الشرطة تعتقل شابًا خلال أعمال شغب في دبلن
الشرطة تعتقل شابًا خلال أعمال شغب في دبلنرويترز

شغب دبلن يكشف تصاعد نفوذ اليمين المتطرف في أيرلندا

في تقرير لصحيفة لوموند، يسلط الضوء على تصاعد نفوذ الجماعات اليمينية المتطرفة في أيرلندا في بلد لطالما تم النظر إليه بأنه "محصن" ضد الخطاب والأعمال المعادية للمهاجرين.

وجاء تقرير الصحيفة الفرنسية على خلفية أعمال عنف ونهب غير مسبوقة شهدتها العاصمة الأيرلندية دبلن، بعد هجوم بسكين على امرأة وثلاثة أطفال بالقرب من مدرسة ابتدائية.

وقالت الصحيفة، إن المعتدي وهو مواطن أيرلندي يبلغ من العمر 40 عامًا أثار موجة من التكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي حول أصله الأجنبي، وكشف عن مشاعر عميقة معادية للمهاجرين.

وبحسب الصحيفة، فقد كافحت شرطة مكافحة الشغب، فصيلًا مشاغبًا مجنونًا مدفوعًا بأيديولوجية يمينية متطرفة، لاحتواء الفوضى؛ مما أدى إلى تدمير 11 سيارة للشرطة واعتقال العديد من الأشخاص.

واجهة متجر محطمة بعد أعمال شغب في دبلن
واجهة متجر محطمة بعد أعمال شغب في دبلنرويترز

وأكدت لوموند أن موجة العنف هذه تأتي وسط تحذيرات من الخبراء بشأن النفوذ المتزايد للجماعات اليمينية المتطرفة في بلد يُنظر إليه تقليديًا على أنه محصن ضد المشاعر المعادية للمهاجرين، لافتة إلى افتقار منظمات مثل الحزب الوطني، وأيرلندا أولا، وحزب الحرية الأيرلندي، التي يبلغ عددها بالآلاف، إلى قيادة مركزية ولكنها تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي والشوارع، وغالبًا ما تتماشى مع الاحتجاجات المؤيدة للمهاجرين.

وأوضحت أنه مما زاد من حدة الاضطرابات الأزمة العقارية الحادة في أيرلندا، حيث أثر نقص المساكن على مختلف التركيبة السكانية، ولاسيما وصول 85,000 لاجئ أوكراني وأكثر من 21,000 طالب لجوء خلال ثمانية عشر شهرًا، وأدى إلى تفاقم المخاوف، الأمر الذي أفضى إلى نفاد المساكن الطارئة، وتشريد الكثيرين.

وتستغل الجماعات اليمينية المتطرفة هذه المخاوف، وتتهم القادمين الجدد بمفاقمة ضغوط الإسكان، ومع ذلك، فقد امتنعت الأحزاب السياسية الرئيسة، بما في ذلك فاين جايل، وفيانا فايل، وشين فين، عن تبني خطاب مناهض للمهاجرين، مع الأخذ في الاعتبار تاريخ الهجرة في أيرلندا بسبب الفقر حتى السبعينيات.

بدوره، أدان رئيس الوزراء ليو فارادكار أعمال الشغب، معترفًا بالحاجة إلى إدارة الهجرة بشكل مناسب، ولاسيما مع اتجاه البلاد نحو دورة انتخابية مكثفة.

أخبار ذات صلة
"لوفيغارو": أعمال الشغب في دبلن تعكس المشهد المتغير في أيرلندا

من جانبه، حذر عالم الاجتماع باري كانون من أن الشعبويين اليمينيين يستفيدون من الخطاب المناهض للأجانب لتعبئة الناخبين، مستفيدين من الفراغ السياسي الذي خلفته الأحزاب الرئيسة التي تتجنب الخطاب المباشر حول الهجرة، حيث نشأ الجدل العميق مع ظهور أسئلة حول رد فعل الشرطة، حيث طالب المنتقدون باتخاذ إجراءات أسرع ضد النشطاء المعروفين الذين لديهم حضور كبير على الإنترنت.

وأشارت الصحيفة إلى إن الانتخابات المقبلة، بما في ذلك الانتخابات البلدية والأوروبية، والانتخابات العامة قبل مارس/آذار 2025، تخلق مشهدًا سياسيًا متقلبًا؛ ما يوفر الفرصة للشعبويين اليمينيين لاستغلال المخاوف المحيطة بالهجرة.

وختمت الصحيفة أن مستقبل الخطاب السياسي في أيرلندا أصبح على المحك، حيث تثير مظاهر أعمال الشغب في دبلن تساؤلات حرجة حول التماسك الاجتماعي، والمسؤولية السياسية، والعواقب المحتملة لتجاهل صعود الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة.

المصدر: صحيفة لوموند الفرنسية

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com