هل حسم "الرجل الحديدي" مباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ قبل أن تبدأ؟

حُسم نصف النهائي الأول من دوري أبطال أوروبا بصعود بروسيا دورتموند لنهائي البطولة على حساب باريس سان جيرمان، ويتبقى الآن حسم النصف نهائي الثاني الذي يلعب فيه بايرن ميونخ على ملعب ريال مدريد في لقاء إياب منتظر.

مباراة الذهاب انتهت بالتعادل الإيجابي بعدما تقدَّم ريال مدريد ثم تقدم بايرن ميونخ لتنتهي المباراة بهدفين لكل فريق.

المباراة تبدو معلقة وليست محسومة بعد، لكن في عقل كارلو أنشيلوتي فالأمور مختلفة، وللرجل الإيطالي الحق كل الحق في ذلك، لماذا؟ دعونا نقُلْ لكم في الأسطر المقبلة!

رجل حديدي لا يعرف الهزيمة

كارلو أنشيلوتي هو الرقم الأصعب على بايرن ميونخ عبر تاريخ النادي البافاري والمدرب الإيطالي المخضرم.

طوال مسيرة أنشيلوتي الناجحة والممتدة لسنوات لم يسبق لبايرن ميونخ أن نجح في تحقيق أي فوز على فريق يقوده المدرب الإيطالي.

قد يظن البعض أن المواجهات المباشرة بين بايرن ميونخ وفرق أنشيلوتي ليست عديدة، كون الرجل الإيطالي لم يدرب في ألمانيا سوى البافاري نفسه.

لكن في الواقع لعب بايرن ميونخ ضد أنشيلوتي تسع مرات منذ عام 2002 وحتى يومنا هذا، والعاشرة تأتي في الطريق.

كل تلك المواجهات كانت في دوري أبطال أوروبا، وأول مواجهتين كانتا ضد ميلان في دور مجموعات نسخة 2002-2003، وفاز الروسونيري ذهابًا وإيابًا بالنتيجة ذاتها بهدفين لهدف.

وبعدها بنحو ثلاثة أعوام تكررت المواجهة في دور الـ 16، وفي هذه المرة تقدم مايكل بالاك لبايرن ميونخ وتخيل أصحاب الأرض أن عقدة أنشيلوتي قد انحلت، لكن شيفشيكنو أبى ذلك وسجل من نقطة الجزاء وانتهت المباراة بالتعادل، ليحقق الروسونيري في الإياب فوزًا كبيرًا برباعية مقابل هدف ويمر لربع النهائي.

في العام التالي بشكل مباشر تواجه الفريقان في دور ربع النهائي، وكان الذهاب في إيطاليا لا يوجد أفضل منه بالنسبة لبايرن ميونخ، بعدما سجل الفريق هدفين وأبى أن يخسر وتعادل في الوقت بدل من الضائع، ووضع قدمًا ونصف القدم في نصف النهائي، لكن في الإياب حقق ميلان الفوز بهدفني نظيفين في ألمانيا وقضى على أمل كتيبة أوتمار هيتسفيلد.

نهاية حقبة

انتهت من بعد تلك المباراة حقبة أنشيلوتي في ميلان، وجاء موعد مواجهة جديدة بين المدرب الشهير والفريق البافاري، هذه المرة بقمصان ريال مدريد في عام 2014 الذي كان بداية فك النحس للملكي في دوري أبطال أوروبا حيث حققوا العاشرة التي نشدوا الوصول لها لسنوات طويلة قبل الإيطالي المخضرم.

المواجهة جاءت في نصف النهائي، وبوجود بيب جوارديولا في القيادة الفنية لبايرن ميونخ ظن الجميع أن مشوار البافاري نحو النهائي مفروشٌ بالورود.

لكن الفوز بهدف نظيف في إسبانيا وبرباعية نظيفة في ألمانيا كانت كفيلة بإضافة المزيد من الزينة على كعكة تفوق أنشيلوتي المطلق على بايرن ميونخ.

حتى في المواجهة الأخيرة وبعد أن قلب بايرن ميونخ الطاولة وكاد يحقق الفوز للمرة الأولى على أنشيلوتي جاء التعادل في الدقائق الأخيرة، ليترك ريال مدريد قريبًا من نهائي جديد والبافاري قريبًا من خيبة أمل وهزيمة مستحقة جديدة ضد أنشيلوتي.

الخلاصة

التاريخ قد لا يكون كافيًا من أجل قراءة الحاضر والمستقبل، لكن ليس في تلك الحالة التي يتفوق فيها أنشيلوتي بشكل مطلق على بايرن ميونخ.

كذلك التفوق ليس تاريخيًّا فقط، فعلى مدار الموسم كان ريال مدريد بالفعل أفضل من بايرن ميونخ، لذلك ربما سيكون النادي الإسباني أقرب للوصول إلى النهائي من نظيره البافاري.