ظهير أيمن في الدرجة الثالثة يتصدر هدافي كأس أفريقيا.. من هو؟

عاد منتخب غينيا الاستوائية من جديد وفجر مفاجأة كبيرة بعد تعادله مع نيجيريا قبل أيام وفوزه برباعية على غينيا بيساو حيث تفوق بثلاثية نظيفة على المضيف منتخب كوت ديفوار وتركه يصارع فرص الصعود لدور الـ16 بأمم أفريقيا، من خلال المركز الثالث.

وسجل إميليو نسوي ثنائية لمنتخب غينيا الاستوائية ليرفع اللاعب رصيده في البطولة إلى خمسة أهداف، بينما كان الهدفان الأخران للفريق من نصيب بابلو جانت ويانيك بويلا.

الفوز يعود الفضل فيه بالأساس إلى العمل الجماعي وتأثير المدرب المحلي جيان ميشا الذي تولى تدريبهم فقط قبل ثلاثة أعوام وحقق معهم الكثير من النتائج الإيجابية.

لكن أيضًا لا يجب أن ننسى العنوان الرئيسي لفوز غينيا بصدارة المجموعة وهو اللاعب إيميليو إنسوي، الذي سجل هاتريك في شباك غينيا بيساو وهدفين في مرمى كوت ديفوار، من هو ذلك اللاعب؟ ومن أين جاء بكل تلك المهارات؟ وكيف تحول ظهير أيمن عمره 34 عامًا إلى هداف كأس إفريقيا؟ ذلك ما نستعرضه فيما يلي:

البداية من أكاديمية مايوركا

ظهر إنسوي بشكل قوي في صفوف الناشئين مع فريقه ريال مايوركا بعام 2006، وسجل 26 هدفًا في مباريات فريق الرديف الشباب بالنادي في 55 مباراة على الرغم من مركزه كظهير أيمن، ولفت الأنظار في الفريق الأول الذي تم تصعيده له بشكل فوري.

في الفريق الأول كان يلعب بين مركز الظهير والجناح ووسط الملعب الأيمن، ونجح خلال ست سنوات في تسجيل 16 هدفًا خلال 154 مباراة وصنع 12 هدفًا.

ومن خلال ما قدمه من مستويات تم استدعاؤه من أجل تمثيل فئات الشباب في منتخب إسبانيا، ولعب لفرق تحت 16 و17 و19 و20 و21 سنة، لكنه لم يلعب للمنتخب الأول قط.

رحلة أوروبية وجولة في المراكز

خلال مسيرته الاحترافية تنقل إنسوي بين عشرة فرق مختلفة في إسبانيا وإنجلترا وقبرص قبل أن يعود من جديد لإسبانيا من خلال فريق إنتر سيتي الناشط في الدرجة الثالثة.

خلال تلك الرحلة خاض إنسوي جولة داخل الملاعب في عدة مراكز، كان أغلبها على الجانب الأيمن من الملعب، كظهير أو جناح أو وسط أيمن، كما لعب كقلب دفاع، ورأس حربة، ووسط ملعب مهاجم، ومحور، وظهير أيسر وحتى جناح، ببساطة لم يكن هناك مركز في الملعب إلا حراسة المرمى الذي لم يلعب فيه.

بطولة للتاريخ

اختيار جيان ميشا للاعب في الدرجة الثالثة الإسبانية ليخوض مباريات أمام كبار الدوري الإنجليزي والإيطالي والفرنسي والإسباني والألماني في منتخبات مثل الجزائر والمغرب ومصر وتونس وكوت ديفوار ونيجيريا هو خيار جنوني، لكن الرجل يعرف لاعبه جيدًا ويثق فيه حتى وإن كان عمره 34 عامًا.

إنسوي في تاريخ مشاركاته السابقة في كأس أفريقيا سجل هدفًا وحيدًا في 2015 خلال عشر مباريات لعبها، وها هو في تلك النسخة يسجل خمسة أهداف في ثلاث مباريات فقط.

المذهل حقًا فيما يقدمه إنسوي ليس تصدره لجدول هدافي كأس أفريقيا ولا تفوقه على نجوم أمثال ساديو ماني ومحمد صلاح ومصطفى محمد ومحمد قدوس وغيرهم، بل ما يضيفه للفريق من إسهام هجومي ودفاعي في ذلك العمر.

فقد لعب 252 دقيقة من أصل 270 وسدد سبع كرات سجل منها خمسة، وعطل اللعب في خمس مناسبات بخمسة أخطاء على الخصوم، وأبعد أربع كرات من مناطق الخطورة.