنياهو وغنائه خارج السرب، حيث تعرض لهجوم كاسح من قبل قادة الليكود ونشطائه. لكنه يؤكد أن ذلك لا يمثل الغالبية داخل الحزب، الذي يخشى إعلان رفضه لنتنياهو، بعد تقديم لائحة اتهام ضده، ولكنها ستُطيح به وراء الستارة في صناديق الاقتراع، في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب.

وتُدار إسرائيل منذ عام بواسطة حكومة انتقالية، بعد التوجه لانتخابات الكنيست مرتين في تلك الفترة، حيث فشل نتنياهو ورئيس تحالف "كاحول لافان" (أزرق أبيض)  بيني غانتس، بتشكيل حكومة.

وتقول المعارضة الإسرائيلية، إن عدم تشكيل الحكومة، مرده إلى نتنياهو، حيث هاجم عضو الكنيست عن حزب "كاحول لافان" موشيه يعالون، نتنياهو، مؤكدًا أنه يسعى لتشكيل تحالف من أجل الهروب من الاتهامات في قضايا الفساد.

وقال يعلون في تصريح نقلته القناة 7 العبرية، إن "هناك مشكلة خطيرة، نتنياهو يعمل فقط من أجل إنشاء تحالف لحصانته والهروب من مقاعد الاتهام".

وأضاف أن "تشكيل حكومة وحدة أمر مركزي لدى حزب (كاحول لافان)، وستمثل الأغلبية الإسرائيلية، ولن نخضع لابتزاز الأحزاب الصغيرة".

من جهته، قال المحلل السياسي الفلسطيني، ناصر اللحام في مقال له، إن "الأوضاع في إسرائيل معقّدة جدًا، وقد دخلت مرحلة التطهير السياسي بدل المشاركة السياسية، فكل طرف يسعى للتخلص من الطرف الآخر وتجريده من الحكم بأية طريقة. وقد بلغت التناقضات بين الأحزاب الصهيونية مرحلة التناحر على الحكم".

بدوره، قال المحلل السياسي الفلسطيني، باسم برهوم، إن "مجرد أن تذهب إسرائيل إلى انتخابات ثالثة، يعني أنها تعيش أزمة مفتوحة ربما تطول لسنة أخرى قادمة".

وأضاف في مقال له: "إسرائيل فقدت كل قياداتها التاريخية، والموجودون الآن مجرد أشخاص فاسدين وغير جديرين ولا يمتلكون رؤية ذات بعد استراتيجي، فهم لم يكونوا شركاء في صياغة المغازي والأهداف لوجود إسرائيل، ولم يبذلوا الجهد والعرق لبناء دولة من الصفر، إنهم جيل الترف والرفاه".

ورأى المحلل السياسي عمر الغول، أنه "إذا لم يتمكن جدعون ساعر من هزيمة نتنياهو في الانتخابات الداخلية لليكود، في 26 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، وإذا ما بقيت قوى اليمين المتطرف تحيط به، وتمنحه شبكة أمان، وفي حال أيضًا لم يتمكن تحالف (كاحول لافان) بزعامة بيني غانتس من حصد مقاعد تؤهله مع حلفائه في الكنيست القادمة من تشكيل حكومة جديدة، فإن الشلل سيبقى سيد الأحكام في دولة الاستعمار الإسرائيلية، وقد تذهب لانتخابات رابعة وخامسة إن لم يتم كسر المعادلة الحزبية والسياسية القائمة".

وأكد الغول في مقال له، أن "نتنياهو انتهى، وأسدل الستار على مسيرته السياسية والحزبية. ولكن كيف سيكون الإخراج النهائي لإنزاله عن مسرح الحياة الحزبية والسياسية وشجرة الحكومة المتشبث بها بجنون. فالأيام والأسابيع القادمة بالضرورة ستميط اللثام عن كيفية خروج زعيم الليكود من المشهد بكل مستوياته".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com