العلم الإيراني
العلم الإيراني(رويترز)

خبراء: دور إيران يتراجع في منطقة القوقاز مع تطلع دولها نحو الغرب

رأى خبراء إيرانيون، أن دور طهران في ضمان مصالحها السياسية والأمنية والاقتصادية في منطقة القوقاز تراجع لأسباب عدة.

ولفت هؤلاء، إلى أن من أسباب التراجع، وجود لاعبين مؤثرين في المنطقة، مثل روسيا والولايات المتحدة والدول الغربية، فضلاً عن غياب التوازن في السياسة الخارجية الإيرانية.

وقال الخبير الإيراني في قضايا القوقاز محمد حسيني، إن "نظرة على الاتجاهات السياسية والأمنية والاقتصادية السائدة في منطقة القوقاز تظهر أن هناك تهديدات متزايدة في هذه البيئة ضد مصالح إيران".

ورأى حسيني في تصريح " لـ"إرم نيوز"، أن "جنوب القوقاز مهم من الناحية الجيوسياسية بالنسبة لإيران، لكن يبدو أن سياسة إيران الخارجية ركزت على الشرق الأوسط العربي".

واعتبر أن إهمال منطقة القوقاز "خطأ إستراتيجي إيراني"، لارتباطها بأمن طهران.

وتابع حسيني: "بحسب المعلومات الاستخباراتية وجد النظام الإسرائيلي موقعا له في أذربيجان، وهو ما يمكن أن يشكل أيضًا تهديدًا لأمن إيران".

أخبار ذات صلة
صحيفة: المواجهة الأخيرة مع إسرائيل تدفع إيران لمراجعة نهجها النووي

منافسة القوى العظمى

بدوره، رأى الخبير في قضايا منطقة القوقاز سيد رضا دماوندي، أن "أحد العوامل الرئيسة والمهمة في تراجع الدور الإيراني بهذه المنطقة هو زيادة المنافسة بين القوى العظمى".

وقال دماوندي لـ"إرم نيوز"، إن "هذه المنطقة تشهد الآن تحولاً نحو الاقتراب والانضمام إلى المعسكر الغربي وبالتالي لا يمكن لإيران أن تنافس لوحدها هذا المعسكر. فمنذ حرب 2020 في منطقة كاراباخ، فإن القوقاز تعيش مرحلة تبلور نظام جديد".

وأضاف: "لدى الدول الثلاث أرمينيا وأذربيجان وجورجيا الرغبة في أن تصبح أعضاء في الهيكل الأوروبي الأطلسي، ومن الطبيعي أن روسيا غير راضية عن الأمر؛ لأن الدول الغربية تدعم بشكل كامل التغيير في النظام التقليدي للمنطقة".

واعتبر دماوندي، أن "توجه دول منطقة القوقاز نحو الغرب يمكن أن يحول المنطقة إلى ساحة جديدة للصراعات بين روسيا والغرب؛ وهو الأمر الذي يجعل إيران تبتعد عن هذا الصراع"، لافتاً إلى أن "الصراع الذي يدور بين روسيا والغرب في أوكرانيا يمكن أن يتكرر في القوقاز".

وحول وجهة نظر إيران بشأن التطورات في منطقة القوقاز واقتراب هذه الدول من الجبهة الغربية، ذكر أن "إيران لا يمكنها أن تؤدي لوحدها دوراً واضحاً في ظل ما يجري بهذه المنطقة، وأمام طهران خيار واحد هو القيام بخطوة لإنشاء نظام جديد يواجه النظام الغربي المتمركز حول الناتو في القوقاز".

أخبار ذات صلة
عن إيران الساعية إلى دور شرطي المنطقة

روسيا أحد العوامل

ويستعرض الخبير والمحلل السياسي الإيراني إبراهيم متقي، الأسباب التي أدت إلى تآكل الدور الإيراني في منطقة القوقاز، ويقول: "كان أحد العوامل لفترة معينة تواسط روسيا في إيقاف الحرب بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان مع استبعاد إيران عام 2022".

وانتقد متقي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، "تجاهل روسيا للانتشار الإسرائيلي في جمهورية أذربيجان وتهديد مصالح إيران".

ولفت إلى أن من العوامل، "الانخفاض الحاد في العلاقات التجارية والاقتصادية بين إيران وجنوب القوقاز بسبب العقوبات على إيران، وتحويل تركيا إلى مركز للطاقة والعبور في منطقة القوقاز".

ونوّه متقي، إلى أن "الاقتصاد ركيزة أساسية في العلاقات السياسية بين البلدان، وإذا غابت هذه الركيزة ستحدث لها تداعيات خطيرة".

وفي النصف الأول من العام الماضي، بلغ حجم التبادل التجاري بين إيران ودول جنوب القوقاز وهي جمهورية أذربيجان وأرمينيا وجورجيا، نحو 666 مليونا و277 ألف دولار.

أهمية جيوسياسية

وقال الخبير في الشؤون السياسية برهان حشمتي، إن "القوقاز هي منطقة عبور بين إيران وروسيا والبحر الأسود وتركيا وأوروبا، وتتمتع بموارد طبيعية ذات أهمية جيوسياسية واستراتيجية وجيو اقتصادية لإيران".

ونوّه إلى أن "القوقاز ممر يمكن أن يوصل إيران إلى أوروبا ومنطقة أوراسيا، ومن هذا المنطلق فإن منطقة القوقاز مهمة جداً في مجال الجغرافيا السياسية وكذلك القضايا الاقتصادية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com