يثبت الدوري الإنجليزي نفسه كل عام كأفضل وأقوى الدوريات في العالم عن طريق الكثير من الأمور سواء أكان تنظيميًّا أم جماهيريًّا، لكن الأهم من ناحية تنافسية.
مؤخرًا، في الأعوام الماضية زاد عدد مرات حسم اللقب في الجولة الأخيرة من عمر البطولة، وها هو الأمر يتكرر مجددًا هذا الموسم.
مانشستر سيتي يدخل الجولة الأخيرة بأمل تحقيق فوز يحسم اللقب لصالحه أمام وست هام الذي لن يجني أي شيء من الفوز أو الخسارة سوى تبادل الترتيب مع برايتون صاحب المركز العاشر.
وفي الوقت نفسه سيلعب آرسنال على احتمالين، الأول هو تعثر مانشستر سيتي بالتعادل وحسم الأمور بفارق الأهداف، أو خسارة سيتي مع ضرورة الفوز على إيفرتون في الحالتين.
أحلام مشروعة لآرسنال
بكل تأكيد من حق آرسنال بعد كل تلك المباريات المثيرة والسباق الطويل أن يحلم أن يتم تتويج مجهوده بلقب يستحقه وبذل من أجله كل نقطة عرق ممكنة.
ذلك الحلم هو حق مشروع بكل تأكيد للمدفعجية، بالأخص أنهم أهدروا الحد الأدنى من النقاط في المنعطف الخطر من الموسم، على عكس ليفربول الذي ألقى بالمنشفة مبكرًا، وكذلك هم يستحقون بعض الإشادة حتى لو لم يحققوا اللقب في نهاية المطاف.
آرسنال تفوق حتى تلك اللحظة على مانشستر سيتي في فارق الأهداف، وهو ما قد يسمح له بالتتويج بلقب الدوري الإنجليزي رغم كل شيء.
وفي نهاية المطاف، فما قام ميكيل أرتيتا ببنائه في صفوف آرسنال هو أمر يستحق الاحترام، ويجب أن يستمر في البناء عليه.
واقع مانشستر سيتي
عودة لأرض الواقع وبعيدًا عن الأحلام، دعونا نضع سؤالًا مهمًّا أمامكم لعلكم تساعدوننا لأن ذاكرتنا لا تسعفنا، متى كانت آخر مرة تم وضع مانشستر سيتي فيها في موقف حاسم بالجولة الأخيرة وفشل فيه؟
2012 قلب تأخره وخطف اللقب من مانشستر يونايتد.
في 2014 نجح في الجولات الأخيرة في أن يُحبط مشوار ليفربول المذهل وحصد لقبًا مهمًّا للغاية في الدوري الإنجليزي.
وكرر الأمر مع ليفربول بضع مرات استمرت فيها المنافسة حتى الجولة الأخيرة، حتى أن يورجن كلوب الذي كان شخصًا مفعمًا بالحماسة تشعر وكأنه فقد شغف التنافس على أي بطولة يتواجد فيها مانشستر سيتي وبيب غوارديولا.
ندم آرسنال وصعوبة التنافس مع غوارديولا
بعد مباراة الغد لو لم ينجح آرسنال في الحصول على اللقب وهو الاحتمال الأقرب ستتحول أحلامه إلى ندم كبير.
الفريق اللندني فرَّط في بضع نقاط ربما لم يظنوا أنها ستكون مهمة، لكن عندما تنافس بيب غوارديولا فكل نقطة مهمة.
فالتنافس أمام ذلك الرجل هي مهمة شاقة للغاية لا يمكن لأي أحد أن يطيقها ولا التعامل معه، أيًّا ما كان يدرب.
في إسبانيا توجب على جوزيه مورينيو أن يجمع 100 نقطة مع ريال مدريد حتى يحصد لقب الدوري، كلوب نفسه جمع 99 نقطة حتى يضمن الفوز بالدوري بعد عام واحد من جمعه 97 نقطة وفشله في التتويج بالبطولة لأن مانشستر سيتي جمع 98 نقطة.
هذه المرة الضحية قد يكون ميكيل أرتيتا الذي حقق أكبر عدد من الانتصارات في موسم واحد بالدوري الإنجليزي في تاريخ آرسنال، ومع ذلك قد لا يكون ذلك كافيًا لمنافسة بيب غوارديولا.