كوشنير في حوار مغلق: يبدو أنه لا يوجد حل للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني
كوشنير في حوار مغلق: يبدو أنه لا يوجد حل للصراع الإسرائيلي-الفلسطينيكوشنير في حوار مغلق: يبدو أنه لا يوجد حل للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني

كوشنير في حوار مغلق: يبدو أنه لا يوجد حل للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني

منذ أن أبلغ غاريد كوشنير، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال لقائهما الأخير في رام الله، أن ثمة احتمالات لإلغاء مبادرة السلام تحوم شكوك حول مدى استعداد واشنطن لممارسة ضغوط على الحكومة الإسرائيلية بشأن العودة إلى المفاوضات، والتمسك بدفع المسيرة السياسية في المنطقة.

دور كوشنير الغامض

كان تعيين كوشنير في الأساس بغية الوساطة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ومحاولة إحلال السلام في المنطقة، فيما لم يحدد صهر الرئيس الأمريكي موقفه الشخصي من الصراع، بينما أكّدت تقارير في حزيران/ يونيو الماضي، أنه أبلغ رئيس السلطة بأن التقارير التي سيضعها أمام ترامب هي التي ستحدد مصير مبادرة السلام الأمريكية.

لكن دور الوسيط الذي لعبه كوشنير تحول إلى اتجاه آخر، حين بدا أن انطباعاته هي التي ستحدد مستقبل عملية السلام، في الوقت الذي بدا أنه حدد انطباعات مسبقة منذ أن بدأ مهمته برفقة المبعوث جيسون غرينبلات للمنطقة قبل شهرين.

تسريب ما دار في الكونغرس

وتعزز هذا الاتجاه تقارير عديدة، بشأن تسريب تفاصيل حوار مغلق داخل الكونغرس الأمريكي، تحدث خلاله كوشنير عن احتمال عدم وجود حل للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، وسربه موقع مجلة " WIRED/ وايرد" الأمريكية، بينما تتناقله غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية، على أنه دليل قاطع على غياب احتمالات العودة إلى المفاوضات السلمية أو استكمال المبادرة الأمريكية، والتي حملت في حد ذاتها نقاطًا غير منطقية، منها البدء في مسيرة تطبيع إسرائيلية-عربية، تسبق التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.

ويحيط هذا العديد من علامات الاستفهام، أولها بشأن كيفية حصول موقع المجلة الأمريكية على صوت كوشنير من داخل مبنى الكونغرس، على الرغم من التأكيد على كون الجلسة كانت مغلقة، وتأكيده هو شخصيًا على أن أساس الثقة المتبادلة بين الأطراف تعتمد على عدم تسريب ما دار في الحوارات الخاصة خلال زيارته للمنطقة أو غير ذلك من الاتصالات.

وما يثير الاستغراب، هو أن الموقف الذي أبداه كوشنير أمام اللجنة التابعة للكونغرس، كان قد أبداه بمجرد أن بدأ زيارته الأولى للمنطقة كمبعوث لترامب، برفقة غرينبلات، وذلك عقب زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة في آيار/ مايو الماضي، أي قبل أن تكتمل لديه الصورة، وقبل التطورات الأخيرة بشأن الحرم القدسي.

أمريكا تؤيد موقف إسرائيل كليًا

ووقتها أكدت تقارير، أن كوشنير ألمح إلى احتمال إلغاء مبادرة السلام، وأن التقارير التي سيتسلمها ترامب من مبعوثيه، بشأن زيارتهما، هي التي ستحدد إذا ما كانت هناك فرصة للعودة إلى مفاوضات السلام من عدمه.

وحدد كوشنير، سببًا لعدم التوصل إلى سلام بالمنطقة لغاية الآن، وهو "الوضع المشحون والحساس"، حيث قال "عليكم أن تروا ما حدث في الأيام العشرة الأخيرة، خطوات كثيرة بدت منطقية أشعلت حماسة الشباب، لكننا نجحنا في تهدئة الأوضاع عبر حوار مع الأردن والسلطة وإسرائيل"، في إشارة إلى أحداث الحرم القدسي الشريف التي نجمت عن محاولات الاحتلال الإسرائيلي، فرض أمر واقع ترسيخًا لسيادتها عليه.

وعبر كوشنير، عن أمله في أن ينجح في تحقيق مهمة إحلال السلام، وقال:" لدى الإدارة الأمريكية ثقة في جميع الأطراف، ودلل على هذه الثقة في عدم تسريب أي منهم لأية تفاصيل محددة بشأن حقيقة ما دار في الحوارات التي أجراها في المنطقة، معتبرًا، أن هذا الأمر يعمّق الثقة المتبادلة، ومضيفًا: "إذا كنت تبرم صفقة مع شخص عليك أن تتهاود، ولكل منهم موقف مختلف، أعتقد أنه ينبغي دراسة إذا ما كان الطرفان على استعداد للتنازل، والقيام بهذا التنازل بشكل سري، لكي يثقا بك ويتيقنا أنك لا تستخدم هذا الأمر ضدهما من خلال تسريب التفاصيل".

وعبر كوشنير عن تفاؤله بشأن إمكانية إحلال السلام، لكنه في الوقت ذاته أكد أنه لا يرى أن هناك حلًا للصراع، موضحًا "نحاول أن نرصد هذا الأمر بهدوء لنرى إذا ما كان هناك حل، ويحتمل ألّا يكون هناك حل، لكن هذا الملف من بين الملفات التي طلب الرئيس ترامب أن نركز عليها".

ولفت كوشنير بأن الإدارة الأمريكية، أيدت بشكل كامل موقف إسرائيل حين نصبت بوابات إلكترونية عند مداخل الأقصى، وأنها انتقدت في الوقت ذاته السلطة الفلسطينية على ما وصفه بـ"تحريض الشارع"، بيد أن الإدارة الأمريكية في النهاية حاولت المساهمة في حل الأزمة مع إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية.

علامات استفهام

يذكر أن الصحفي الإسرائيلي الشهير بن كسبيت، نوه أمس الثلاثاء بأن السلطة الفلسطينية كانت قد وجهت توبيخًا لمبعوث الرئيس الأمريكي غرينبلات، على أساس أن إدارة ترامب تبنت موقف إسرائيل بالكامل من أزمة الأقصى الأخيرة، وتغاضت عن مسألة حساسية هذا الموقع بالنسبة للمسلمين، وقال إن الفلسطينيين فقدوا الثقة بإدارة ترامب، وإنهم غير مستعدين لعقد لقاءات مع مسؤولي تلك الإدارة.

تبني مواقف نتنياهو

لقاء عباس– كوشنير أواخر يونيو/ حزيران الفائت، وصف بأنه "لقاء غير مشجع"، حيث أبلغ صهر الرئيس الأمريكي مضيفه الفلسطيني، بأنه يعتزم وضع تقرير أمام الرئيس ترامب حول المباحثات التي أجرها مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وأن التقرير الذي سيضعه أمامه هو وحده الذي سيحدد إذا ما كان ترامب سيمضي في تنفيذ خطته الرامية لتحقيق السلام بالمنطقة من عدمه.

وأكد كوشنير أمام عباس، أنه استمع من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن رؤيته، وأنه في النهاية سيضع تقريرًا بشأن الرؤيتين أمام ترامب، ووقتها سيقرر الأخير إذا ما كان سيواصل العمل على دفع المبادرة السياسية لتحقيق السلام، أم أنه سيتراجع عنها.

وركزت الرؤية التي عرضها نتنياهو على كوشنير، على الرغبة في تحقيق السلام، لكن الواقع هو أنه لم يتوقف عن توجيه الاتهامات للسلطة الفلسطينية ومن يقف على رأسها، محرضًا الإدارة الأمريكية على عدم اعتباره شريكاً في عملية السلام.

واتهم نتنياهو عباس  خلال لقائه مع كوشنير، بمواصلة دفع رواتب للأسرى الأمنيين، فضلًا عن مزاعمه بأنه يرفض إدانة العمليات "الإرهابية" التي تنفذ ضد الجنود الإسرائيليين، فيما كان الاتهام الأخير يركز على ما قال إنه تحريض على قتل الإسرائيليين في مناهج التعليم الفلسطينية، واتهامه برفض مقابلة السفير الأمريكي الجديد في إسرائيل دافيد فريدمان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com