وضع المنتخب الأردني نفسه في مصاف فرق عريقة تاريخيًا بالوصول إلى نهائي كأس آسيا للمرة الأولى، بعد الفوز 2-صفر على كوريا الجنوبية في الدور قبل النهائي على ملعب أحمد بن علي، يوم الثلاثاء.
وينتظر الأردن، الذي كان إنجازه الأفضل بلوغ دور الثمانية في مشاركته الأولى العام 2004 وكرره العام 2011، الفائز من لقاء قطر، حاملة اللقب ومستضيفة البطولة، وإيران في النهائي، يوم 10 فبراير الجاري.
وخلال مشوار "النشامى" في البطولة ظهرت بعض الاكتشافات، منها ما رأيناه داخل الملعب، وما ظهر خارجه، نستعرض أبرزهم في التقرير التالي:
ميسي آسيا
نجم مباراة نصف النهائي أمام كوريا الجنوبية دون منازع كان اللاعب موسى التعمري، الذي سجل هدفًا وصنع الآخر، وكان الأكثر نشاطًا وحيوية في المباراة.
لكن دور التعمري تجاوز ما ظهر للجميع في مواجهة كوريا الجنوبية، فمنذ المباراة الأولى له في البطولة وهو يقدم مستويات طيبة للغاية، ويقوم بدور القائد والمحرك الأساسي للنشامى.
لاعب مونبلييه الفرنسي كان أساسيًا في 5 مباريات من أصل 6، والمباراة الوحيدة التي لم يلعبها خسرها النشامى أمام البحرين.
التعمري يسجل هدفًا كل 149 دقيقة، ولديه 2.8 مراوغة صحيحة في المباراة الواحدة، وهي أرقام نراها لدى لاعبين كبار أمثال ليونيل ميسي وفينيسيوس جونيور.
دور النعيمات
على الجانب الآخر، في الهجوم يوجد اللاعب يزن النعيمات الذي كان مفاجأة للجميع في ظل التركيز الواضح على المحترف في الدوري الفرنسي موسى التعمري.
النعيمات سجل نفس عدد أهداف التعمري، وإن كان قد لعب مباراة أكثر منه، ولديه هدف كل 163 مباراة، وقوته الهجومية تمثل الكثير للمنتخب الأردني، ففي كل مباراة يسدد ثلاث كرات على الأقل على المرمى.
بالإضافة إلى ذلك، يرهق دفاعات ووسط ملعب الخصوم في الحالتين الهجومية والدفاعية، فقد فاز بركلة جزاء وقدم تمريرتين حاسمتين، ويستعيد حوالي 3 كرات في كل مواجهة.
احتفالات خالدة
الظواهر الأردنية في كأس آسيا لا تقتصر على الأمور التي حدثت داخل الملعب في المباريات، واللعب والأهداف وما إلى ذلك فقط، لكنها تمتد إلى احتفالات خالدة حدثت على أرض الملعب وخارجه.
البداية كانت من احتفال نجوم النشامى كأنهم يأكلون وجبة "المنسف"، الأكلة الأردنية الشهيرة، بعد التسجيل على المنتخب العراقي في دور الـ 16.
بعد ذلك ظهر غناء اللاعب يزن النعيمات بمنطقة الصحافة في الملعب، عقب انتهاء المباراة أمام كوريا الجنوبية في نصف النهائي، حيث غنى للقهوة وللنشامى.
أخيرًا كان هناك الاحتفال الذي قام به نجوم الأردن في الملعب عقب التسجيل في كوريا، حيث مثلوا كأنهم يحتسون القهوة.
الحسين عموتة
المدرب المغربي يحق له التواجد في تلك القائمة، فما قدمه خلال البطولة من مستويات يعيد للجميع إنجازه بالتتويج بدوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي المصري، والتتويج بكأس أمم أفريقيا للمحليين مع منتخب بلاده.
عموتة تحول من رجل لم يحقق الفوز في أي مواجهة لصالح المنتخب الأردني قبل البطولة، إلى المدرب الأكثر شعبية في تاريخ الفريق قبل نهايتها بمباراة واحدة.
أبو حشيش وإنقاذ البطولة
المدافع الذي تلقى بعض الانتقادات في المباريات الماضية ظهر أمام كوريا الجنوبية بموقف البطل، عندما منع هدفًا محققًا كاد يعيد الخصم في المباراة، عقب الهدف الثاني للنشامى مباشرة.
بشكل عام، محمد أبو حشيش يستعيد حوالي 3 كرات كل مباراة، وحتى الآن لم يراوغه أي خصم طوال مباريات البطولة إلا في مناسبة واحدة.