بعد تصدره الانتخابات الرئاسية في هندوراس.. اللبنانيون يبحثون عن أصل "نصرالله"
بعد تصدره الانتخابات الرئاسية في هندوراس.. اللبنانيون يبحثون عن أصل "نصرالله"بعد تصدره الانتخابات الرئاسية في هندوراس.. اللبنانيون يبحثون عن أصل "نصرالله"

بعد تصدره الانتخابات الرئاسية في هندوراس.. اللبنانيون يبحثون عن أصل "نصرالله"

انشغل اللبنانيون رغم أزماتهم الداخلية الكثيرة والمتلاحقة، بالبحث عن أصل سلفادور نصرالله، بعدما تصدّر هذا المرشح الرئاسي المنحدر من أصول لبنانية، نتائج الانتخابات الرئاسية في هندوراس.

وحصل نصرالله على 45.17 % من الأصوات، دون أن يكون له أي معرفة أو معارف في وطنه الأصلي لبنان، الذي فوجئ به وبارتقائه السياسي ووصوله إلى المنافسة على سدّة الرئاسة في هذه الدولة الأمريكية.

وبرز اسم سلفادور نصرالله على الساحة اللبنانية كونه لبناني الأصل، وليس لارتباطه بأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله، لأنه يبدو أن الاثنين على طرفي نقيض في السياسة، فبينما يتميز نصرالله الهندوراسي بليبراليته وفكره السياسي اليساري المنفتح، يعرف نصرالله اللبناني بتزمته الديني وانقياده للولي الفقيه في إيران .

إلا أنّ المعلومات في لبنان عن سلفادور نصرالله ما زالت شحيحة؛ لأنّ والديه سافرا منذ عقود، وهو ولد في العاصمة الهندوراسية تيغوسيغالبا، في أمريكا اللاتينية عام 1953، ممضيًا طفولته في تروخييو، وعلاقته بلبنان معدومة، وفق قنصلية هندوراس في لبنان. 

المعلومات الضيئلة عن الرئيس المتوقّع تبقى شبه معدومة، فحتى القنصلية الهندوراسية في لبنان تحاول جمع المعلومات عنه، والتقصّي عن أصل عائلته الواسعة الانتشار في لبنان، بينما سأل العديد من الناشطين هل كان لنصرالله أن يبقى على مواقفه المحاربة بشدة للفساد إذا ما وُلد في لبنان، فيما سأل آخر: "هل لبنان يحتمل أكثر من نصرالله؟".

 ومن طريق السخرية، قال أحد المغردين: "بعد فوز سلفادور نصرالله بالرئاسة، الشعب الهندوراسي يهتف "لبيك يا نصرالله".

ويعتبر اللبنانيون أن بلادهم صارت تنجب وتصدر الرؤساء لأمريكا، إذ إن نصرالله ، في حال فوزه، سيكون ثاني رئيس من أصل لبناني في أمريكا اللاتينية، بعد الرئيس البرازيلي الحالي ميشال تامر.

وبالعودة إلى سيرة الرئيس المرتقب، فقد أرسلته عائلته إلى تشيلي بعد إتمامه المرحلة الثانوية للدراسة في الجامعة الكاثوليكية، إذ درس هناك الهندسة الصناعية المدنية، ونال درجة الماجستير في إدارة الأعمال وتخرّج بمرتبة الشرف.

وإلى جانب دراسته، أخذ دروسًا في الدراما والتلفزيون.

وبعد عودته من تشيلي، أصبح رئيسًا تنفيذيًا لشركة "بيبسي هندوراس"، ثم بروفيسورًا في جامعة هندوراس الوطنية المستقلة.

وفي عام 1981، بدأ رحلته المهنية كإعلامي، إذ كان مقدمًا لبرامج رياضية وسياسية يتناول في الأخيرة ظاهرة انتشار الفساد على أعلى مستويات الحكومة، وهو من أشد المنتقدين للحكومة الهندوراسية التي يصفها بأنها مسؤولة عن المشكلات التي تمرّ بها البلاد والظروف المعيشية المتدنية لغالبية السكان.

الرئيس المنتظر لهندوراس تزوّج من إروشكا إلفير مواليد 1991، والتي كانت ملكة جمال البلاد للعام 2015، كما أنها مرشّحة حاليًا لنائب رئيس حزب الابتكار والوحدة.

ويخوض سلفادور معركة رئاسية للمرة الثانية، ففي العام 2013 لم يحالفه الحظ بالوصول إلى سدة الرئاسة، أما اليوم فاختلفت الأمور، فهو مرشح "تحالف المعارضة ضد الدكتاتورية"، وتقدم نصرالله بـ45,17% من الأصوات على الرئيس المنتهية ولايته أورلاندو إيرنانديز الذي حصل على 40,21% من الأصوات، بعد فرز 57 % من بطاقات الاقتراع، على ما أعلنت المحكمة الانتخابية العليا بعد انتظار طويل أثار حالة من الارتباك، وبعدما أعلن المتنافسان فوزهما

وعلى الأثر، حذر إيرنانديز، في رسالة وجّهها عبر الإذاعة إلى أنصاره، من أنّ "أرقام المحكمة ليست حاسمة؛ لأنها لا تشمل سوى نتائج المدن الكبرى(...) وعلينا أن نتريث، وننتظر نهاية العملية".

في المقابل، تجمّع أنصار نصرالله أمام المحكمة الانتخابية العليا، هاتفين: "نعم وصلنا".

 وقال الطالب خوليو لينيز البالغ 22 عامًا: "لقد انتصرنا على الدكتاتورية، لقد انتصرنا على التزوير. كنت أعرف أننا سنفوز".

وقال إيرنانديز متوجهًا إلى حشد من أنصاره في العاصمة تيغوسيغالبا "أنا راض جدًا وسعيد لأني رأيت عددًا كبيرًا من الاستطلاعات عند مغادرة الناخبين، وعمليات الفرز في مراكز الاقتراع في الوقت الحالي، والنتيجة أكثر من واضحة: فزنا في هذه الانتخابات".

وبعد وقت قصير على إعلانه هذا، أعلن نصر الله (64 عامًا) من ائتلاف التحالف اليساري ضد الدكتاتورية نفسه -أيضًا- فائزًا بالانتخابات الرئاسية.

وقال نصرالله لمؤيديه "لأن الاتجاه لا يتغير، يمكنني أن أؤكد لكم أنني الرئيس الجديد لهندوراس"، مؤكدًا أنه في الطليعة والفارق أكبر من أن يتمكن أي مرشح من اللحاق به.

وكانت المعارضة دانت قرار المحكمة الدستورية السماح للرئيس بالترشح لولاية ثانية على رغم من أن الدستور لا يسمح بأكثر من ولاية واحدة.

وحذر تحالف من المجتمع المدني من التسرع في إعلان الفوز، وقال تحالف مراقبة الانتخابات "لا يجب أن يؤدي الانفعال إلى أوضاع تغذي الشكوك والاستقطاب في مجتمع هندوراس".

ويرى المراقبون أن فوز سلفادور نصرالله سيكون ضربة قوية لمصالح الولايات المتحدة في هندوراس التي تربطها بها علاقات عسكرية قوية.

كما يُعدّ الرئيس الحالي هيرنانديز من الحلفاء القلائل للولايات المتحدة في المنطقة.

ويواجه نصرالله في حال فوزه بالانتخابات مشكلات عدة، أهمها: الفقر والبطالة؛ إذ يتخوف من إعادة سيناريو الانقلاب عام 2009، فيما يرى المراقبون أن فوزه سيشجع الولايات المتحدة على زيادة تدخلها في هندوراس لحماية مصالحها هناك؛ خاصة وأنها ترتبط معها بعلاقات عسكرية قوية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com