ساعات تفصلنا عن مواجهة قد تكون هي أهم ما تبقى في موسم برشلونة المحبط للغاية بالنسبة لجماهيره، بعد مغادرته دوري أبطال أوروبا بسيناريو درامي أمام باريس سان جيرمان.
تلك المواجهة تخص المباراة التي تقام أمام ريال مدريد على ملعب "سانتياغو برنابيو"، مساء اليوم الأحد، في الجولة الـ32 من الدوري الإسباني.
أهمية المباراة
تتجاوز أهمية المباراة مجرد كونها كلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد، بل تتجاوز حتى قيمتها في صراع اللقب الذي قد يُحسم تمامًا حال فاز الملكي، وقد يعود فيه الأمل ولو بشكل ضئيل لو نجح الفريق الكتالوني في خطف النقاط.
قيمة وأهمية تلك المباراة يحددها الموسم المحبط للغاية الذي يمر به فريق برشلونة على جميع المستويات والبطولات التي يشارك فيها.
برشلونة غادر بطولة الكأس أمام أتلتيكو بيلباو، وخسر السوبر من ريال مدريد برباعية مذلة، وغادر دوري أبطال أوروبا بنتيجة مثيلة أمام باريس سان جيرمان.
ولا يتبقى أمام النادي الكتالوني سوى انتصار معنوي لو حققه أمام ريال مدريد في السوبر ربما يعطي جماهيره بعض الفرح المستحق بعد كل ذلك العناء، ليهون عليهم كل ما مروا به من سيناريوهات سيئة.
رصاصة الرحمة؟!
ربما يكون ذلك هو السيناريو الأسوأ على الإطلاق الذي قد يقع فيه برشلونة بحلول نهاية الموسم الجاري، على الرغم من ذلك يبدو مناسبًا للغاية ويليق بكل ما حدث منذ بدايته.
الخسارة بنتيجة ثقيلة جديدة أمام ريال مدريد قد تكون القشة التي قسمت ظهر البعير، وكما ذكرنا فالأمر لا يتعلق بخسارة الدوري فقط ولا بفقدان النقاط أمام الغريم في الكلاسيكو وإنما يتجاوز كل ذلك إلى فشل تام في موسم كان يبدو مبشرًا في بعض لحظاته.
لن تسامح جماهير برشلونة نجوم فريقها على مثل ذلك الموسم، بالأخص أنه جاء بعد العودة لمنصات التتويج من بوابة الدوري الإسباني، وبعد مستويات ونتائج طيبة بشرت بعودة شيء من برشلونة الماضي.
قد تغفر جماهير النادي الكتالوني لبرشلونة الخروج الأوروبي أكثر من مرة بشكل مهين، وقد تتجاوز عن خسارة بعض البطولات المحلية لصالح أي خصم حتى لو كان ريال مدريد، لكن أن يخسر الفريق مرتين أمام ريال مدريد في الموسم نفسه وبنتيجة ثقيلة هو أمر أثقل من رفع أهرامات الجيزة الثلاثة مجتمعة على قلوب النادي الكتالوني.
طريق وحيد للنجاة
يرى بعضهم أن فوز برشلونة بتلك المباراة بنتيجة ثقيلة قد يكون الطريق الوحيد لإنقاذ الموسم المحبط الذي يمر به النادي الكتالوني.
وهذه حقيقة، حتى لو لم تكفِ تلك النتيجة لإيقاف انتصارات ريال مدريد المنتظرة وتتويجه الحتمي بالدوري فهي تعطي الفريق دفعة معنوية من نوع خاص للغاية.
فالتفوق على الفريق الذي وصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ولا يستطيع أي خصم قهره حتى مانشستر سيتي هو أمر مهم للغاية على المستوى النفسي.
تحقق ذلك من قبل وكان سببًا في تقديم برشلونة لمستويات فنية أعلى من المتوقعة بعد الفوز على الملكي بنتيجة كبيرة، وقد يكون حتى بوابة لبقاء تشافي لموسم آخر لعل وعسى يحسن من نفسه ومن فريقه فيما هو قادم.
الخلاصة
المباراة صحيح أن قيمتها الفعلية في الموسم ككل تعد قليلة للغاية، فهي لن تؤثر على تقييم موسم برشلونة في النهاية، لكنها سيكون لها مردود سحري أو كارثي على الفريق وحالته النفسية وإعداده للموسم المقبل، الذي سيشهد قدوم تدعيمات قوية للغاية لخصمه ريال مدريد.
الفوز سيكون مفعوله سحريا، فزيادة مبابي أو ألفونسو ديفيس على قائمة تلك النجوم اللامعة لن يضيف لهم الكثير في مواجهة انتصارات كتالونيا، أو هكذا ستكون عقلية نجوم النادي الكتالوني وقتها، وقد يتسبب ذلك في أفضلية من نوع ما في مواجهات الموسم التالي.
أما في حالة الخسارة فستكون العقلية السائدة أشبه بالتفكير في التالي: "إذا ما كان ريال مدريد يحقق تلك النتائج الآن فكيف الحال بعد وصول كيليان مبابي وألفونسو ديفيس وربما ليني يورو أيضًا"، وعواقب ذلك التفكير ربما تكون وخيمة لسنوات طويلة.