ابتكار روبوت قادر على إصلاح نفسه
ابتكر باحثون في الولايات المتحدة، روبوتًا قادرًا على اكتشاف متى وأين تضرر ثم إصلاح الأضرار التي لحقت به بنفسه على الفور.
واستلهم الباحثون من جامعة "كورنيل" في نيويورك فكرتهم تلك على ما يبدو من فيلم "ذا ترمنايتور" الذي قام ببطولته الممثل العالمي أرنولد شوارزنيغر في 1984 وأخرجه جيمس كاميرون.
ويجسد البطل شوارزنيغر في الفيلم شخصية روبوت قاتل يمكنه علاج نفسه بنفسه من أية أضرار تصيب هيكله كالرصاص وغيرها من الحوادث.
وخلال التجارب على الروبوت الذاتي الإصلاح، وبعد أن ثقب الباحثون إحدى ساقيه، تمكن الروبوت من اكتشاف الضرر وعلاج الشقوق ذاتيًا.
وقال البروفيسور روب شيبرد من جامعة كورنيل: "يحاول مختبرنا دائمًا جعل الروبوتات أكثر ديمومة ورشاقة، لذا فهي تعمل لفترة أطول بمزيد من القدرات"، مضيفا أنه "إذا جعلت الروبوتات تعمل لفترة طويلة، فسوف تتراكم عليها أضرار. فكيف نسمح لها بإصلاح هذا الضرر أو التعامل معه؟".
وعلى الرغم من أنه غير قابل للتدمير، أشار شيبرد إلى أن "روبوت نجم البحر الجديد، الذي يبلغ طوله حوالي 5 بوصات فقط، له خصائص مماثلة للحم البشري".
وأضاف: "لا يشفى جيدًا من الاحتراق أو من الأشياء بالحمض أو الحرارة، لأن ذلك سيغير الخصائص الكيميائية، ولكن يمكننا القيام بعمل جيد للشفاء من الجروح".
ويتسلل روبوت الفريق المصمم على شكل حرف X مثل نجم البحر بفضل الهواء المضغوط الذي يتم ضخه عبر جسمه، والروبوت مغطى بطبقة من مستشعرات الألياف الضوئية الذاتية الشفاء، التي تقترن بأضواء LED قادرة على اكتشاف التغيرات الصغيرة على سطحه.
ويوجد أيضًا في الروبوت ثنائي ضوئي، يكتشف التغيرات في شدة الضوء لتحديد متى وأين تتشوه المادة، بحسب ما أوردته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وبالنسبة لعملية الشفاء الفعلية، استخدم الخبراء مطاط البولي يوريثين اليوريا لجلده، ويقول الباحثون إن ما يسمى بتقنية SHeaLDS تسمح لإنسان آلي ناعم مقاوم للتلف بالشفاء الذاتي من الجروح في درجة حرارة الغرفة دون أي تدخل خارجي.
وفي تجاربهم، قاموا بثقب إحدى ساقي الروبوت 6 مرات، وبعد ذلك كان الروبوت قادرًا على اكتشاف الضرر، والشفاء الذاتي لكل جرح في حوالي دقيقة، قبل الاستمرار في الحركة.
ويمكن للروبوت أيضًا تكييف مشيته بشكل مستقل بناءً على الضرر الذي شعر به، مثل "استجابة الحيوانات للهروب من الخطر".
ويريد الفريق الآن دمج الروبوت مع خوارزميات التعلم الآلي القادرة على التعرف على "الأحداث اللمسية" المختلفة التي قد تتلفه، وهي مادة شفافة ومرنة تشتمل على روابط هيدروجينية.
بشكل عام، يتم بناء الروبوتات اللينة من مواد مرنة، مستوحاة من الأنسجة الرخوة التي يتكون منها البشر والكائنات الحية الأخرى.
والمشكلة هي أن المواد اللينة المستخدمة تجعلها عرضة للتلف من الأشياء الحادة أو الضغط المفرط.
من خلال الشفاء الذاتي، يمكن للروبوتات إصلاح الأنظمة اللينة الجسم في بيئات معينة، مثل بدلات الفضاء التي تعرضت للحطام الفضائي أو المعدات الموجودة تحت الماء.
ويمكن أن يسمح المزيد من تطوير التكنولوجيا أيضًا للروبوتات القاتلة على غرار "Terminator"، المصممة لساحة المعركة، بإصلاح الضرر الذي لحق بها خلال القتال.