قبل أشهر قليلة، أعلن الاتحاد الأردني لكرة القدم قراره بتعيين المدرب المغربي حسين عموتة مديرًا فنيًا للمنتخب الأول، قبل فترة قصيرة من بداية بطولة آسيا المقامة حاليًا في قطر.
في ست مباريات للأردن تحت قيادة عموتة أحرز الفريق خمسة أهداف
القرار لاقى بعض النقد نظرًا لأن تجارب عموتة الأخيرة لم تكلل بالكثير من النجاحات، بالأخص في ظل رحيله عن تدريب أسود الأطلس قبل كأس العالم بأقل من عام، وعدم استمرار ولايته الأخيرة في الوداد لأكثر من ثلاثة أشهر ونصف الشهر.
لكن كل تلك الانتقادات تحولت إلى إشادة وسعادة واحتفالات في الساعات الأخيرة، عقب نجاح المنتخب الأردني في الوصول إلى نصف نهائي كأس آسيان وتحقيق أفضل إنجازاته في تاريخ البطولة، حتى الآن.
كيف تحولت الأمور بالنسبة لعموتة بهذا الشكل، وهل يمكنه الوصول لما هو أبعد من نصف النهائي؟ ذلك ما نتحدث عنه فيما يلي:
بداية غير موفقة بسبب رفاق هالاند
أول مباراة لعموتة في القيادة الفنية للمنتخب الأردني كانت في مواجهة النرويج، وخسر الفريق يومها بسداسية نظيفة، ولم يشارك إرلينغ هالاند حتى ولو لدقائق قليلة، الأمر الذي أراح بعض محبي النشامى في ظل المستويات الرائعة التي يقدمها مهاجم مانشستر سيتي.
لاحقًا توالت الهزائم أمام أذربيجان وإيران والعراق، وبدت الأمور كأنها تسير في الاتجاه الخاطئ للمنتخب الأردني قبل بداية كأس آسيا بأسابيع قليلة للغاية.
ثقة الاتحاد الأردني
الفريق تلقى أربع هزائم واهتزت شباكه في 13 مناسبة ولم يسجل سوى أربعة أهداف فقط، وكل شيء يشير إلى مشاركة كارثية في كأس آسيا، وخرجت الأخبار عن وجود نقاش بشأن إمكانية التخلي عن عموتة قبل البطولة.
وعاد في تصفيات كأس العالم وخسر أمام السعودية على أرضه، بعدما تعادل مع طاجيكستان ليحصد نقطة واحدة فقط من أصل ست.
لكن سرعان ما منح الاتحاد الأردني لكرة القدم ثقته للمدرب من جديد، فقد خرج مروان جمعة نائب رئيس الاتحاد وقال في تصريحات إن مستقبل عموتة لم يتم التطرق له من الأساس، وشدد على الالتزام بالعقد المبرم مع المدرب المغربي.
آسيا مختلفة
في ست مباريات للأردن تحت قيادة عموتة قبل بداية كأس آسيا لم يظهر الفريق أية قوة هجومية، محرزًا خمسة أهداف في ست مباريات؛ أي أقل من هدف واحد في المباراة.
ومع بداية كأس آسيا، سجل الفريق رباعية في مباراة واحدة أمام ماليزيا، وحافظ على نظافة شباكه للمرة الأولى على الإطلاق تحت قيادة المدرب المغربي.
ثم تعادل مع كوريا الجنوبية بثنائية لكل فريق قبل أن يتعرض للهزيمة الوحيدة أمام البحرين بهدف واحد، ليصعد للدور التالي ويسجل ثلاثية في العراق ويصعد، ثم يفوز بهدف نظيف على طاجيكستان ويدخل التاريخ.
سر الثلاثي الخلفي
من أبرز أسرار تفوق المنتخب الأردني في بطولة آسيا هو تحول عموتة للعب بثلاثي خلفي منذ بداية المسابقة، فالثلاثي يزن العرب وسالم العجالين وعبد الله نصيب يقدمون مستويات مذهلة حتى الآن.
ثلاثي الدفاع نجحوا في الحفاظ على نظافة شباك فريقهم في مواجهتين من أصل أربع، وأفشلوا الكثير من هجمات كوريا الجنوبية ومنحوا النشامى نقطة أمامها.
هل يمر الأردن من نصف النهائي؟
المنتخب الذي عاد في اللحظات الأخيرة أمام العراق، والذي فشل نجوم كوريا الجنوبية في مقدمتهم سون هيونج في الفوز عليه، يستطيع الفوز على أي فريق.
صحيح أن الفريق سيعاني من غياب علي علوان وسالم العجالين بسبب تراكم البطاقات الصفراءن لكن الفريق لديه من العناصر من يستطيع تعويض ذلك الغياب.
في نهاية المطاف، الجميع لعب من أجل التاريخ، وقد دخلوه، وذهبت الضغوطات بعيدًا، والآن حان الوقت من أجل اللعب فقط للمتعة.