أعظم الفرق التي حققت النجاحات الكبيرة في التاريخ لم يكن يعتمد على نجم واحد بل مجموعة من النجوم يملك كل لاعب منهم شيئًا يمنحه للفريق لنرى في النهاية لوحة عظيمة حققت تاريخًا سيظل خالدًا، كما كان الحال في مانشستر سيتي بالموسم الماضي أو بايرن ميونخ في ثلاثيته التاريخية الأخيرة، أو المنتخب المصري نفسه على مدار ثلاث بطولات كأس أمم إفريقية متتالية.
لماذا نستحضر ذلك الموضوع الآن وبالتحديد بعد تعادل منتخب مصر أمام غانا في الجولة الثانية من دور المجموعات في كأس الأمم الإفريقية؟ ببساطة لأن خروج محمد صلاح بنهاية الشوط الأول جعل لاعبي مصر مضطرين لخوض المباراة دون نجم أوحد مثله.
خروج صلاح وانقلاب المباراة
في الشوط الأول من المباراة كان وجود منتخب مصر هو والعدم سواء، فلم يخلق لاعبو مصر سوى فرصة وحيدة على مرمى النجوم السوداء طوال 45 دقيقة.
وبمجرد خروج نجم ليفربول انقلبت المباراة بشكل تام، ورأينا نشاطًا في كافة الخطوط لدى المنتخب المصري الذي لم يظهر أي دلائل على ذلك طوال 45 دقيقة أولى.
فمصر بوجود محمد صلاح في 45 دقيقة سددت تسديدة واحدة، على الرغم من فوزها بالاستحواذ بنسبة 56%، إلا أن نسبة الأهداف المتوقعة في النصف الأول من المباراة كانت 0.03 لمصر ومثلها لغانا، الفارق أن الخطأ المشترك من مصطفى فتحي في فقدان الكرة ومحمد النني في الضغط على محمد قدوس قبل التسديد تسببا في الهدف الأول للنجوم السوداء.
تحرير اللاعبين وإرباك غانا
بداية الشوط الثاني كانت مختلفة تمامًا وشهدت حيوية ونشاطا كبيرين لمنتخب مصر الذي لم يتوقف عن الضغط على الخصم الغاني طوال الـ 45 دقيقة، وكاد يتقدم في النتيجة أكثر من مرة.
وكان خروج محمد صلاح السبب في إرباك نجوم غانا، الذين لم يعرفوا من هو مفتاح لعب منتخب مصر في ذلك الوقت، هل هو مصطفى فتحي الذي كان بديلًا لنجم ليفربول؟ أم عمر مرموش الذي أصبح كتلة نشاط في الخط الأمامي، أم البديل تريزيغيه أم مصطفى محمد؟.
وتحرر الجميع من عبء اللعب بجوار نجم بقيمة محمد صلاح ومن شعورهم بالالتزام بالتمرير له في كل مناسبة ممكنة، والجميع شعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه ونجم الفريق الأول مصاب والخسارة أمام غانا ستعني الخروج بنسبة كبيرة.
10 تسديدات كاملة كان لمرموش نصيب الأسد منها برصيد أربعٍ وتسديدتين لمصطفى محمد وإمام عاشور وواحدة لتريزيغيه كانت كفيلة بقلب مجريات المباراة، لكن توفيق قدوس في الهدف الثاني وسوء توفيق مصر في أكثر من فرصة بعدها كانا أحد أسباب النتيجة.
خروج محمد النني كان مفيدًا
ولم يكن خروج محمد صلاح فقط هو المفيد في تلك الأمسية، فمحمد النني حاله كحال نجم ليفربول، وبمجرد خروجه من أرض الملعب لصالح تريزيغية الأنشط هجوميًا ودفاعيًا منح المنتخب المصري تفوقًا واضحًا على النجوم السوداء.
يكفينا مشاهدة الهدفين لنعرف كيف أن ضغط تريزيغيه منح مصر هدفين من الهواء كان من الممكن بسهولة لدفاع غانا التعامل معهما لو كان محمد النني لا يزال في الملعب.
وفي كرة الهدف الأول استمر ضغط تريزيغيه رغم فقدانه للكرة مما أجبر لاعب غانا على إعادة الكرة للخلف دون التأكد من مسارها لتصل إلى عمر مرموش الذي سجل هدف التعادل الأول.
وفي كرة الهدف الثاني بمجرد أن استدار عثمان بخاري بالكرة وجد ضغط تريزيغيه لا يطاق واستطاع المصري استخلاصها ومنحها لمصطفى محمد الذي سجل التعادل مرة أخرى.
وحتى أن مدرب غانا كريس هيوتن قام بسحب بخاري من الملعب بعد دقائق من نزوله فقط خوفًا من تعرضه للخطأ من جديد بحسب ما صرح بعد اللقاء.
الخلاصة:
لا تعني إصابة صلاح وإن طالت حتى نهاية البطولة أن منتخب مصر فقد حظوظه في استعادة اللقب الغائب، فلا منتخب البرتغال خسر نهائي كأس الأمم الأوروبية بعد إصابة كريستيانو رونالدو ولا كان صاحب هدف التتويج بكأس العالم 2014 لاعبًا أساسيًا في صفوف المنتخب الألماني من الأساس في المواجهة النهائية.
وقد تكون إصابة صلاح فرصة لبداية جديدة لمنتخب مصر في البطولة التي لم تشهد حتى الآن أي فوز لمصر في تلك النسخة، وربما تكون مفتاح تحقيق اللقب الغائب منذ سنوات بعيدة.