طفل فر من العنف في منطقة تيغراي ينتظر وجبة اليوم الوحيدة في مدرسة "ماي ويني" الابتدائية
طفل فر من العنف في منطقة تيغراي ينتظر وجبة اليوم الوحيدة في مدرسة "ماي ويني" الابتدائيةأ ف ب

إثيوبيا.. تحذيرات من "الموت جوعا" وسط نفي حكومي

وسط تحذيرات مسؤولين في تيغراي من عودة سيناريو المجاعة إلى الإقليم الواقع شمالي إثيوبيا، بعد مرور 4 عقود على المجاعة التي أودت بحياة نحو مليون نسمة، نفى رئيس الوزراء آبي أحمد، الثلاثاء الماضي، أن يكون الناس يموتون من الجوع في بلاده.

وقالت وكالة "فرانس برس"، الثلاثاء الماضي، إن آبي أحمد رد على أسئلة النواب في البرلمان، قائلًا: "لا أحد يموت من الجوع في إثيوبيا"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن "الناس ربما توفوا بسبب أمراض" مرتبطة بسوء التغذية.

بدورها، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير لها إنه كان من المفترض أن يتعافى إقليم تيغراي من الحرب الأهلية التي استمرت عامين، وانتهت في نوفمبر عام 2022، لكن التقدم كان بطيئًا.

وأضافت أن جميع سكان المنطقة، البالغ عددهم 6 ملايين نسمة تقريبًا، لا يزالون يعتمدون على المساعدات، في الوقت الذي تعرض فيه الإقليم لواحدة من أشد حالات الانقطاع عن العالم؛ ما تسبب بعدم تمكن شاحنات المساعدات من الدخول إليه.

ولفتت إلى وصف الاتحاد الأوروبي القيود المفروضة على المنطقة بأنها "حصار"، واتهام لجنة خبراء من الأمم المتحدة الحكومة الإثيوبية بـ"استخدام الجوع كسلاح"؛ الأمر الذي نفته أديس أبابا.

غير أن وزير شؤون أفريقيا في المملكة المتحدة، أندرو ميتشل، أكد خلال زيارته إلى تيغراي مؤخرًا، أن هناك حاجة إلى اتخاذ "إجراءات عاجلة لتجنب مجاعة أخرى"، متعهدًا بتقديم 100 مليون جنيه إسترليني (حوالي 126 مليون دولار أمريكي) لجهود الإغاثة.

ونقلت "التايمز" عن ميتشل قوله: "الملايين محاصرون في أماكن نزوحهم، وهم يعانون الجوع، لاسيما النساء والأطفال الذين يعتبرون الفئة الأضعف في الحروب والنزاعات، نحن بحاجة إلى التصرف بسرعة والتحرك الآن".

وأشارت إلى أن باحثين من جامعة غنت في بلجيكا، يعتقدون بأن مئات الآلاف ماتوا في إقليم تيغراي بسبب الجوع ونقص الدواء.

أشخاص في تيغراي يقفون لتلقي المساعدات الغذائية داخل مدرسة في بلدة شاير
أشخاص في تيغراي يقفون لتلقي المساعدات الغذائية داخل مدرسة في بلدة شاير رويترز

وقالت الصحيفة إنه بعد أن بدأت شاحنات الغذاء بالتدفق إلى تيغراي عقب انتهاء الحرب، اكتشف عمال الإغاثة أن مسؤولين "كانوا يسرقون الإمدادات المخصصة للجياع، على نطاق واسع".

وفي مارس/ آذار الماضي، علقت كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة تسليم المواد الغذائية إلى إقليم تيغراي، قبل أن تتوقف المساعدات الدولية بشكل نهائي في يونيو/حزيران الماضي، وفق التقرير.

واعتبرت الصحيفة البريطانية أن توقف المساعدات بمثابة كارثة بالنسبة لأكثر من 20 مليون نسمة في جميع أنحاء إثيوبيا، خاصة خلال الأشهر العجاف من موسم الزراعة.

وأكدت أنه بسبب الجفاف الذي تشهده البلاد، لم يبق للكثير من المحتاجين سوى القليل من الطعام أو لا شيء على الإطلاق، مشيرة إلى أن إنتاج المحاصيل في منطقة أتسبي في تيغراي 3% فقط من الإجمالي المتوقع، رغم وقوع تلك المنطقة على جرف خصب.

ونقلت عن ساكنة المنطقة، أزميرا جبر مريم (79 عامًا)، قولها إن "الناس بدأوا يموتون من الجوع"، مؤكدة: "لقد دفنا الكثير من الأشخاص".

وتابعت مريم: "نحن ننتظر أن نقضي جوعًا حتى الموت أمام أنظار بعضنا البعض".

وفي أوروميا، أكبر إقليم في إثيوبيا، أدى التمرد العرقي المستمر منذ فترة طويلة إلى تدمير الاقتصاد وتعطيل النظام الصحي؛ مما أدى إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال إلى 47 في المئة في بعض مناطق الإقليم.

وفي إقليم أمهرة، أدى تمرد إلى جعل عمال الإغاثة يكافحون للوصول إلى المناطق المنكوبة بالجفاف لتوزيع الغذاء، وفق الصحيفة.

وفي شرقي البلاد، تعرضت منطقة أوغادين نهاية العام الماضي لفيضانات وسيول بعد 5 مواسم مطرية فاشلة؛ ما تسبب بنزوح نحو 400 ألف شخص، على حد قول "التايمز".

وأشارت إلى تحذير نظام الإنذار المبكر بالمجاعة، المدعوم من الولايات المتحدة، من أن الجوع في جميع أنحاء البلاد سيزداد سوءًا من الآن وحتى مايو المقبل.

وتابعت: "لا يزال تأثير الحرب ملموسًا بشدة في تيغراي، ففي العام الماضي لم يكن من الممكن زراعة أكثر من نصف الأراضي الزراعية في المنطقة؛ بسبب انعدام الأمن المستمر"؛ الأمر الذي يعني أن أكثر من مليون نازح لا يستطيعون العودة إلى ديارهم.

عناصر من الشرطة في أمهرة
عناصر من الشرطة في أمهرةأ ف ب

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد اتهمت "قوات أمهرة" المتحالفة مع الحكومة الفيدرالية، بارتكاب جرائم تطهير عرقي في إقليم تيغراي، وفق الصحيفة.

ولفتت إلى أن جماعات الإغاثة استأنفت في ديسمبر/كانون الأول الماضي تسليم المواد الغذائية على نطاق ضيق إلى إثيوبيا، بعد إدخال إصلاحات لمكافحة الفساد.

ونقلت عن برنامج الأغذية العالمي، قوله هذا الأسبوع، إنه سيكثف عمليات التوزيع، لكنه حذر من أنه يفتقر إلى الموارد الضرورية.

أخبار ذات صلة
قتلى ونزوح الآلاف جراء فيضانات في إثيوبيا

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com