خاض روما أول مباراة له دون المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي رحل عن تدريب الفريق قبل أيام بعد تردي النتائج وتراجع ترتيب الفريق في الدوري الإيطالي بشكل واضح.
روما فاز على فيرونا صاحب المركز الـ18، مساء السبت، بهدفين لهدف، وربما لو طالت المباراة قليلًا لنجح فيرونا في الفوز؛ إذ امتلك الخطورة والكرة في ربع الساعة الأخيرة، وأهدر قبلها ركلة جزاء، وألغي لهم هدف لو كان لقلب اللقاء تمامًا.
لكن ذلك الفوز ليس مقياسًا لمدى براعة القيادة الفنية الجديدة، أو لمدى سوء المدرب القديم للذئاب، على النقيض فقد أظهرت أن المشكلة أكبر من مجرد تغيير المدير الفني.
المشكلة ليست في مورينيو
روما قدم شوطا أول رائعا، لعب فيه كرة سريعة، ووصل لمرمى فيرونا عدة مرات، وسجل مرتين في أول نصف ساعة، وكان يمكنه مضاعفة تلك النتيجة بنهاية الشوط، لولا سوء الإنهاء وتسديدات لوكاكو التي لم تعرف الطريق سوى لأقدام المنافس.
لكن سريعًا ما انقلبت الأمور تمامًا في شوط اللقاء الثاني، فدخلت كتيبة دانييلي دي روسي كأنها لا تعرف كيف تلعب كرة القدم، صحيح إنهم كان لهم الكلمة العليا حتى منتصف الشوط تقريبًا، بفضل تألق ستيفان شعراوي وبيليغريني، لكن فيرونا كان ينجح في كل مرة فيها يصل لمرمى الذئاب أن يشكل خطورة حقيقية عليهم.
لا يمكن لروما أن يخوض المباريات بتلك العقلية، ولا يمكنه أن يتلقى تسع تسديدات في شوط واحد بعد أن كان متفوقًا بذلك الشكل في النصف الأول من اللقاء.
ذلك يوضح لنا أن الفريق العاصمي ربما يعاني من مشكلة فنية، لكن مشكلته الأساسية كانت عقلية، وهذا أمر لا علاقة لمورينيو به، ولا يمكن إصلاحه بسهولة.
جماهير روما تحفظ الجميل
في الدقائق الأولى من عمر اللقاء قدمت جماهير روما لوحة عظيمة منحت من خلالها المدرب الاستثنائي حقه كامل ومكمل بعدما قاموا بالغناء له، ورفعوا له اللافتات وكتبوا عليها: "لقد دافعت عن روما ووصلنا معك للنصر، المجد الأبدي لجوزيه مورينيو".
لا يوجد شخص في جماهير روما اليوم لم يدرك أن المشكلة الكبرى لم تكن في مورينيو، وحتى لو كانت فيه فهم يحفظون له جميل الفوز بأول لقب أوروبي على الإطلاق في تاريخهم، وأظهروا ذلك أمام الجميع بما فيهم مُلاك النادي.
صحيح أن آخر انتصارات روما قبل تلك المباراة في الدوري يعود لمواجهة نابولي قبل ما يقارب شهر من الآن، لكن ذلك لم يُنسي الجماهير من أعاد فريقهم على الطريق الصحيح، حتى وإن كان ذلك عن طريق البطولة الأوروبية الأقل تصنيفًا من أصل ثلاث بطولات.
نظرة عميقة على روما بعد مورينيو
في أول 90 دقيقة دون مورينيو ظهر روما بوجهين، أولهما متحفز بفعل القيادة الفنية الجديدة للفريق، والثاني أصبح معتادًا مؤخرًا، كفريق هش وديع لا يعرف كيف يلعب حتى أمام أصحاب المراكز الدنيا.
فريق خسر 11 كرة هوائية من أصل 17 وتعرض نجومه للمراوغة 17 مرة، وأنقذته العناية الإلهية من تلقي هدفًا من ركلة جزاء لا يجب أن تلقي اللوم على مشاكله كمالك على المدير الفني فقط.
لولا فارق الجودة اليوم بين ستيفان شعراوي الذي صنع هدفين ومايكل فلورنينشو صاحب هدف فيرونا الوحيد لكان النادي الضيف قد خرج فائزًا من المباراة، فالأول راوغ مرتين فقط لكنه جعلهما يستحقان المجهود بصناعته لهدفين، أما الثاني فراوغ ست مرات دون إيجابية كبيرة على المرمى.