دخلت بطولة كأس آسيا 2023 مراحل الحسم بعدما تحددت الفرق التي ستتنافس في المربع الذهبي على الصعود إلى المباراة النهائية، حيث يلعب المنتخب الأردني أمام نظيره الكوري الجنوبي، في حين يخوض المنتخب القطري مواجهة أمام إيران.
تلك المواجهات تفتح الباب أمام المباراة النهائية لتكون عربية خالصة حال فاز منتخبي قطر والأردن، لكنها في الوقت نفسه تبقي الاحتمالات مفتوحة لمواجهة أخرى بين إيران وكوريا الجنوبية، أو حتى بين إيران أو كوريا أمام فريق عربي.
ما احتمالات مواجهة الأردن وقطر لبعضهم البعض في المباراة النهائية، وهل يتحقق الحلم أم تستفيق الفرق العربية الآسيوية على كابوس شبيه بذلك الخاص بالفرق الأفريقية التي غادرت كأس أفريقيا مبكرًا تاركة المربع الذهبي والنهائي لفرق غرب ووسط وجنوب القارة؟ ذلك نستعرضه في التقرير التالي:
الأردن وكوريا الجنوبية
التاريخ في تلك المواجهة يقف في صالح المنتخب الكوري الذي لم يسبق له الهزيمة على الإطلاق أمام الأردن، حيث فاز في 3 مناسبات بنفس النتيجة بهدف نظيف، وتعادل في مثلها.
لكن التاريخ لا يعني الكثير في واقع كرة القدم العالمية في الوقت الحالي، ورأينا ذلك في تلك النسخة من البطولة بالفعل، وفي أمم أفريقيا 2023 أيضًا.
المنتخب الأردني كاد يخطف الفوز أمام كوريا الجنوبية بالفعل في تلك النسخة بدور المجموعات لولا الهدف العكسي من يزن العرب في اللحظات الأخيرة، ويستطيع تكرار نفس السيناريو في نصف النهائي، لكن بالمزيد من الصلابة الدفاعية التي قد تذهب به إلى النهائي التاريخي.
أما فنيًّا فالفريقان لديهما هجوم متقارب في القوة رغم التنوع الأكبر لدى كوريا، بالتسجيل من لعب مفتوح ومن ضربات ثابتة وبالقدمين اليمنى واليسرى وبالرأسيات على عكس الأردن التي لم تسجل أي رأسية ولا ضربة ثابتة، إلا أن أهداف النشامى جاءت من عدد فرص أقل.
لكن دفاعيًّا فالمنتخب الأردني أفضل بشكل واضح، حيث حافظ على نظافة شباكه مرتين والأخطاء الدفاعية لديه لم تتسبب في أهداف بشكل مباشر عكس كوريا التي تسبب دفاعها في هدفين على الأقل.
قطر وإيران
كما كانت الحال مع الأردن، فالتاريخ لا يقف في صف قطر أمام المنتخب الإيراني، حيث فاز الأخير 13 مرة مقابل مرتين فقط لأصحاب الأرض، وخمسة تعادلات من أصل 20 مباراة، وكان آخر فوز قطري في ودية بعام 2009 والفوز الوحيد الرسمي جاء في تصفيات كأس العالم 1998.
فنيًّا وحتى الآن في البطولة أظهرت إيران هجومًا أقوى من أصحاب الأرض لكن الدفاع يصب في صالح المنتخب القطري الذي لم يتلق سوى هدفين فقط مقابل أربعة للخصم.
إيران عانت أمام سوريا لأن هيكتور كوبر عرف كيف يوقف دفاعاته ويجعل هجوم إيران القوي كأنهم مجموعة من الأطفال لا يعرفون الطريق إلى هز الشباك، وتكرار ماركيز لوبيز لسيناريو المدرب الأرجنتيني متوقع وبشدة في ظل التزام فريقه الدفاعي الكبير وخروجهم في ثلاث مباريات بشباك نظيفة، مقابل مباراة واحدة لإيران.
أيضًا المنتخب القطري يحقق نجاحات كبيرة في الكرات المشتركة، أعلى بنحو 4% من نسبة نجاح نظيره الإيراني وذلك قد يصب في مصلحة صاحب الأرض الذي سيتم دفعه للأمام عن طريق الجماهير أيضًا.
الخلاصة
النهائي العربي الخاص هو أمر قابل للتحقيق شرط أن تقدم قطر والأردن أفضل ما لديهما في 90 أو 120 دقيقة أو حتى لو امتد الأمر إلى ركلات ترجيح.
لا يجب على نجوم الفريقين أن يفكرا كثيرًا فيما مر وفي غياب الانتصارات عنهم أمام تلك الخصوم، ولو وضعوا ذلك نصب أعينهم فعليهم أن يستخدموه بشكل إيجابي، كدافع لتحقيق الانتصار وليس العكس.
في النهاية، المنتخب القطري ونظيره الأردني قدما بالفعل بطولة رائعة حتى الآن، وصعودهما لنصف النهائي نجاح في حد ذاته نظرًا للظروف التي أحاطت بهما قبل البطولة من نتائج سلبية وتغيير مديرين فنيين، والوصول إلى النهائي سيضيف لهما بكل تأكيد، لكن الخسارة في نصف النهائي لن تأخذ شيئًا من الإنجاز الذي تم تحقيقه حتى الآن.