حقق ريال مدريد صعودًا مهمًّا للغاية للدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا أمام لايبزيغ الألماني بعد التعادل بهدف لمثله في لقاء إياب دور الـ 16 والفوز في الذهاب بهدف نظيف.
الصعود الذي حققه الملكي هو رقم 12 له في آخر 14 محاولة شارك فيها في دور الـ 16 من عمر البطولة، ليعادل رقم بايرن ميونخ.
ريال مدريد لعب مباراة كان -على الأرجح- سيخسرها أي خصم آخر، في ظل التشكيلة التي دخل بها المواجهة، وكل ما قدمه الخصم على مدار 90 دقيقة هي عمرها.
شخصية البطل تفوز
خلال 90 دقيقة في تلك المواجهة كان لايبزيغ هو الأقرب في كل مناسبة للتسجيل، وخروج ريال مدريد الشوط الأول بشباك نظيفة يعد معجزة بمقاييس كرة القدم، فالنادي الملكي تلقى ست محاولات من الخصم للتسجيل، في المقابل لم يسدد أصحاب الأرض أي كرة على المرمى.
في أول 45 دقيقة كانت الأهداف المتوقعة للايبزيغ هي نحو ثلاثة أضعاف وربع ما هو متوقع لريال مدريد تسجيله، بالأرقام حتى تكون الصورة أوضح، فلو كان ريال مدريد سجل هدفًا واحدًا كان يجب على لايبزيج تسجيل ثلاثة، وربما أكثر.
الجنون حقًا كان في الشوط الثاني من عمر اللقاء، وهنا لن نتحدث عن نسبة الأهداف المتوقعة، حيث اقتسم الفريقان الاستحواذ، لكن كان للضيوف 15 محاولة من أجل التسجيل، ما بين تسديدات على المرمى وخارجه وفي أقدام المدافعين، مقابل نحو نصف ذلك الرقم بالنسبة لريال مدريد.
التفسير الوحيد لفوز الملكي بتلك المباراة هو ظهور شخصية البطل مرة أخرى بعد غياب في دوري الأبطال.
كلمات السر في الفوز
صحيح أن لشخصية البطل عاملًا كبيرًا في فوز ريال مدريد، لكن هناك عدة عوامل أخرى أثرت في النتيجة.
على رأس تلك الأسباب الحارس الأمين أندريه لونين الذي تصدى لثلاث كرات كان من الممكن أن يسكن منها كرتان على الأقل الشباك.
ومن أمامه كان هناك أنطونيو روديغر الذي لعب واحدة من أكثر مبارياته تأثيرًا في نتائج ريال مدريد مؤخرًا، بثلاثة إبعادات لكرات خطيرة وثلاث مرات منع فيها تسديدات اتجاه المرمى.
أضف إلى هؤلاء جود بيلينغهام الذي أصبح واحدًا من أربعة لاعبين فقط في تاريخ دوري أبطال أوروبا سجلوا أو صنعوا في أول ست مباريات لهم مع فريقهم الجديد بالبطولة، هم أرتيم دزوبيا مع زينيت وكيليان مبابي في باريس سان جيرمان، وسباستيان هالير في أياكس.
وأخيرًا صاحب هدف ريال مدريد الوحيد في المباراة فينيسيوس جونيور والذي كاد يكلف فريقه كثيرًا لو تم طرده في المباراة بسبب أعصابه التي فلتت للحظة، لكنه كان بطل الليلة بهدفه رقم 18 مع ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، وهو ما يضعه في المركز الرابع خلف كريستيانو رونالدو (105) وكريم بنزيما (78) وراؤول غونزاليس (66) كأكثر من سجل للملكي في البطولة، وبالتساوي مع مواطنه رودريغو.
سبب أخير في فوز الملكي هو اللاعب البلجيكي لويس أوبيندا، الذي سدد وحده أربعًا من تسديدات لايبزيغ، جميعها كانت خارج المرمى، وأبرزها تلك التسديدات كانت في الدقيقة الـ 47 بعدما مرَّ من أندير لونين تمامًا وبدلًا من التسجيل حاول المراوغة من جديد فأمسك الحارس بالكرة بسهولة.
الخلاصة
هل فاز ريال مدريد بشخصية البطل مرة أخرى؟ ربما، لكن هل يمكن تكرار ذلك الأمر أمام خصم مثل مانشستر سيتي لو كان لديه نسبة تهديف متوقعة تصل إلى ثلاثة أضعاف سيجعلها تصل إلى أربعة وخمسة أضعاف ويسجل دون مشاكل؟
هل من الممكن أن يتكرر أمام فريق مثل باريس سان جيرمان بكل ما يملك من حلول هجومية؟ حتى آرسنال الذي أصبح شرسًا هجوميًّا أكثر من أي وقت مضى قد يجعل من ذلك تكرار الفوز بشخصية البطل مستحيلًا أمام فريق بعراقة ريال مدريد.
في نهاية المطاف سيتوجب على ريال مدريد أن يعيد حساباته قبل أن يلعب الدور المقبل، الذي يمكن أن يكون أمام أي خصم أكثر قدرة من لايبزيغ على استغلال كل تلك الفرص.