ساعات تفصل النصر السعودي عن آخر مبارياته المهمة هذا الموسم، والتي ستكون ضد الهلال في الجولة الـ32 من عمر الدوري السعودي للمحترفين.
المباراة التي تقام على ملعب "الأول بارك" في محاولة أخيرة من نجوم النصر من أجل إنقاذ موسمهم، لم يكن هو الأفضل لهم على كافة المستويات.
بطولة وحيدة ولم تكن رسمية
طيلة الموسم لم ينجح النصر في الحصول على أي بطولة هذا الموسم، حتى اللقب الوحيد الذي فاز به الفريق كان البطولة العربية للأندية.
الجيد في ذلك اللقب أنه جاء على حساب الهلال، لكن المحزن أنه كان اللقب الوحيد في الموسم، الأول والأخير ولم يكن حتى لقبًا رسميًّا.
فرصة التعويض
صحيح أن موسم النصر انتهى رسميًّا دون بطولات، لكن الفريق أمامه فرصة من أجل تعويض ذلك ببطولة معنوية.
تلك البطولة ستكون بالفوز على "الزعيم" وإيقاف سلسلته المحلية المستمرة منذ أشهر والتي لم يقف ضدها عالميًّا، إلا العين الإماراتي في نصف نهائي دوري أبطال آسيا.
الفوز على بطل الدوري السعودي سيكون له مذاق خاص، بعد أن حسم الهلال البطولة لصالحه بالفعل.
فهناك رسالة سيبعثها النصر حال نجح في مسعاه، مفادها أنه في الموسم المقبل، الأمور لن تكون بسلاسة الموسم الجاري بالنسبة للزعيم ونجومه.
كسر سلسلة الهلال المحلية هو دافع إضافي لنجوم النصر من أجل تحقيق ذلك الفوز، فلا يليق أن تنتهي تلك السلسلة على يد فريق آخر في وجود كريستيانو رونالدو مع "العالمي".
البعض قد يرى في الفوز على الهلال في تلك المباراة حفاظًا على كرامة النصر، ولهم كل الحق فلا يصح أن ينتهي الموسم هكذا دون أي فوز رسمي للعالمي على حساب الزعيم، حتى وإن كان الأخير في أفضل أحواله.
الممر الشرفي لا ينقص من الكرامة
البعض قد يظن أن وقوف نجوم النصر كممر شرفي للهلال، سيعني أن ذلك ينتقص من كرامة ناديهم بأي شكل من الأشكال.
لكن على النقيض من ذلك، فالممر الشرفي هو تكريم في المقام الأول للفريق الذي يقوم به، وإبراز لمدى خلقه الرياضي الكبير وقدرته على تقبل الهزيمة وهذا ينعكس على أمور أخرى عديدة.
لعل أبرز تلك الأمور هي اعتراف الخاسر بخسارته، وذلك يكون بداية الطريق الخاص بالتصحيح والتحسين.
الممر الشرفي لا يقلل من النصر ولا يزيد الهلال، لكنه سيكون صورة نهائية جميلة لبطولة هي الأهم في تاريخ بطولات الدوري السعودي منذ نشأته.
الخلاصة
النصر قدَّم موسمًا مميزًا وكان يستطيع التتويج بأكثر من لقب لولا الحظ العاثر في أوقات عديدة ومنافسة أحد أقوى فرق القارة إن لم يكن أقواها وهو الهلال.
في نهاية المطاف لا يزال الفريق يملك فرصة لإثبات جديته في المنافسة على البطولات في الموسم المقبل، حال فاز على الهلال وأوقف سلسلة انتصاراته.
لكن قبل أن يفوز داخل الملعب عليه أن يثبت موقفًا سيزيد من النصر شأنًا وقدرًا بين عشاق كرة القدم، وأن يقف ممرًّا شرفيًّا للهلال يظهر فيه احترامه لنفسه وللخصم، ويبدأ منه صفحة جديدة لموسم قادم يبحث فيه عن أن يكون هو الفريق الذي يمر من ذلك الممر الشرفي وليس مَن ينظمه.