بعد موافقة أمريكا على سحب قواتها من النيجر.. ما التداعيات المحتملة؟

أثار قرار الولايات المتحدة الانسحاب من النيجر بطلب من نيامي، تكهنات وتقديرات حول دلالات هذه الخطوة وما سيأتي بعدها، خاصة في ظل سياق يتراجع فيه النفوذ الغربي في منطقة الساحل الإفريقي.

وسترسل واشنطن، وفق ما نص عليه اتفاق الانسحاب، وفدًا إلى النيجر خلال الأيّام المقبلة للتوافق على تفاصيل خروج القوّات المنخرطة في مكافحة المتشددين.

ورأى المحلل السياسي المتخصص في الشأن الإفريقي سلطان ألبان أن "التواجد الأمريكي في النيجر كان يقتصر عمله على الأنشطة الاستخباراتية والاستطلاع الجوي الذي تقوم به الطائرات المسيرة في منطقة أغاديز وغيرها".

وأضاف ألبان أن "الولايات المتحدة لا تشارك المعلومات التي تحصل عليها من خلال هذه الأنشطة الجوية في موضع جغرافي استراتيجي ومهم مع النيجر".

وأوضح لـ"إرم نيوز" أن "الاتفاقية التي نصت على الوجود الأمريكي أيضا لا تلزم الولايات المتحدة بمشاركة الأنشطة العسكرية الميدانية مع الجيش النيجري وهذه الصيغة التوافقية للاتفاق هي التي دفعت المتحدث باسم المجلس العسكري مامادو عبد الرحمن لوصف الاتفاقية بأنها ليست متكافئة وغير عادلة".

وأكد أن "الوجود الأمريكي في منطقة الساحل الإفريقي لم يغير بشكل كبير من الصورة الأمنية لاقتصار دوره على البعد الاستخباري على أهميته، لا يزال الإرهاب منتشرا وزادت قوة المجموعات المتطرفة في السنوات الماضية".

وأردف: "ممكن أن نعطي مثالا على ذلك، منذ انقلاب يوليو/ تموز 2023 ضاعفت جماعة النصرة وتيرة هجماتها الشهرية في النيجر حيث قادت حوالي 7 هجمات شهريا منذ أغسطس/ آب الماضي بمعدل 63 هجوما منذ هذا التاريخ".

واستنتج أن "الانسحاب الأمريكي من النيجر إذا لن يغير الواقع في المنطقة نحو الأسوأ خاصة أن هناك بديلا تقدمه روسيا وهو الفيلق الإفريقي الذي صمم خصيصا لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها دول المنطقة وهو يعطي مساحة للنيجر وغيرها من الدول للاستفادة من التعاون مع روسيا".

من جانبه، قال الخبير العسكري المالي عمر ديالو إن "خروج الولايات المتحدة لن يغير الكثير لكن ربما يمهد لنهاية النفوذ الغربي عموما في القارة خاصة أنه انسحاب يأتي بعد انسحاب فرنسي من النيجر ومالي وبوركينافاسو ودعوة أيضا من تشاد للولايات المتحدة لسحب قواتها ما يمثل تطورا هاما".

وأكد ديالو لـ "إرم نيوز" أن "الوضع الأمني عموما لن ينزلق نحو الأسوأ في النيجر ودول الجوار؛ لأنه أصلا متدهور، لكن قد يتجه لتحسن في ظل النجاحات التي حققتها مالي بمساعدة فاغنر الروسية، هناك بدائل ولن يتدهور الوضع أكثر مما هو عليه".