مفاجآت الترجي التي تنتظر الأهلي

فاز الأهلي والترجي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا لتسعد جماهير القلعة الحمراء بمواجهة الخصم المفضل لهم في البطولة.

لكن تلك السعادة يجب أن تكون بحساب، فالترجي الذي سيلعب النهائي يختلف كليا عن ذلك الفريق الذي خسر ذهابًا وإيابًا أمام الأهلي في نصف نهائي العام الماضي.

كيف ذلك؟ وما المفاجآت التي قد يخفيها الترجي للأهلي في المواجهة النهائية؟ ذلك ما نتحدث عنه فيما يأتي:

انضباط تكتيكي مذهل

نحن هنا نتحدث عن فريق صمد دفاعيًا وخرج بشباك نظيفة أمام واحد من أقوى فرق القارة وهو ماميلودي صن داونز.

180 دقيقة كان هامش الخطأ فيها هو أقل شيء ممكن، ونجح خلالها الفريق التونسي في جعل هجوم مثل هجوم ماميلودي صن داونز عاجزا.

وقد يظن الأهلي أن ما كان مازيمبي يقوم به أمامه في نصف النهائي هو دفاع منطقة، لكن الدفاع الحقيقي سيراه الفريق القاهري عندما يواجه الترجي.

مدرب يعرف فريقه

على عكس سابقيه لا يلعب البرتغالي ميغيل كاردوزو كرة قدم لا تتناسب مع إمكانات فريقه، فهو يعرف بالتحديد نقطة قوة وضعف كل لاعب ويلعب عليها.

نحن نتحدث عن مدرب رغم أن سيرته الذاتية متواضعة ولم يحقق إنجازات تذكر، إلا أنه يعرف كيف يلعب على إمكانات فريقه فقط.

ويمتاز كاردوزو بالواقعية، فلن تجده يفتح الملعب ويهاجم أمام فريق نقطة قوته التحولات الهجومية، ولن تراه يضغط عاليًا أمام فريق آخر يمتاز بالقدرة الكبيرة على الخروج والتدرج بالكرة من الخلف بسلاسة.

وببساطة فإن ميغيل كاردوزو يدرس نقاط ضعف كل خصم بشكل مثير للإعجاب، ويطبقها على أرض الملعب وذلك رأيناه في هدفي الذهاب والإياب.

ومنح كاردوزو لاعبيه مفاتيح اللعب، وهي إرسال الكرات في ظهر مدافعي صن داونز، ليجدوا أنفسهم أمام المرمى.

وصحيح أنه تم لعب عدد قليل من الفرص لكن لاعبي الترجي استغلوها بشكل صحيح وفاز الفريق 1/0 في كل مباراة أمام صن داونز.

حارس مرمى مميز

ويملك الأهلي في صفوفه الآن أفضل حراس القارة، سواء محمد الشناوي أو مصطفى شوبير الذي حقق أفضل انطلاقة لحارس مرمى في البطولة القارية عبر تاريخها بسبع مباريات خرج فيها بشباك نظيفة.

إلا أن الترجي يملك حارسًا مميزًا للغاية وعمره لا يزال صغيرًا وهو أمان الله مميش، ويحقق لفريقه الكثير من الأمان في الخط الخلفي.

ومميش الذي يبلغ من العمر 20 عاما كان واحدًا من أهم أسباب تأهل الترجي إلى النهائي بتصدياته، ولعل أبرزها في نهاية الشوط الأول التي جاءت رأسية صاروخية كان مكانها الطبيعي في المرمى.

لا عقد نفسية!

في آخر أربع مواجهات بين الأهلي والترجي في دوري أبطال أفريقيا كان الفوز حليف المارد الأحمر بتفوق كبير في الملعب على الجوانب كافة، سواء في القاهرة أو في تونس.

والأمر لا يقتصر على ذلك بل يمتد لعقدة كرسها الأهلي على مدار سنوات للترجي، وعانت منها أجيال عديدة.

لكن ميزة الترجي الحالية هي أن الجيل الحالي من عناصر الفريق غالبيته لم يتعرض لمثل تلك الخسائر من قبل.

فبعيدًا عن خط الدفاع الذي لم يتغير كثيرًا فعدد العناصر المستمرة في التشكيلة الأساسية للترجي منذ آخر مواجهة ضد الأهلي في نصف نهائي النسخة الماضية يعد على الأصابع.

تغلب على بعبع الأهلي

فكرة الفوز على صن داونز في حد ذاتها هي فكرة لم يستطع الأهلي تحقيقها بسهولة في السنوات الأخيرة.

وسجل مواجهات الفريقين هو خير دليل على ذلك، فصحيح أن الأهلي تفوق في أكثر من منافسة، لكن النادي الجنوب أفريقي كان دومًا صعبا أمام الأهلي.

وصن داونز هو نفسه الذي حرم الأهلي من أول ألقاب الدوري الأفريقي قبل أشهر قليلة، لذلك فخسارته أمام الترجي ستجعل الأهلي متحفزًا للغاية ومترقبًا لذلك الفريق الذي فاز ذهابًا وإيابًا على "بعبعه" الوحيد في القارة.

الخلاصة

لن تكون مباراتا النهائي هذه المرة مثل مواجهات آخر موسمين بين الأهلي والترجي يتسيد فيها المارد الأحمر دون منازع.

ليس فقط لأنهما نهائي لهما حسابات مختلفة عن أي مواجهة أخرى، لكن أيضًا لأن الترجي الذي سيلعب ضد الأهلي هذه المرة هو فريق مختلف تمامًا عن ذلك الذي تعرض للخسارة تلو الأخرى دون أدنى مقاومة.