حسم ريال مدريد موقعه في نهائي دوري أبطال أوروبا بعد التفوق على بايرن ميونخ بنتيجة هدفين لهدف.
الفوز المتأخر يجعل البعض لطرح كلمات مثل الحظ والتوفيق، الذي بالتأكيد له مكان كبير في كرة القدم لكنه ليس كل شيء فيها.
دعونا فيما يلي نتطرق للحديث عن أسباب فوز ريال مدريد، إذا ما كان ريال مدريد حقًا قد ساعده الحظ!
من قال إن ريال مدريد يفوز بالحظ؟!
في مباراة الليلة تفوق ريال مدريد طولًا وعرضًا وقدم كل فنون الكرة إلا تسجيل الأهداف هو فقط من تأخر.
البعض يرى أن ريال مدريد حالفه الكثير من التوفيق في كرة الهدف الأول لخوسيلو الذي أعاد الملكي للقاء.
لكن في الواقع تسجيل الملكي في ذلك الوقت المتأخر إن كان يدل على شيء فهو لا يدل إلا على سوء التوفيق الذي وقف أمامهم طوال شوطين.
فقط سيكون عليكم أن تنظروا إلى إحصائية الأهداف المتوقعة التي كادت تصل إلى أربعة أهداف للملكي مقابل أقل من نصف هدف للبافاري.
تغييرات أنشيلوتي
ست نهائيات في دوري أبطال أوروبا هو رقم في غاية الضخامة ويعبر حقًا عن قيمة الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد.
أنشيلوتي للمرة العاشرة يعجز بايرن ميونخ بأجيال مختلفة وضد خصوم متغيرين أن ينجح في الفوز عليه.
لكن دعكم من الإشادة بالمدرب الإيطالي، دعونا نتحدث عن الفارق الذي أحدثه في تلك للمواجهة عن طويق التبديلات.
مثلًا توني كروس لم يكن يقدم المعتاد منه طوال 70 دقيقة فدخل بدلًا منه لوكا مودريتش في تبديل اعتيادي مؤخرًا.
كذلك تبديل كامافينجا وتشواميني يعد متوقعًا، وهو الوضع نفسه بالنسبة للدفع ببراهيم دياز الذي تألق على فترات هذا الموسم.
لكن التبديل الأجرأ على الإطلاق كان الدفع بخوسيلو بدلًا من الماكينة فالفيردي وزيادة الطاقة الهجومية للملكي في وقت أصبحت فيه العودة في غاية الصعوبة.
تبديل خوسيلو ربما سيتم تصنيفه ضمن أفضل التبديلات في تاريخ كرة القدم، بعدما نجح النجم الإسباني في قلب موازين كل شيء خلال عشر دقائق فقط من حلوله كبديل.
تصرف توخيل المجنون!
أي مدرب في العالم كبيرًا كان أو صغير لن يختلف على قيمة بقاء هاري كين في الملعب حتى لو كان يلعب بقدم واحدة.
النجم الإنجليزي قيمة كبير للغاية ولا يمكن لأي مدرب أن يفكر أن خروجه من مباراة بتلك القيمة سيمر مرور الكرام.
أضعف الأيمان، وجود كين يجبر دفاعات الفريق الخصم على الالتزام بمراقبته وعدم التقدم.
تبديل كين منح دفاعات ريال مدريد متنفسًا تستطيع من خلاله أن تزيد الضغط على منظومة بايرن ميونخ.
نجوم الملكي نظموا أنفسهم بشكل أفضل مع خروج كين، وبدأوا إغلاق مساحات التمرير بشكل أفضل وأرجعوا الكرة للخلف كثيرًا ومن هنا جاءت الأخطاء ثم الأهداف.
الخلاصة
ريال مدريد لا يفوز بالحظ، لا يمكن أن يكون ذلك الطرح الساذج موجودًا في عالم كرة القدم بعام 2024 مع كل الوسائل الحديثة التي تساعدنا على نقد والتحليل.
الملكي كان أفضل من بايرن ميونخ ويمكننا أن نقول إن فوزه في ذلك الوقت المتأخر هو سوء حظ أكثر منه أي شيء آخر.
في نهاية المطاف، ريال مدريد وصل إلى النهائي السادس من أصل 11 مباراة نهائية، في بطولة أصبح يفوز بها أكثر من الدوري الإسباني في العشرية الأخيرة.
لذلك سردية الحظ والتوفيق لا يمكن أن يكون لها مكان بيننا، ولو حدث ذلك لعام أو لعامين فكيف يحدث لست أعوام من أصل 11؟ّ!