شرطة مكافحة الشغب تواجه المتظاهرين بجوار سيارة شرطة محترقة في دبلن
شرطة مكافحة الشغب تواجه المتظاهرين بجوار سيارة شرطة محترقة في دبلنرويترز

"لوفيغارو": أعمال الشغب في دبلن تعكس المشهد المتغير في أيرلندا

وصف المحاضر في جامعة "كاين" البريطانية، أوليفييه كوكلين، أعمال الشغب المناهضة للمهاجرين في دبلن، خلال ليل الخميس الجمعة، بغير المسبوقة، وفق ما أوردت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.

وفي مقابلة مع الصحيفة، قال كوكلين إن "أعمال الشغب واسعة النطاق هذه هي الأولى من نوعها في أيرلندا، حيث اشتهرت أيرلندا تقليديًا بالحركات الاجتماعية السلمية وانعدام العنف ضد الشرطة، وقد أدى التركيز التاريخي للعنف السياسي في أيرلندا الشمالية إلى إبقاء بقية البلاد هادئة نسبيًا".

وتتعمق المناقشة مع كوكلين في الديناميكيات المتغيرة للمشهد الاجتماعي والسياسي في أيرلندا، حيث تم استقبال الهجرة بشكل إيجابي تاريخيًا، لا سيما خلال فترة النمو الاقتصادي القوي في التسعينيات، والمعروفة باسم النمر السلي، إلا أنه منذ الركود الاقتصادي 2008 والأزمة الاقتصادية اللاحقة، عملت على تغيير المشاعر تجاه الهجرة.

وسلط كوكلين الضوء على "كيف شهدت أيرلندا، التي تأثرت بشدة بالأزمة، ارتفاعًا في معدلات البطالة من التوظيف الكامل إلى 15% في 2012، ما أسهم في تشديد التصور عن الهجرة"، مؤكدًا أنه "رغم هذه التحديات، ظل اليمين المتطرف هامشيا في السياسة الأيرلندية".

أخبار ذات صلة
صدمة أوروبية واسعة بعد هجوم دبلن "الوحشي"

وعزا ذلك إلى "الهيمنة التاريخية لأيرلندا من قبل حزبين رئيسين، هما فيانا فايل وفاين جايل، وفشل الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل حزب الحرية الأيرلندي والحزب الوطني في الحصول على دعم كبير"،، موضحًا أن "رفض مقترحاتهم، التي تدعو للعودة إلى انعزالية ما قبل الستينيات، يرتبط بانفتاح أيرلندا على العولمة ورأس المال الأجنبي".

وتطرق إلى "أحد الجوانب البارزة التي تمت مناقشتها وهو عدم تسامح الشعب الأيرلندي تجاه الخطاب العنصري، المتجذر في تاريخهم من التحيز عندما واجه المهاجرون الأيرلنديون التمييز في الولايات المتحدة، راسمًا أوجه تشابه بين المصطلحات المهينة مثل "الأرز" والإهانات العنصرية، مع التركيز على تجربة التمييز المشتركة".

وأشار إلى أن "الشباب المتورطين في أعمال العنف لم يولدوا خلال الصراع في أيرلندا الشمالية، بالتالي، لم يختبروا الصراعات المجتمعية التي سعى الجنوب إلى تجنبها، وأنه مع إزالة شبح الحرب الأهلية، أصبح هناك مجال لظهور التطرف السياسي، وتجاوز الانقسامات التقليدية بين اليسار واليمين لافتًا إلى أن حزب 'شين فين القومي ذو خطاب اجتماعي واقتصادي يساري، الذي يناشد بشكل خاص الشباب المحرومين والغاضبين، مما أدى إلى فوزه التاريخي في الانتخابات العامة 2020".

وتختتم المقابلة بأهمية معالجة تحديات الأجيال التي يواجهها الشباب الأيرلندي الذين ولدوا خلال الأزمة الاقتصادية، والذين يتصارعون الآن مع أزمة الإسكان الحادة على الرغم من الانتعاش الاقتصادي وفرص العمل،لافتة إلى اضطرار عدد متزايد من المواطنين الأيرلنديين الشباب إلى البحث عن فرص في الخارج، ما يؤثر بشكل أكبر على النسيج الديموغرافي والاجتماعي للبلاد.

المصدر: صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com