فيلم كوميدي يعيد الحياة إلى دور العرض في تونس
عادت الحركة إلى دور السينما في تونس، مع بدء عرض الفيلم الكوميدي "سوبر تونسي" بمشاركة عدد من نجوم الكوميديا في تونس، بينهم الممثل كمال التواتي، إضافة إلى كريم الغربي، وبسام الحمراوي، وسفيان الداهش ونعيمة الجاني، وجمال المداني، ولبنى السديري، وسلمى المحجوبي، وأمين السافي.
وبدأ الفيلم باستقطاب عدد مهم من رواد السينما، وأعاد الحركة إلى قاعات السينما التونسية التي بدت شبه مهجورة في السنوات الماضية، باستثناء بعض المناسبات التي تُعرض فيها الأعمال السينمائية الجديدة.
والفيلم من إنتاج "مجمع القوبنطيني" المتخصص في الإنتاج السينمائي في تونس، وإخراج قيس شقير، وهو من سيناريو زين العابدين المستوري وأحمد الصيد وقيس شقير.
وتدور أحداث الفيلم في زمن تصبح فيه تونس "أقوى دولة في العالم" وفق تصور كاتب السيناريو؛ وذلك بفضل سياسات "بطلها الخارق" عثمان، حيث تفرض الإتاوات على جميع دول العالم مقابل حمايتها لهم.
وتتطور أحداث الفيلم بموت "عثمان" ليخلفه "سليمان"، وهو شاب تونسي انطوائي وجبان تقوده الأقدار إلى هذا المنصب الخطير.
و"سوبر تونسي" هو من الأفلام الكوميدية القليلة التي بدأت تنال حظها من الانتشار في الفترة الأخيرة، ويعتبره الفنان كمال التواتي واحدا من أبرز الأعمال الكوميدية التونسية.
وقال التواتي في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية بعد أحد العروض، إن هذا الفيلم "ممتاز تميز بسيناريو ثري وتعمّق في العديد من الوضعيات والشخصيات التونسية وفيه تأسيس لسينما جديدة قادرة على الاستمرار طوال السنة وتجعل المُشاهد يتصالح مع قاعات السينما".
وأكّد أن تونس تفتقد إلى السينما التي ترتكز على الكوميديا، في حين أن فيلم "سوبر تونسي" راوح في طرحه بين التراجيديا والكوميديا.
ويقول الناقد السينمائي التونسي صالح سويسي من جانبه، إنّ الفيلم لقيس شقير "عمل جميل يستحق هذا الإقبال الكبير من الجمهور التونسي بكل فئاته العمرية، ومنذ عرض فيلم "فردة ولقات أختها" سنة 1978 لم نشاهد فيلما تونسيا كوميديا يجمع التونسيين، وهو فيلم عائلي، يجمع بين المتعة والابتسامة التي تخرج من الأعماق".
ويؤكد سويسي أنّ "سوبر تونسي" فيلم "تونسي بامتياز، هو ابن بيئته، لم يستنسخ أعمالا أجنبية ولم يخدع المشاهد بل صدق وعده وقدم وجبة سينمائية ممتعة وأكد أن الكتابة المشتركة ناجحة جدا ويمكن اعتمادها في أعمال سينمائية ودرامية كما هو الحال في بعض الدول العربية والغربية".
وبخصوص أداء الممثلين اعتبر سويسي أنّ "بسام الحمراوي وسفيان الداهش ونعيمة الجاني ولبنى السديري أضافوا الكثير للعرض على مستوى الأداء بل كانوا من نقاط القوة في الفيلم، وبالنسبة لكريم الغربي للأسف يكرر نفسه ويبدو أنه اكتفى بأدوار السذاجة وأعتقد أن المخرج اختاره لهذا السبب، أمّا الممثل الكبير كمال التواتي فهو إضافة لأي عمل يشارك فيه ومساهم بارز في نجاحه".
وبعد فيلم "سبّق الخير" يطرح "مجمع القوبنطيني" وقيس شقير هذا الفيلم الذي يقول متابعون إنّه يمثّل تجربة تؤسس لسينما جديدة بعيدا عمّا هو متداول، وساهمت في عودة الجمهور إلى قاعات السينما.
