الشاب اليمني مهيب عبده
الشاب اليمني مهيب عبدهإرم نيوز

مهيب عبده.. رسام يمني يمتلك موهبة "فريدة" (صور)

اختار لنفسه مساراً فنيّاً، ليس كباقِ المسارات المتعارفة، وخلق لنفسه موهبة شاقة، ليست كغيرها من المواهب، تحدى فيها نفسه، فانتصر عليها، ليقتحم بطموحه قلاعها، ويشقّ بعزيمته دهاليزها، ويحطم بأنامله أبوابها.

لم يمنعه تفوقه العلمي ودراسته الطب، من تعلّم أسرارها، ومعرفة أخبارها، وخوض غمارها، فأتقنها حتى أجادها، وتهجاها حتى احترفها، فصار يبدعها وكأنه خُلق وهو يمتهنها، وخطى خطواته الأولى وهو يدرسها، وليس من بدأ منذ سنوات قليلة في اكتشافها.

أخبار ذات صلة
الموسيقار اليمني القحوم: نسعى للملمة شتات موسيقانا وتقديمها للعالم

مهيب عبده..  شاب يمني، في أوائل العشرينيات من عمره، يتميّز بالرسم عبر الخيوط والمسامير، وهو اليمني الوحيد، وأحد العرب القلائل الذين يُجيدون الرسم بهذه الكيفية والطريقة.

ويُطلق على هذا النوع من الرسم فن "الفيلوغرافيا"، ويعدّ أصعب أنواع فنون الرسم.

ويستند هذا النوع من الرسم، إلى تثبيت المسامير على حائط لوح خشبي بشكل دقيق للغاية، ثم لفّ الخيوط من خلال مشابكتها بالمسامير، وأي مسمار غير مثبّت بموضعه الصحيح يتسبب بتلف الرسمة وظهورها بشكل سيئ، كما أنه يجب أن يتحلى رساموه بالصبر الطويل والنفس الوسيع.

استغرق "مهيب"، المُتخرّج حديثاً من كلية طب الأسنان في جامعة صنعاء، وقتاً طويلاً ليتمكن من إتقان الرسم عن طريق الخيوط والمسامير، فاحتاج إلى 5 سنوات كاملة من التعلم والتدرب والتطبيق، حتى رأت لوحته الأولى النور.

الرسام اليمني بجانب لوحته الأولى التي رسمها للفنان اليمني الراحل أبوبكر سالم بلفقيه
الرسام اليمني بجانب لوحته الأولى التي رسمها للفنان اليمني الراحل أبوبكر سالم بلفقيهمتداولة
الرسام اليمني رفقة الرسام التشكيلي السعودي فهد الربيق
الرسام اليمني رفقة الرسام التشكيلي السعودي فهد الربيقمتداولة

ويقول مهيب، في حوار خاص لـ"إرم نيوز": "استغرقت وقتاً طويلاً، إذ قضيت بين (2-3) سنوات في مرحلة تعلم كافة أساسيات الرسم بالخيط، وقضيت سنتين في مرحلة تطبيق كل ما تعلمته، وطيلة كل هذه المدة رسمت الكثير والكثير من اللوحات والرسومات التي لم ترق للمستوى المطلوب، وفشلت فيها، وفي أواخر العام 2022، كنت على موعد مع نشر أول رسمة أتقنتها بشكل احترافي وكنت راض عنها، وكانت للفنان اليمني الراحل أبوبكر سالم بلفقيه".

وعادةً ما يحتاج مهيب من الوقت لإنهاء لوحة واحدة من أسبوعين إلى 3 أسابيع، بمعدل 8 ساعات في اليوم الواحد، ويعتمد الوقت في ذلك على حجم اللوحة والمجهود المبذول فيها. وعن أقصى وقت احتاجه لإنجاز لوحة واحدة، بلغ شهرين واستخدم فيها أكثر من 4 آلاف مسمار.

وعن أدوات الرسم ونوعياتها، يشير "مهيب"، إلى أنه "من الممكن استخدام أنواع مختلفة من خامات الخيوط والمسامير، فالأمر لا يقتصر على نوع خامة بعينها، ولإظهار اللوحات بمظهر أجمل ممكن أن نستخدم لها مسامير مطلية بالذهب والفضة، فهذا الأمر يضفي لها جمالاً إضافياً، كما أن ذلك يرفع من قيمتها المادية في حالة بيعها".

الفنان اليمني رفقة الفنانة السعودية منال مليكي
الفنان اليمني رفقة الفنانة السعودية منال مليكيإرم نيوز
الفنان اليمني أثناء إهداء المطرب اليمني عمار العزكي لوحة قام برسمه فيها
الفنان اليمني أثناء إهداء المطرب اليمني عمار العزكي لوحة قام برسمه فيهامتداولة

وتتنوع رسومات ولوحات "مهيب"، التي نفذها منذ اتقانه الرسم عن طريق الخيوط والمسامير، وتتراوح تلك المدة من سنة إلى سنة ونصف، بين (وجوه شخصيات شهيرة "بورتريه"، وشعارات بطولات كروية عالمية، بالإضافة إلى شعارات كالجنبية "الخنجر" اليمني، وأشكال هندسية مختلفة)، فضلاً عن رسمه لوحة لـ"طقم أسنان إنسان"، ليربط هوايته المفضلة بمجال تخصصه الدراسي الذي اختاره لنفسه ويحبه.

وشارك الشاب اليمني بلوحاته الفنية، في معرضين للرسومات، وهما معرض "أسلاف" والذي أقامته السفارة اليمنية بالعاصمة السعودية الرياض، ومعرض "شباب جسفت" وهذا أقامته الجمعية السعودية للفنون التشكيلية.

ويذكر "مهيب" بأنه لا يقوم ببيع لوحاته، ويستقبل طلبات بشكل محدود، ويكتفي في هذا الجانب برسم شخصيات مختلفة مشهورة يحبها ويقوم بإهدائها لهم، بينما يُجهز لوحاته الأخرى للمشاركة في معارض ومسابقات قادمة.

وأشار إلى أن أسعار مثل تلك اللوحات طائلة للغاية، وتحتاج لوسط يُقدر جليّاً الفن ويعرف قيمته، فالكثير من اليمنيين لا يعرفون عن فن الرسم بالخيوط والمسامير، وتنتابهم الصدمة عند معرفتهم أن رسوماتي هذه قمت برسمها بالخيوط، فيسارعون متسائلين كيف تقوم بذلك، فأحاول إفهامهم قدر الإمكان.

الفنان اليمني رفقة الممثلة السعودية علياء محمد
الفنان اليمني رفقة الممثلة السعودية علياء محمدمتداولة
إحدى لوحات الرسام اليمني
إحدى لوحات الرسام اليمنيمتداولة

ويفتخر مهيب الذي يعاني من الإهمال والرعاية من الجهات المختصة في الدولة، حاله حال المواهب اليمنية الأخرى في شتى المجالات، كونه الوحيد في اليمن الذي يتقن هذا النوع من الرسم، كما أنه بصدد فتح دورات تعليمية ليدرب ويعلّم كل من يريد تعلّم هذا الفن، ويسعى في الوقت نفسه جاهداً لأن يمثل اليمن في العديد في المحافل الدولية والعربية المختلفة، وإبراز جانب آخر يستطيع أن يتقنه اليمنيون متى ما أُتيحت لهم الفرصة.

ولا تقتصر مواهب مهيب على الرسم بالخيوط، بل يتقن كذلك ألعاب خفة اليد والخدع البصرية، كما أنه يُجيد رياضة "الباركور" التي تمارس في الهواء الطلق عبر أداء حركات القفز البهلوانية و الشقلبة الهوائية، وتُصنف ضمن أنواع رياضة "الجُمباز".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com