بعد المصالحة الفلسطينية.. إسرائيل تلوح بـ"سلاح حماس" لتقويض جهود السلام
بعد المصالحة الفلسطينية.. إسرائيل تلوح بـ"سلاح حماس" لتقويض جهود السلامبعد المصالحة الفلسطينية.. إسرائيل تلوح بـ"سلاح حماس" لتقويض جهود السلام

بعد المصالحة الفلسطينية.. إسرائيل تلوح بـ"سلاح حماس" لتقويض جهود السلام

باتت إسرائيل أمام موقف محرج أمام المجتمع الدولي بعد المصالحة الوطنية الفلسطينية ،بين حركتي فتح وحماس، إذ ينتظر العالم منها الآن أن تفتح حوارًا حقيقيًا مع الفلسطينيين، لكن يبدو أنها تريد التهرب من ذلك باللعب بورقة سلاح حماس.

وحملت تصريحات جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعملية السلام بالشرق الأوسط - والتي أطلقها ،مساء أمس الاثنين، تعقيبًا على خطوات المصالحة التي تشهدها الساحة الداخلية الفلسطينية، وتوجه رئيس الوزراء رامي الحمد الله على رأس حكومته إلى قطاع غزة، وتسلمه مهام عمله هناك- شروطًا معطلة جديدة، قد تلقي بظلالها على ملف مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية من جانب، وملف المصالحة الفلسطينية الداخلية بين فتح وحماس من جانب آخر.

وقال غرينبلات إن "واشنطن تثمن الاتصالات بين حركتي فتح وحماس ؛من أجل إقامة حكومة وفاق وطني فلسطينية، لكنها تؤكد على ضرورة موافقة هذه الحكومة على نزع سلاح حماس وعلى الاعتراف بإسرائيل"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستراقب عن كثب التقدم في هذا الملف.

شروط أمريكية إسرائيلية

وشدد غرينبلات على أن "حماس لا يمكنها أن تصبح جزءًا من حكومة الوفاق الفلسطينية، دون الاعتراف بإسرائيل ونزع سلاح ذراعها المسلحة"، مشيرًا إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد أنه على الحكومة الفلسطينية التعهد بشكل قاطع وصريح بالامتناع عن العنف والاعتراف بإسرائيل، والاتفاقيات السابقة بين الجانبين".

وتبدو الشروط التي حددها غرينبلات متناغمة مع الموقف الإسرائيلي بشأن مستقبل ترسانة السلاح التي تمتلكها الذراع العسكرية لحركة حماس، حيث طغى هذا الملف خلال الأيام القليلة الماضية، منذ أن أعلنت حماس ،الشهر الماضي، حل اللجنة الإدارية، وعودة السلطة الفلسطينية لمباشرة عملها بالقطاع ،والذهاب إلى انتخابات عامة.

وتتناقض الشروط التي حددها المسؤول الأمريكي مع الدعوة التي وجهها بنفسه في الـ19 من أيلول/ سبتمبر الماضي، أي عقب إعلان حماس المفاجىء بشأن حل اللجنة الإدارية في غزة بيومين فقط، حين طالب المجتمع الدولي بالعمل من أجل إعادة السيطرة على قطاع غزة للسلطة الفلسطينية.

ووقتها قال غرينبلات أمام مؤتمر الدول المانحة للسلطة الفلسطينية ،التي نظمتها النرويج في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، إن "معاناة سكان غزة لن تنتهي إلا عندما تتحد جميع الأطراف المعنية لمساعدة الشعب الفلسطيني، بدلًا من العمل على فرض حل من الخارج، فإننا نعطي الأطراف مساحة لاتخاذ قراراتهم بشأن مستقبلهم".

وأوحت المواقف الأمريكية السابقة، بأن ثمة رغبة ملحة لدى واشنطن لعودة السلطة الفلسطينية إلى مباشرة عملها بالقطاع، الأمر الذي سيسهل من مهمتها بشأن ملف المسيرة السياسية مع إسرائيل، وهو أمر لم يكن ليتأتى لولا التقدم على مسار المصالحة الداخلية بين فتح وحماس، وهو ما تم بالفعل وتكلل بتوجه الحمد الله للقطاع.

لكن التعليق الأمريكي على تلك العودة، ومسألة نزع سلاح حماس فضلًا عن ضرورة الاعتراف باسرائيل من جانب الحركة، حال أصبحت جزءًا من الحكومة الفلسطينية، تضع علامات استفهام بشأن الرغبة الأمريكية في استغلال الحدث الذي شهده ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية للتقدم على مسار المفاوضات، بين السلطة وإسرائيل.

مأزق إسرائيلي

وتحدث محللون إسرائيليون، عقب توجه الحمد الله للقطاع، عن مأزق تمر به حكومة بنيامين نتنياهو عقب التطورات في غزة، لأن المصالحة الفلسطينية بحد ذاتها تشكل أزمة لتلك الحكومة، ناهيك عن عودة السلطة لتولي زمام الأمور بالقطاع، ما يعني قطع الطريق أمام إسرائيل للزعم بعدم وجود شريك فلسطيني يمكن الدخول معه في مفاوضات سلام وغير ذلك من الذرائع.

ولم تتطرق إسرائيل على المستوى الرسمي لما يحدث في القطاع، لكن الموقف الذي أبداه غرينبلات، ورغم أنه متوقع، قد يكون مقدمة تعكس الموقف الإسرائيلي الذي سيبدأ في الظهور تباعًا إزاء ما يحدث على الساحة الفلسطينية، حيث تمتلك الحكومة الإسرائيلية حاليًا كروت لعب جديدة تمنحها الفرصة لتعطيل المسيرة السياسية مع الفلسطينيين.

سلاح حماس

بدأت إسرائيل في فتح ملف مستقبل سلاح حماس، وإذا ما كانت تسعى للتحول إلى نموذج آخر لمنظمة "حزب الله" الشيعية اللبنانية، بمعنى ألا تمتلك السلطة الفلسطينية أي سيطرة على الذراع المسلحة للحركة، وأن تعمل الأخيرة بشكل مستقل، في وقت تصبح فيه حماس جزءًا أساسيًا من المشهد السياسي الفلسطيني.

ويشير مراقبون إلى أن الفترة المقبلة ربما تشهد تردد مصطلح "مستقبل سلاح حماس" كثيرًا على لسان المسؤولين الإسرائيليين، وفي وسائل الإعلام العبرية، كذريعة أساسية لعرقلة ما تم التوصل إليه بين فتح وحماس، وتحويله من ميزة سعى لتحقيقها هذان الطرفان إلى عقبة جديدة لتقويض جهود السلام أو العودة للمفاوضات.

وعدا عن ذلك، من المتوقع أن تستغل إسرائيل الخطوات التي شهدها ملف المصالحة الداخلية الفلسطينية أيضًا، لتقويض أي مبادرة سياسية من زاوية ضرورة اعتراف حماس بإسرائيل كشرط مسبق، بصرف النظر عن اعتراف السلطة الفلسطينية بالدولة العبرية، كما أنها ستستخدم أية عملية مقاومة تتم ضد أهداف إسرائيلية، لتوجيه اتهامات لا تتوقف للحكومة الفلسطينية التي يفترض أن تكون حماس جزءًا منها.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com