جوزيه مورينيو
جوزيه مورينيوfootball-italia

متى وصل مورينيو إلى الحضيض؟

يومًا ما كان مورينيو هو المدرب الوحيد الذي حقق بطولة السوبر المحلي في 4 دول أوروبية عندما نال اللقب مع ريال مدريد أمام برشلونة بعودة في النتيجة بملعب "سانتياغو برنابيو" بهدفين لهدف، واليوم تتم إقالته من تدريب فريق روما الذي ظن لوهلة أنه سيكون بوابته نحو العودة لكبار أوروبا من جديد.

جوزيه ماريو دوس سانتوس مورينيو سيظل لغزًا كبيرًا في عالم التدريب، بنفس قدر كبر إنجازاته وأرقامه وبطولاته التي حققها منذ أن بدأ في ذلك المجال قبل 24 عامًا.

فلو كنت ضمن هؤلاء الذين حضروا تتويجه مع بورتو بلقب دوري أبطال أوروبا ثم رحيله إلى تشيلسي وحادثة قيادته للبلوز من سلة الملابس المتسخة لنجوم الفريق اللندني أمام بايرن ميونخ، ثم تتويجه بالدوري لموسمين متتاليين أمام عمالة البريمييرليغ سيكون من الصعب بالنسبة لك أن تتفهم ما يحدث معه خلال السنوات الأخيرة.

النجاح لم يكن صدفة

لا يمكن، بأي شكل من الأشكال، أن يتخيل البعض أن نجاح مورينيو في بداية فترته التدريبية مع بورتو وتشيلسي وثلاثيته التاريخية مع إنتر ثم فوزه بكل الألقاب المحلية مع ريال مدريد مجرد صدفة أو نجاح مؤقت.

مورينيو تمتع بالاستمرارية، واستطاع تحقيق الكثير في أوقات ربما لم تكن كافة عوامل النجاح متاحة له، لذلك فافتراض أنه مرَّ بفترة تمتع فيها بحظ جيد للغاية سمحت له بكل تلك الألقاب والإنجازات هو مجرد وهم.

مورينيو رجل عرف من أين تؤكل الكتف، لقد فعلها مرة في بورتو وعدة مرات في تشيلسي، وعدد غير محدود من المرات في إنتر وريال مدريد وحتى مانشستر يونايتد وروما.

ربما علينا أن نستعين بكلماته الخاصة بالإرث حتى نوضح الصورة بشكل أكبر، روما لم يعرف طعم التتويج الأوروبي سوى على يد البرتغالي، وبورتو غاب عن الألقاب الأوروبية لحوالي عقدين من الزمن قبل أن يعود مع مورينيو، وريال مدريد عانى من عقدة طويلة من دور الـ16 في دوري الأبطال، قبل أن يقودهم إلى نصف النهائي، ولا داعي للحديث عن تشيلسي الذي عرف النجاح المحلي على يد "الاسبشيال وان" فقط، وقبله ربما كان عليك أن تنفض الغبار عن نفسك لو اقتربت من خزانة ألقابهم.

متى وصلت إلى الحضيض يا مورينيو؟

ليست كلماتنا، ولكنها كلمات أندريا بيلوتي، الذي خرج بعد خسارة روما من ميلان في الدوري الإيطالي وقال: "لقد وصلنا إلى الحضيض"، رسالة بيلوتي لم يكن مورينيو المقصود بها بشكل مباشر على الأقل، لكنها جاءت مناسبة للغاية لواقع المدرب البرتغالي.

البعض سيظن أن مورينيو بدأ في السقوط بالخروج من ريال مدريد، لكن ذلك وهم واضح، فالمدرب البرتغالي كان أحد أفضل من قادوا الفريق الملكي في الألفية الجديدة، بالطبع بجوار زين الدين زيدان وكارلو أنشيلوتي، مع الفارق الكبير في الأفضلية التي تمتع بها الثنائي في الملكي مقابل ما كان يعانيه مورينيو.

ربما يكون مورينيو صداميًا أكثر منهما، لكنه مهّد الطريق لعودة ريال مدريد لألقاب دوري أبطال أوروبا من جديد، وسجل أعلى معدل نقاط في موسم واحد قبل أن يعادله برشلونة في الموسم التالي.

مشكلة مورينيو لم تبدأ من ريال مدريد، على الإطلاق، بل بدأت من يوم بدأ التدريب، والفكرة كلها أنها مشكلة تظهر بعد مرور فترة من توليه أي فريق.

المدرب البرتغالي يستطيع خلق الدوافع وقيادة أي مجموعة من الأشخاص نحو لعب 90 دقيقة مثالية من كرة القدم، يمكنه فعل ذلك لموسم كامل، أو حتى لموسمين، لكن أكثر من ذلك فهو أمر غير ممكن.

ماذا لو عاد معتذرًا؟!

مورينيو يستطيع قيادة أي فريق في العالم نحو المجد، حتى لو لم تكن لديه مقومات النجاح، فتخيل ماذا سيفعل بفريق جاهز كما هو حال ريال مدريد الآن؟ أو مانشستر سيتي مثلًا؟

مورينيو يستطيع ببعض اللمسات أن يمنح باريس سان جيرمان لقبه الأوروبي الأول، ويمكنه أن يحقق الألقاب المحلية بسهولة مع فرق مثل يوفنتوس وبرشلونة وغيرهم ممكن عانوا الصعوبات في السنوات والشهور الأخيرة.

عودة مورينيو لتشيلسي ستنقذ الفريق من فترة صعبة يمر بها، وانضمامه لمانشستر يونايتد من جديد يضمن لهم إنقاذ الموسم، لكن كل ذلك سيفعله طالما كان حلًا مؤقتًا.

لا يمكن لمورينيو أن يكون أليكس فيرغسون جديدًا، أو حتى بيب غوارديولا أو يورغن كلوب، فالمدرب البرتغالي لن يستطيع تحمل أعباء التعامل مع نفس الأشخاص طوال تلك الفترة دون الدخول في مشاكل وأزمات، هنا لا نطلق شائعات عن مورينيو، لكنها الحقائق التي وقعت بالفعل مع أمثال إيكر كاسياس وبول بوغبا وغيرهم، صحيح أن للثنائي علامات استفهام احترافية كبيرة، لكن ربما لو كان مدرب غير مورينيو هو الذي وقع في تلك المشاكل معهم لتعامل معها بشكل أفضل.

تلك المشاكل الصغيرة تتراكم بمرور الوقت، وتصبح ذات تأثير سلبي على غرف الملابس وعلى الفريق ككل، وشهر تلو الآخر تجد الفريق يتفكك وبعض الأحيان ينقلب على المدرب، وينعكس ذلك على النتائج وبالتبعية على استمرارية مورينيو.

الخلاصة

سيبقى مورينيو هو الـ"سبيشيال وان" وأحد أعظم من دربوا فرق كرة القدم في التاريخ، ويستطيع بأقل إمكانات أن يحسن من نتائج أي فريق، حتى لو كان لم يسبق له التتويج ولو بلقب واحد من قبل.

الحادث الأخير مع روما، ومن قبله مع مانشستر يونايتد أو تشيلسي لا يصح من الأساس أن يطلق عليه فشلًا، لكن ربما عدم توفيق، أو غياب للاستمرارية، لكن إجمالًا سيبقى مورينيو هو صاحب اللقب الأوروبي الوحيد في تاريخ روما، ومن أعاد ريال مدريد للنجاح الأوروبي وإن كان لم يحصد أي لقب، ومن فتح خزانة ألقاب تشيلسي مرة أخرى بعد سنوات من الغبار المتراكم، وهو أيضًا من كتب إنجاز بحروف من نور مع بورتو في واحدة من مفاجآت دوري أبطال أوروبا السعيدة، نهاية سيبقى "سبيشيال وان" وإن جار عليه الزمن.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com