إصابة إسرائيليين اثنين بشظايا صواريخ أطلقت من لبنان على حيفا شمالا (القناة 12 العبرية)
بدأت رحلة السيارة ذاتية القيادة مع أصحاب الرؤى، الذين تصوروا مركبات تتنقل من دون تدخل بشري. وعلى مر السنين، تبنت شركات مثل أودي، بي إم دبليو، فورد، غوغل، جنرال موتورز، تسلا، فولكس فاجن وفولفو هذه الرؤية بشغف، وحولتها إلى واقع ملموس.
ومر أكثر من عقدين من الزمن على بدء تطوير المركبات ذاتية القيادة. وفي ذلك الوقت، كان هناك إجماع على أنه ستكون هناك سيارة ذاتية القيادة في كل ممر خلال السنوات العشر المقبلة، أي في عام 2010. ومع ذلك، أصبحنا في عام 2024، ولا نزال بعيدين عن تحقيق هذا الحلم. إلا أنه تم إحراز الكثير من التقدم منذ ذلك الحين، بحيث من المرجح أن يكون عام 2024 عاماً حاسماً للسيارات ذاتية القيادة.
تطور الذكاء الاصطناعي
القلب النابض للسيارات ذاتية القيادة هو الذكاء الاصطناعي. وفي عام 2024، من المؤكد أن تعمل التقنيات المتطورة مثل التعلم الآلي والشبكات العصبية الإلكترونية على تغذية الأنظمة المعقدة التي تسمح لهذه المركبات بالتنقل بسلاسة.
كذلك، تقوم أنظمة التعرف على الصور بمعالجة كميات هائلة من البيانات؛ ما يمكّن السيارات من التعرف على محيطها والاستجابة لها في الوقت الفعلي والاستفادة من تجارب الطرقات. كذلك، من ضمن التطور الذي سنشهده أيضًا عام 2024 مشروع وايمو من غوغل، الذي يدمج أجهزة الاستشعار وتقنية ليدار والكاميرات والذكاء الاصطناعي لإنشاء خريطة ديناميكية ثلاثية الأبعاد لبيئة السيارة. والنتيجة هي مركبة قادرة على اتخاذ قرارات قيادة دقيقة، ومزج أفضل ما في الإدراك البشري ودقة الذكاء الاصطناعي.
الحاجة للقيادة في البيئات الصعبة
إحدى البيئات التي تحوّل فيها حلم المركبات ذاتية القيادة إلى واقع هي الطرق الوعرة في البيئات الصعبة، حيث الظروف غالباً ما تكون خطرة. وهنا يمكن للسيارات ذاتية القيادة أن تتفوق على المركبات التي يقودها الإنسان من حيث الكفاءة والسرعة والسلامة.
على سبيل المثال، يمكن العثور على شاحنات ذاتية القيادة في بيئات صعبة لا يتحملها الإنسان. فتقنية القيادة الذاتية لا تشتكي من الحرارة أو الرطوبة أو البرودة أو التعب أو المرض، ولا تتأخر أبداً. لذلك هي أكثر كفاءة بشكل عام.
ومع ازدياد الحاجة للتنقل في هذه البيئات، ستزيد الطلبات على الشاحنات ذاتية القيادة عام 2024؛ ما سيحث الشركات على تسريع عمليات التطوير.
تطور مستويات القيادة الذاتية
تحدد الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة في الولايات المتحدة ستة مستويات للسيارت ذاتية القيادة، تتراوح من المستوى 0 ضمناً (التحكم البشري الكامل) إلى المستوى 5 (التحكم الذاتي الكامل).
وفي عام 2024، سنشهد أن المستوى 3 من القيادة الذاتية يتصدر عناوين الأخبار. على سبيل المثال، تقدم بي ام دبليو نظام "Personal Pilot L3" في الفئة السابعة الجديدة، الذي يتيح للسائقين رفع أيديهم بشكل قانوني عن عجلة القيادة على الطرق السريعة، حيث تصل سرعتهم إلى 60 كلم في الساعة.
يجلب هذا الإنجاز الرائد مستوى جديداً من القيادة الذاتية؛ ما يسمح للسائقين بالمشاركة في الأنشطة الثانوية أثناء تعامل السيارة مع الطريق.
تغيير طرق الشحن
لا يمكن خلال أي محادثة حول القيادة الذاتية تجاهل شركة تسلا التي تستخدم تقنية قائمة على الكاميرات والذكاء الاصطناعي، لاكتشاف وتفسير محيط السيارة الآلية، تماماً كما يفعل السائق البشري.
وفي عام 2024، ستكمل تسلا تطوير السيارات ذاتية القيادة التي خططت لها منذ عام 2016، وستستمر في التقدم. وإحدى النقاط الصعبة التي ستحلها تسلا هي الانتظار في الصف لشحن السيارة عندما تكون خارج المنزل.
والتقنية الجديدة التي يتم العمل عليها هي أن تذهب السيارة بمفردها إلى محطة الشحن، حيث يقوم شخص ما بتوصيل سيارتك لشحنها وفصلها، ثم تعود إليك مشحونة بالكامل.
خطوة كبيرة نحو السلامة
تظل السلامة هي المقياس الأهم أهمية لنشر المركبات ذاتية القيادة، ولكن يجب أن يكون هناك إجماع في الصناعة حول كيفية قياس سلامة السائق الآلي أو البشري بشكل مناسب.
وتقوم الشركات بتقدير السلامة باستخدام منهجيات مختلفة، مثل عدد الكيلومترات لكل تدخل حاسم، ويتضمن ذلك وجود سائق سلامة بشري جاهز لتولي المسؤولية عندما تواجه السيارة ذاتية القيادة مواقف غير واضحة. ثم تحاول الشركة محاكاة ما إذا كان حادث خطير سيحدث من دون تدخل بشري.
ومع ذلك، لا تزال عمليات المحاكاة هذه بحاجة إلى التحسين من أجل القيادة في العالم الحقيقي. وما دامت النماذج غير قادرة على التنبؤ بشكل كامل بسلوك السيارة ذاتية القيادة، فإن الاختبار على الطريق يظل ضرورياً.
ولزيادة الشفافية، تقوم إدارة المركبات الآلية في كاليفورنيا بتسجيل تصادمات المركبات ذاتية القيادة. ومع ذلك، لا يتم الكشف عن جميع الحوادث، وغالباً ما تكون التقارير غير كاملة.
ونتيجة لذلك، يحتاج صناع السياسات إلى المزيد من بيانات السلامة للموافقة على نشر السيارات ذاتية القيادة على نطاق واسع.
إلا أنه من المتوقع أن يظل السائقون الاحتياطيون حراساً للتكنولوجيا حتى تتمكن الأنظمة المستقلة من إثبات السلامة بقوة.
وبما أنه من المتوقع أيضاً أن يكون عام 2024 هو عام الروبوت، ستنتقل هذه التكنولوجيا من الوضع التجريبي إلى وضع التنفيذ؛ ما قد يقودنا إلى خطوة كبيرة نحو المستقبل.
الخلاصة
على الرغم من أن السيارات ذاتية القيادة تحقق تطورات مذهلة، إلا أن تحديات عدة لا تزال قائمة، لكن الطريق أمامنا واعد.
وسيؤدي دمج ميزات القيادة الذاتية في السيارات الاستهلاكية، والتقدم في الذكاء الاصطناعي الذي سيحصل عام 2024، والسعي لتحقيق مستويات أعلى من الاستقلالية، إلى مستقبل يصبح فيه السائق راكباً، ويتخلى عن السيطرة لصالح سائق افتراضي. وكل ذلك إن دلّ على شيء، فهو يدل على براعة الإنسان، ويعد بمستقبل مليء بالابتكار.