رياض محرز
رياض محرزمنصة X

أسباب فشل الجيل الذهبي لمنتخب الجزائر

حقق المنتخب الموريتاني المفاجأة بعد أن أقصى نظيره الجزائري من دور المجموعات بكأس أمم أفريقيا 2023 ومنح "الخضر" درسًا لن ينسوه في كرة القدم وفي الحياة بشكل عام.

التتويج بذلك اللقب ربما كان الفرصة الأخيرة أمام عدد كبير من نجوم الجيل الحالي من أجل ترك إنجاز جديد لمنتخب بلادهم، عقب الفوز ببطولة 2019 في القاهرة، لكن يبدو أن نجوم محاربي الصحراء قد اكتفوا بذلك اللقب، وقرروا أن يتركوا جيلًا ذهبيًا يذهب بعيدًا عن الأضواء بلقب قاري وحيد.

ما أسباب خروج الجزائر والخسارة من موريتانيا؟ ولماذا لم يحقق الجيل الذهبي للجزائر سوى بطولة واحدة قاريًّا؟ ذلك ما نرصده في التقرير التالي:

أخطاء بالجملة من بلماضي

خرج جمال بلماضي في 2019 عقب أشهر من الفوز بكأس أفريقيا بالقاهرة، وأكد أن فريقه لا يعمل فقط على الصعود لكأس العالم من أجل المشاركة الشرفية، بل لتحقيق المستحيل، بحسب ما نقلت "كانال بلس" وقتها.

لكن من بعدها والمدرب الجزائري يقع في العديد من الأخطاء الفنية سواء في كأس أفريقيا الماضية أو تلك الجارية، كان آخرها إجراء 5 تغييرات على تشكيلته الأساسية أمام موريتانيا كأن الفوز مضمون، بينما عجز فريقه عن تسجيل ولو هدف واحد يبقي على حظوظهم أمام فريق استقبل أربعة أهداف في مواجهتين سابقتين.

كتبنا التاريخ مرة!

في بعض الأحيان يتعرض نجوم فريق أو جيل ما إلى تشبع بالبطولات، وقد يكون ذلك ما حدث مع المنتخب الجزائري، الذي نال لقب كأس أفريقيا لثاني مرة في تاريخ بلاده في القاهرة قبل 5 أعوام فقط.

فمنذ ذلك التاريخ لم ينجح المنتخب الجزائري في تحقيق أي فوز في البطولة ولا الصعود للدور الثاني، بعد أن خسر 3 مباريات وتعادل في ثلاث بين نسختي 2021 و2023.

الجيل الحالي للمنتخب الجزائري الذي لم يحقق بجوار كأس أفريقيا سوى كأس العرب كان مقدرًا له أن ينال ما هو أكثر من ذلك من بطولات قارية أو إقليمية، أو حتى على مستوى المشاركات في كأس العالم، لكن ربما نال الشعور بالشبع منها مبكرًا.

لعنة وأوشكت على الانتهاء؟

في الوقت الذي يحتفل فيه معسكر موريتانيا بالفوز التاريخي، يعاني نجوم وجماهير المنتخب الجزائري من حزن شديد على تكرار سيناريو عام 1990 المحبط.

بعد بطولة 1990 التي فاز بها الخضر على أرضهم ووسط جماهيرهم فشلوا في الصعود للدور الثاني في النسخة التالية في السنغال، كما لم يتأهلوا للبطولة اللاحقة عام 1994 في تونس.

لكنهم عادوا وبقوة في نسخة جنوب أفريقيا عام 1996 وغادروا من ربع النهائي وكانوا أحد أفضل فرق البطولة التي وصلت لتلك المرحلة.

الشعور بسهولة المنافسة

مرة أخرى وقع المنتخب الجزائري في فخ سبق له الوقوع فيه، وهو الشعور بسهولة المنافسة، وقدرته على تحقيق الفوز في أي وقت على أي خصم.

ذلك الشعور المدمر للذات الذي أقصاهم في نسخة 2021 بالكاميرون وتركهم في قاع المجموعة الخامسة خلف كوت ديفوار وغينيا الاستوائية وسيراليون دون أي انتصار وبتعادل وحيد.

لقد تكرر الأمر هذه المرة لكن مع اختلاف أسماء الخصوم، الذين جاءوا جميعًا أقل تصنيفًا من محاربي الصحراء في التصنيف الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم.

أخبار ذات صلة
المنتخبات المتأهلة إلى دور الـ16 في كأس أمم أفريقيا

رفض الاعتراف بالأخطاء والضغوطات الكبيرة

ما حدث في الماضي ويحدث الآن من نجوم منتخب الجزائر هو إيجاد مبررات واهية للنتائج المحبطة، فرأينا بغداد بونجاح يخرج عقب المباراة أمام بوركينا فاسو ويقول إن فريقه لم يفز بسبب الحرارة والرطوبة العالية.

رفض الاعتراف بالأخطاء يكون غالبًا بداية السقوط للكبار، لأنه ببساطة يمنعهم عن إيجاد حلول لتلك المشاكل ويصور لهم أن كل شيء سيكون على ما يرام لاحقًا بشكل سحري.

وبجوار رفض الاعتراف بالأخطاء فقد عانى المنتخب الجزائري من ضغوطات كبيرة للغاية صدروها لنفسهم بنفسهم، فمن لا يتذكر تصريح بلماضي عن كأس العالم بعد 2019 ومن ينسى سلسلة اللا هزيمة الطويلة التي وصلت إلى 35 مباراة وشكلت المزيد من الضغوط في 2022.

اترك ذلك جانبًا، فرفع الجزائر لكأس العرب قبل عامين بمنتخب من المحليين جعل التوقعات تصل إلى السماء في وجود المحترفين، لكن كل ذلك انتهى بقدمي محمد ديلاهي بهدفه في مباراة الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لكأس أفريقيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com