حقق باريس سان جيرمان ريمونتادا تاريخية على نظيره برشلونة في مباراة إياب دور ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بأربعة أهداف مقابل هدف، وصلت بالفريق الفرنسي إلى نصف نهائي البطولة.
النادي العاصمي عاد من التأخر بأربعة أهداف لهدفين لينجح في حجز مكان في نصف نهائي البطولة الأهم في الموسم الأخير لكيليان مبابي، الذي سجل ثنائية في مواجهة الأمس.
لكن ليست ثنائية مبابي ولا تألق عثمان ديمبلي ولا سرعة برادلي باركولا هي السبب الرئيس في تلك النتيجة، ولكن قيادة لويس إنريكي للفريق وتفوقه بشكل كامل على تشافي هيرنانديز.
ليست الريمونتادا الأولى
لويس إنريكي أصبح بعد تلك المباراة هو المدرب الأول الذي يقصي برشلونة من "الأبطال" بعدما قام بقيادتهم قبل ذلك في البطولة ذاتها.
المذهل أن إنريكي نفسه كان هو الشخص الذي تواجد على رأس الجهاز الفني للفريق في 2017 عندما نجح برشلونة في قلب النتيجة على النادي الفرنسي بعد التأخر بأربعة أهداف نظيفة في الذهاب وسجل الفريق الكتالوني سداسية في "كامب نو".
درس الهدوء من إنريكي لتشافي
خرج تشافي يتوعد باريس سان جيرمان بالحرب بعد مباراة الذهاب دون أدنى مبرر في ظل سوء تعامل كبير منه نفسيًّا مع المواجهة.
كان برشلونة متقدمًا خارج ملعبه ويلعب بطريقته المعهودة ويتفوق على النادي الفرنسي بكل شيء تقريبًا، فلِم كان تصدير ذلك النوع من الضغط للاعبين؟.
هناك فارق بين الثقة في فريقك وتصدير الضغط، وبنظرة بسيطة على تصريحات المعسكر الآخر بوجود إنريكي سندركه بشكل واضح.
إنريكي تحدث بعد المباراة الأولى عن ثقته في فريقه، وقدرته على الصعود من كتالونيا، دون التحدث عن أي شيء يصدّر لفريقه ضغطًا كبيرًا دون سبب واضح.
رغم أن باريس سان جيرمان هو من كان عليه الضغط قبل مواجهة الإياب، فإن العكس تمامًا هو ما ظهر في الملعب وأصبح جليًّا في أخطاء نجوم برشلونة ومديرهم الفني وعلى رأسها خطأ رونالد أراوخو في التمرير ثم في إيقاف باركولا.
عدم المكابرة وتعديل الأخطاء
أحد أهم الدروس التي أعطاها إنريكي لتشافي في ليلة "الريمونتادا الجديدة" هو عدم المكابرة وتعديل الأخطاء التي وقع فيها المدرب الأسبق لبرشلونة في مباراة الذهاب.
أبرز أخطاء إنريكي كان الدفع بماركو أسينسيو، لم يكن خطأ على قدر ما كان سوء تقدير لقدرات برشلونة الدفاعية بوجود رونالد أراوخو وباو كوبارسي وجول كوندي وقدرتهم على إيقاف هجوم مكون من مبابي وديمبلي.
كوندي استطاع إيقاف مبابي في الذهاب، لأن أراوخو ساعده، لكن في مباراة الإياب لم يكن الأوروغوياني متاحًا بنفس القدر لوجود ثلاثي سريع ومهاري في هجوم النادي الباريسي هم: باركولا ومبابي وديمبلي.
وفي الإياب بوسط الملعب دفع بزائير إيمري منذ البداية، بعد أن صنع الفارق بحلوله بديلًا في مباراة الذهاب، ونجح في تشكيل ضغط أكبر على دفاع برشلونة خلف عثمان ديمبلي.
الخلاصة
تشافي ينقصه الكثير من الخبرات، ورغم أن إنريكي لا يملك بحرًا منها مثلما هي الحال مع كارلو أنشيلوتي مثلًا أو بيب غوارديولا، فإنه تفوق بشكل واضح على تشافي، الذي كان لا يزال مجرد لاعب بينما كان هو مدربًا بالفعل.
في النهاية تشافي كان يملك أفضلية وتركها بيده وبعدة أخطاء منه ومن فريقه، في المقابل كان الوضع معكوسًا بالنسبة للويس إنريكي الذي نجح في تحويل نقاط الضعف التي عانى منها في اللقاء الأول إلى نقاط قوة فاز بها بالمباراة ووصل إلى نصف النهائي.