اليوم العالمي لمكافحة "الإسلاموفوبيا".. معلومات مغلوطة ومؤشرات مقلقة

اليوم العالمي لمكافحة "الإسلاموفوبيا".. معلومات مغلوطة ومؤشرات مقلقة

تحيي الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أول احتفال بـ"اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا"، بعد أن أقرته العام الماضي.

وكان أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، البالغ عددهم 193 عضوًا، تبنوا في 15 آذار/ مارس 2022، قرارًا اقترحته باكستان، يجعل 15 آذار/مارس من كل عام يوما لمحاربة الإسلاموفوبيا.

ودعا نص القرار الذي صدر آنذاك، إلى "توسيع الجهود الدولية لخلق حوار عالمي من شأنه أن يشجع التسامح والسلام، ويركز على احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات".

تبنى أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، البالغ عددهم 193 عضوًا، قرارًا اقترحته باكستان يجعل 15 آذار/مارس من كل عام يومًا لمحاربة الإسلاموفوبيا.

ما هو الإسلاموفوبيا؟

"الإسلاموفوبيا" في أبسط تعاريفها، هو مصطلح يستخدم لوصف الكراهية والتحيز ضد المسلمين والإسلام، ويمكن وصفها بأنها تمييز وعدائية تجاه المسلمين بسبب دينهم وثقافتهم.

ظهر هذا المصطلح في العقد الأخير من القرن العشرين، وازداد استخدامه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

وكانت تلك الأحداث قد تسببت في زيادة انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب، وأدت إلى زيادة التحريض ضد المسلمين والإسلام في وسائل الإعلام والسياسة.

أفكار مغلوطة

يتضمن "الإسلاموفوبيا" العديد من الأفكار المغلوطة والمعلومات الخاطئة، مثل الاعتقاد بأن المسلمين جميعًا يعتنقون "الإرهاب"، أو أن الإسلام يحث على العنف والكراهية ضد غير المسلمين.

ومن البديهيات القول إن مثل هذا التعميم خاطئ، ذلك أن جوهر الدين الإسلامي يتضمن التعايش والتسامح، ويحث على العمل الصالح.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أورد آية من القرآن الكريم لتأكيد سماحة الإسلام، ودحض فكرة "الإسلاموفوبيا"، إذ استشهد خلال فعالية نظمتها الجمعية العامة للأمم المتحدة احتفاء باليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام، بآية من سورة التوبة، والتي يقول فيها الله عز وجل: (( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ)).

ووصف غوتيريش الإسلاموفوبيا بالسم، منوهًا أن كلمة "إسلام" مشتقة من الجذر نفسه لكلمة "سلام".

ولا بد من الإشارة إلى أن بعض الحركات المتطرفة مارست الإرهاب باسم الإسلام، غير أن ذلك جرى بناء على فهمها الخاص لهذه الديانة التي تتميز، بإجماع الفقهاء، بالوسطية والاعتدال.

مؤشرات مقلقة

ووفق تقرير للأمم المتحدة، فإن "الشك والتمييز والكراهية الصريحة تجاه المسلمين وصلت إلى أبعاد وبائية".

وأشار التقرير إلى أنه في الدول التي يمثل فيها المسلمون أقلية، فإنهم غالبًا ما يتعرضون للتمييز في الحصول على السلع والخدمات، وفي العثور على عمل وفي التعليم، كما أنهم يحرمون في بعض الدول من الجنسية، بسبب تصورات تفيد بأن المسلمين يمثلون تهديدات للأمن.

ومن أبرز الوقائع على الإسلاموفوبيا هي حوادث حرق نسخ من المصحف الشريف في أكثر من عاصمة أوروربية، كان آخرها حين عمد السياسي السويدي- الدنماركي المتطرف راسموس بالودان، نهاية العام الماضي إلى حرق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة السويدية ستوكهولم.

أخبار ذات صلة
أثار تفاعلا على مواقع التواصل..غوتيريش يستشهد بآية قرآنية لدحض فكرة "الإسلاموفوبيا"

ونشرت الصحافة الأوروبية في فترات مختلفة رسومًا كاريكاتورية مسيئة للإسلام وللرسول.

ولعل من أخطر الحوادث التي عبرت عن ظاهرة الإسلاموفوبيا هي الهجوم الذي نفذه متطرف يميني عندما اقتحم مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، وأطلق النار على المصلين، ما أدى إلى مقتل 51 شخصًا وجرح آخرين، وأدان القضاء المنفذ برينتون تارانت بالسجن المؤبد.

ونفذ الهجوم في الخامس عشر من مارس عام 2019، وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى اختيار هذا اليوم للاحتفاء بمكافحة الإسلاموفوبيا.

الإسلاموفوبيا.. استثمار انتخابي

والأخطر من ذلك أن قوى اليمين المتطرف في أوروبا، بصورة خاصة، باتت تستثمر ظاهرة الإسلاموفوبيا وتغذي هذا التوجه للوصول إلى السلطة، وهي تستغل في خطابها الشعبوي الوضع الاقتصادي البائس والأزمات التي تعاني منها العديد من الدول الأوروبية، في سبيل كسب أصوات الناخبين المستائين.

باتت قوى اليمين المتطرف في أوروبا، بصورة خاصة، تستثمر ظاهرة الإسلاموفوبيا وتغذي هذا التوجه للوصول إلى السلطة.

وتعتبر أوروبا أكبر تجمع للجاليات المسلمة خارج البلدان الأصلية، وتعاني عدد من الدول الأوروبية من ارتفاع ظاهرة الإسلاموفوبيا.

وسبق أن بيّن استطلاع للوكالة الأوروبية للحقوق الأساسية أجري عام 2017 أن حوالي 31% من المسلمين في أوروبا تعرضوا للإقصاء غداة البحث عن عمل، وأن 42% منهم تم إيقافهم في عام واحد من طرف الشرطة لأسباب تخص خلفياتهم الدينية والثقافية.

ويبلغ عدد مسلمي العالم نحو ملياري نسمة، وهم، بحسب غوتيريش، تجسيد للإنسانية بكل تنوعها، لكنهم يواجهون في كثير من الأحيان تعصبًا وتحيزًا لا لسبب سوى عقيدتهم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com