استقالة حمدوك واتفاق سياسي جديد.. أبرز الأحداث التي شهدها السودان خلال 2022
شهد العام 2022 عددا من الأحداث البارزة في السودان على الأصعدة كافة، كان أبرزها تقلبات شهدتها الساحة السياسية انعكست سلبًا على مجمل الأوضاع بالبلاد وما تمر به من أزمات، حيث فشلت جميع المحاولات في الخروج منها حتى وصلت إلى التوقيع على الاتفاق السياسي الإطاري، الذي ينتظر أن يكون طوق نجاة لما يمر به السودان في حال تم التوقيع النهائي عليه من الأطراف المعنية.
استقالة حمدوك
بدأ السودانيون أولى أيام عام 2022 وتحديدًا في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، باستقالة رئيس مجلس الوزراء السابق عبدالله حمدوك من منصبه، التي جاءت بعد خلافات حادة بين المكونين العسكري والمدني انتهت بحل الحكومة وإعلان حالة الطوارئ واعتقاله شخصياً ووضعه قيد الإقامة الجبرية مع عدد من قيادات الحرية والتغيير قبل أن يتم الدفع به مجددا رئيسا لمجلس الوزراء إثر اتفاق بينه وبين رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
فراغ سياسي
منذ تقديم حمدوك استقالته لم يتوصل قادة البلاد حتى اللحظة إلى اختيار رئيس مجلس وزراء بديل له لتشكيل الحكومة الانتقالية، حيث قام البرهان بتكليف حكومة تصريف أعمال وسط استمرار الاحتجاجات وحالة الشد والجذب بين المكونين العسكري والمدني، وتقديم عدد من المبادرات والمشاورات تحت رعاية الآلية الثلاثية والآلية الرباعية.
اتفاق جديد
استبق السودانيون العام 2023 بالاتفاق السياسي الإطاري الموقع في الـ5 من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، بين قوى سياسية مدنية والمكون العسكري لإنهاء الأزمة السياسية واستئناف مسار الحكم الانتقالي، الذي ينتظر أن يستكمل خلال الفترة المقبلة بـ"اتفاق نهائي" تعقبه إجراءات تشكيل حكومة مدنية من كفاءات مستقلة تقود البلاد لفترة انتقالية مدتها 24 شهرًا، تعقبها انتخابات عامة.
عودة الميرغني
تعد عودة الزعيم التاريخي محمد عثمان الميرغني الملقب بـ"مولانا" إلى البلاد في الـ21 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد نحو 9 سنوات قضاها في منفاه الاختياري في العاصمة المصرية القاهرة من أبرز الأحداث التي شهدتها الساحة السودانية خلال العام 2022.
ويعد الميرغني الذي تدافع لاستقباله المئات من أنصاره بمطار الخرطوم أحد زعماء السودان التاريخيين، وهو مرشد الطريقة الختمية الصوفية، ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، أحد أكبر الأحزاب السودانية التي شاركت في حكومة الرئيس المعزول عمر البشير حتى سقوطها العام 2019.
اعترافات البشير
أثار إقرار الرئيس السوداني المعزول عمر البشير خلال محاكمته في قضية انقلاب الـ30 من حزيران/ يونيو 1989 ضد حكومة الراحل الصادق المهدي بتخطيطه وتنفيذ الانقلاب ردود فعل واسعة ومتباينة في أوساط السودانيين بين منتقدين وآخرين مؤيدين للخطوة.
واعتبر البعض أن اعترافات البشير "موقف شجاع تحمّل من خلاله المسؤولية عن آخرين" بحسب قولهم، فيما رآها آخرون "مجرد جهد لمحامي البشير في القضية لمنحه طوق نجاة للمدنيين المشاركين في الانقلاب لكون البشير تجاوز سن المحاكمة الجنائية".
رحيل نجوم
وخلال العام 2022 عمّت حالة من الحزن الوسط الفني في السودان، وذلك برحيل عدد من الرموز والقامات الفنية أبرزهم الشاعر والكاتب والموسيقار السر أحمد قدور، الذي توفي بالعاصمة المصرية القاهرة عن عمر ناهز 88 عاما بعد أن غادر إليها في سبعينيات القرن الماضي. وكتب قدور العديد من القصائد الغنائية.
وتغنت الفنانة وردة الجزائرية بقصيدته "اسألوا الورد"، وقامت المطربة السورية زينة افطيموس بتجديد أداء قصيدتة "أسمر جميل"، التي غناها الفنان السوداني الراحل إبراهيم الكاشف.
كما توفي الفنان عبدالكريم الكابلي عن 90 عاما بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد صراع طويل مع المرض.
والكابلي شاعر وملحن ومطرب وباحث في التراث الشعبي السوداني، إلى جانب كونه مثقفا ومترجما، ولد في شرق السودان (بورتسودان) في العام 1932.
توحيد سعر صرف الجنيه
على الصعيد الاقتصادي أعلن بنك السودان المركزي، توحيد سعر صرف الجنيه السوداني ومنح المصارف وشركات الصرافة تحديد وإعلان أسعار بيع وشراء العملات الحرة دون تدخل من البنك في عملية تحديد الأسعار.
وسبق ذلك صدور 16 قرارا لمعالجة التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد، وتحسين معيشة المواطنين، والحد من المضاربات في السوق، ومحاكمة "مخربي" الاقتصاد الوطني في وقت اقترب فيه سعر الدولار من الوصول إلى حاجز الـ 600 جنيه حينها في ظل ارتفاع أسعار السلع الضرورية وتفاقم الأوضاع المعيشية.
فيضانات وطوارئ
وعاش السودان خلال الفترة الممتدة من شهر حزيران/يونيو حتى تشرين الأول/أكتوبر من العام 2022 كوارث السيول والفيضانات، التي أسفرت عن مقتل وإصابة 129 شخصا وإصابة آخرين وانهيار 49 منزلا بشكل كامل و67 ألف منزل جزئيا، الى جانب انهيار 620 مدرسة.
واضطرت الفيضانات المتلاحقة في ولايات السودان، مجلس الوزراء، لإعلان حالة الطوارئ في 6 ولايات بسبب السيول والأمطار الغزيرة وفيضان نهر النيل الذي وصل لأعلى مستوى له منذ 70 عاما.
تدهور أمني
وشهد العام 2022 في السودان تدهورا كبيرا في الأوضاع الأمنية بعد وقوع عدد من جرائم القتل والنهب، التي انتقلت بشكل مخيف إلى العاصمة الخرطوم بعد أن كانت تجري مثل هذه الحوادث في ولايات البلاد الأخرى وأطرافها.
ويعد مقتل سيدة وابنها وابنتها رميًا بالرصاص بعد أن هاجمهم الجناة داخل منزلهم في مدينة بري من أبرز جرائم القتل التي شهدتها الخرطوم، تلتها قبل أيام جريمة مقتل مغنية الراب الشهيرة رنا بدرالدين داخل شقة بمدينة بحري شمال العاصمة الخرطوم.