عندما يأتي ذكر الفرق أصحاب القدرة على العودة من التأخر في النتيجة بشكل تلقائي يجب أن يأتي ذكر ريال مدريد، فهو واحد من أكثر الفرق الأوروبية استفادة من تلك السيناريوهات في السنوات الماضية.
ويملك "الميرينغي"، الذي حقق خمس بطولات دوري أبطال أوروبا في آخر عشر سنوات، جينات خاصة به عندما يتعلق الأمر بفرض الشخصية والعودة في المباريات، لكن يبدو أن تلك الجينات تنتقل بشكل أو بآخر إلى أندية أوروبية وعالمية أخرى.
الحديث هنا عن باير ليفركوزن بقيادة المدرب تشافي ألونسو المدير الفني الشاب الذي يسير نحو وضع حد لسيطرة بايرن ميونخ على الدوري الألماني، وها هو يخطو بشكل مذهل أيضا في الدوري الأوروبي مع فريقه.
ومر ليفركوزن مساء الخميس باختبار صعب جديد، عندما تأخر لثاني مرة بهدفين أمام قرهباغ أغدام في ظرف أسبوع واحد، ثم عاد في النتيجة بسلاسة وتفوق على الفريق الأذربيجاني.
يقوم ألونسو بأشياء في باير ليفركوزن لم يشاهدها إلا القليلون في عالم كرة القدم، فهناك على سبيل المثال، يعتمد المدرب الشاب على الظهيرين بشكل كبير للغاية في الهجوم.
أمام قرهباغ الأذربيجاني نفسه نجح ليفركوزن في العودة من التأخر بهدفين نظيفين إلى تعادل بهدفين لمثلهما بصناعتين من الظهير أليكس غيرمالدو.
هناك أيضًا حقيقة أنهم يخنقون الفرق القوية تمامًا مثلما حدث مع خصم كبير بدرجة بايرن ميونخ.
العودة أمام الفريق الأذربيجاني ليست الأولى بالنسبة لكتيبة تشابي ألونسو هذا الموسم، ربما تكون الخامسة أو السادسة بمثل هذا السيناريو.
أبسط مثال هو التأخر بهدفين نظيفين في مباراة الذهاب بالدور نفسه في الدوري الأوروبي قبل أسبوع واحد فقط، وعندها سجل الفريق الألماني هدفين في آخر 20 دقيقة ونجح بالخروج بتعادل هام للغاية خارج أرضه، قبل أن يكرر السيناريو مساء الخميس ويزيد الطين بلة بهدف ثالث حسم به الأمور في الدقيقة السابعة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع.
تلك المباريات والنتائج الصعبة والعودة في النتيجة بمعاناة هي من تصنع شخصيات الفرق، وتعطيهم الخبرة اللازمة لتحقيق البطولات، كما حدث مع ريال مدريد على مدار العقد الماضي.
كما أوضحنا سابقًا فسيناريو تأخر ليفركوزن وعودته لا يحدث للمرة الأولى هذا الموسم، ولا قرهباغ هو الفريق الأول الذي يعاني من شخصية كتيبة تشابي ألونسو القوية.
ففي فبراير الماضي تقدم شتوتغارت مرتين في مباراة ربع نهائي كأس ألمانيا، وفي كل مرة كان باير ليفركوزن يعود ويتعادل، قبل أن حسم الفوز في الدقيقة الـ 90.
لايبزغ كان ضحية أخرى لتلك الشخصية، بالتحديد في الجولة الـ 18 من الدوري الألماني في يناير الماضي، عندما تقدم أصحاب الأرض مرتين، وعاد ليفركوزن أيضًا، وحسم المواجهة بهدف في الوقت المحتسب بدل من الضائع.
حتى بايرن ميونخ لم يسلم من تلك الشخصية، ففي مواجهة الجولة الرابعة من الدوري الألماني تقدم البافاري مرتين في النتيجة، والمرة الثانية جاءت في الدقيقة الـ 84 ليعتقد صاحب الأرض أن مواجهة ملعب أليانز أرينا قد حُسمت لصالحهم، قبل أن يعادل ليفركوزن النتيجة مرة أخرى في الدقيقة الـ 94.
قوة الشخصية والعودة في النتائج بذلك الشكل ليست حكرًا على ريال مدريد بكل تأكيد، لكن ليفركوزن هو أكثر فريق ينفذ ذلك الأمر بنفس طريقة الملكي تقريبًا، وشخصيته.
الفريق الألماني يتم بنجاح عودته في اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء بسيناريوهات مثيرة، وغالبًا ما يحصل الخصم على عدة فرص لحسم اللقاء، لكن قوة شخصية الفريق الألماني تسمح له بالعودة في الأوقات المناسبة.