قبل سنوات كان خروج أنباء عن اهتمام ريال مدريد بلاعب شاب في أي دوري أوروبي أو لاتيني يثير السخرية من رئيس النادي الملكي فلورنتينو بيريز، ومن بخله وتوجيه اهتمامه لضم شباب بأموال قليلة بدلًا من الذهاب لضم نجوم جاهزين.
كل تلك الانتقادات لم يلق لها بيريز بالًا لسنوات طويلة، حتى عندما انتقدت الجماهير فينيسيوس جونيور لموسم كامل، وتعجبت من ضم رودريغو وقالت على صفقات تشواميني وإدواردو كامافينغا إنها جاءت فقط لمكايدة باريس سان جيرمان.
من جديد قرر بيريز الصمت وأن يستمر في عملية البناء بنفس الخطة وفضل أن يترك عمله يتحدث عنه لاحقًا، حتى وإن تأخر ذلك الرد.
الفشل ضروري للنجاح
لا يمكننا أن ننكر أن الكثير من محاولات بيريز التي بدأها قبل سنوات لدعم ريال مدريد بالشباب باءت بالفشل مثل لوكاس سيلفا الذي لم يظهر قط مع الفريق الأول.
لكن مع مرور الوقت رأينا كيف تحسن فينيسيوس جونيور وأصبح أحد أفضل عناصر النادي الملكي، وكيف منح رودريغو ريال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا بأهدافه الحاسمة في أدوار خروج المغلوب، وكيف أن ثنائي الوسط كامافينغا وتشواميني أضافا الكثير لعمق الفريق في ظل كبر عمر لوكا مودريتش وتوني كروس.
فينيسيوس الحاسم
خلال الموسم الجاري كانت الأسماء الشابة هي المحرك الرئيس لريال مدريد في ظل كبر عمر عناصر الخبرة ورحيل كريم بنزيما الذي حمل آمال الملكي في الدوري من قبل بعد رحيل كريستيانو رونالدو، وصنع ثنائية قوية للغاية مع النجم فينيسيوس جونيور.
فينيسيوس نفسه الذي كان لا يعرف كيف يسجل الأهداف أصبح أحد هدافي النادي الملكي في الموسم الجديد، وله ثلاثية خالدة في مرمى برشلونة بنهائي كأس السوبر الإسباني منحت الملكي أول بطولة له في الموسم.
النجم البرازيلي له ستة أهداف في الدوري الإسباني، ودومًا ما يشكل الخطورة على مرمى الخصم بالرغم من إهداره للكثير من الفرص، لكن اهتمام الخصوم به دومًا ما يؤدي إلى ظهور مساحات وطرق أخرى للتسجيل عن طريق بقية نجوم ريال مدريد.
بيلينغهام ليس استثناء
ربما جاء ضم جود بيلينغهام برقم كبير نسبيًا للاعب وسط ملعب في عمره، وجاء كنجم من صفوف بروسيا دورتموند ويلعب للمنتخب الإنجليزي الأول، لكن لا يجب أن نستثنيه من الإشادة فيما يتعلق بنجوم ريال مدريد الشباب.
فهداف ريال مدريد هذا الموسم، والذي كلما غاب ظهر الملكي بشكل مثير للقلق كان من رهانات كارلو أنشيلوتي وفلورنتينو بيريز، فكم من لاعب مثله جاء للملكي وفشل بسبب اختلاف اللغة والدوري وطريقة اللعب وضغط الجماهير الكبير.
لكن النجم الإنجليزي سجل 14 هدفًا فقط في الدوري الإسباني من أصل 45 للملكي، وكان أكثر من ساهم في التسجيل في الدوري الإسباني كله، بواقع 31% من إجمالي أهداف فريقه.
الخلاصة
لا فينيسيوس ولا رودريغو ولا حتى بيلينغهام كان مضمونًا نجاحهم في صفوف ريال مدريد ولا أي فريق آخر، وبكل تأكيد الإقدام على ضمهم إلى أي فريق فيه نسبة من المخاطرة، كما هو الحال حاليًا مع إندريك، لاعب بالميراس، المنتظر قدومه للملكي قريبًا.
لكن في نهاية المطاف، ريال مدريد يقوم بذلك في وقت هو يملك فيه رفاهية الخطأ، فالرصيد الحالي من البطولات، ووجود عناصر تملك الفنيات والخبرات الكافية للاستمرار في تحقيق الإنجازات حتى مع وجود الشباب وإن فشلوا يعطي الفريق أريحية كبيرة.
لا لوم على بيريز أو ريال مدريد، لكن اللوم على هؤلاء الذين أسرعوا وأطلقوا الأحكام على مجموعة من اللاعبين، يبدو أنها ستبدأ عصرًا جديدًا مليئًا بالألقاب لريال مدريد.