حقق المنتخب الأردني فوزًا تاريخيًا على كوريا الجنوبية، بهدفين نظيفين، مساء الثلاثاء، في المباراة التي جمعت الفريقين بنصف نهائي كأس آسيا المقامة في قطر حاليًا.
الفوز ليس فقط الأول من نوعه على كوريا الجنوبية، بل أخذ "النشامى" إلى النهائي الأول لهم على الإطلاق، بعد أن كان الفريق قد صعد للمرة الأولى إلى نصف النهائي أيضًا.
كلمة السر في هذا الفوز تخص النجم موسى التعمري، لاعب مونبلييه الفرنسي، الذي غاب عن المواجهة الوحيدة التي خسرها المنتخب الأردني في تلك النسخة من البطولة.
كيف كان التعمري هو كلمة السر؟ وماذا قدم للمنتخب الأردني؟ ذلك ما نستعرضه في التقرير التالي:
ضغط خيالي
في كرة الهدف الأول قام النجم صاحب الـ26 عامًا بتنفيذ ضغط رائع على عناصر كوريا الجنوبية، مكملًا ما بدأه الثنائي محمد أبو حشيش ومحمود مرضي من ضغط، وخطف الكرة بذكاء كبير ولم يتردد في الاتجاه فورًا نحو مرمى كوريا الجنوبية.
تصرف التعمري في تلك الكرة كان مثاليًا بعدما وجد نفسه يذهب إلى طرف الملعب بفعل سرعته، ويجد ثنائي كوري جنوبي على يمينه إلى جوار لاعب آخر على يساره يغلقون كل طرق المرور، فقرر فورًا التمرير في المساحة الخالية التي ركض فيها يزن النعيمات، مانحًا إياه الفرصة للتسجيل بذكاء تكتيكي كبير بدأ منذ أول محاولة ضغط من أبو حشيش وانتهى بسكون الكرة في الشباك.
أشياء يقوى عليها ميسي ومارادونا فقط
كرة الهدف الثاني للمنتخب الأردني توضح قيمة لاعب سريع ومهاري مثل موسى التعمري في المنتخب الأردني، اكتسب من اللعب في الدوريات الخارجية ميزة تغيب عن الكثير من المحليين، وهي سرعة التحول ونقل الهجمة للثلث الهجومي.
التعمري لعب في تلك الكرة دور ليونيل ميسي، فبمجرد أن بدأ يزن النعيمات الضغط على حامل الكرة وأغلق نور الدين الروابدة مساحة التمرير وقطعها نزار الرشدان، كان التعمري يتهيأ لقيادة هجمة ستُكتب في تاريخ "النشامى" بحروف من ذهب.
وكما كان هدف ميسي أمام خيتافي والآخر أمام أتلتيك بيلباو في نهائي كأس الملك، وذلك الذي لن ينساه أحد من مارادونا أمام إنجلترا في كأس العالم، استلم التعمري الكرة ونسي أنه يلعب رياضة جماعية وقرر المرور من كل لاعب كوري جنوبي أمامه، ليسكن الكرة في الشباك، في مشهد لم نشهده من قبل إلا من قلة قليلة في كرة القدم، في مقدمتهم ميسي ودييغو أرماندو مارادونا.
ذلك الهدف من موسى التعمري يجب أن يكون ضمن أفضل أهداف العام في حفل جوائز الاتحاد الدولي، العام المقبل.
أرقام يستحق عليها الإشادة
التعمري أمام كوريا الجنوبية لم يكل أو يمل من الضغط ومحاولة افتكاك الكرة في الثلث الثاني من الملعب، وخلق لفريقه الكثير من الفرص من أجل التسجيل.
بالتحديد كان للتعمري 3 تمريرات مفتاحية، منها فرصتان كبيرتان للتسجيل جاء منهما الهدف الأول الذي سجله يزن النعيمات.
سدد نجم مونبلييه كرتين على المرمى وكرة خارجه وكرة تصدت لها دفاعات الخصم، ونجح في مراوغة الخصم في 4 مناسبات من أصل 7 محاولات.
لم يمرر التعمري الكرة بشكل خاطئ سوى مرة واحدة فقط، وفاز بسبع كرات ثنائية متنوعة ما بين الأرضية والهوائية.
دفاعيًا أرقامه تظلمه، فلم يستخلص سوى كرة واحدة فقط، لكنه استمر طوال الوقت في التحرك وغلق زوايا التمرير، ومنح فريقه الأفضلية في استخلاص الكرات، حتى وإن لم يفعلها بنفسه.