مع اتجاه الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، وسلفه دونالد ترامب، نحو منافسة تاريخية في الانتخابات العامة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بعد فوزهما في انتخابات الترشيح الحزبية في الثلاثاء الكبير، يعتقد محللون سياسيون، أن الشخصية التي يتمتع فيها المرشحان قد تجعل الأمريكيين يفضلون خيارًا ثالثًا.
ونال ترامب أصوات الجمهوريين في عَشْر ولايات من بينها تكساس وكاليفورنيا، متغلبًا على منافسته الوحيدة نيكي هيلي، سفيرة واشنطن السابقة لدى الأمم المتحدة، التي لم تعد لديها فرص للترشح.
وحصل ترامب على ترشيحه الرئاسي الثالث بعد أداء قوي في أكثر من 15 ولاية، حيث كانت المنافسة على أصوات أكثر من ثلث أعضاء الحزب الجمهوري يوم الثلاثاء الكبير، رغم ما يواجه من تهم جنائية.
وكان متوقعًا أن يجتاز بايدن الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي رغم احتجاج على ترشيحه نظمه نشطاء بسبب دعمه القوي لإسرائيل حقق نتائج قوية غير متوقعة.
وأكد المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، حازم الغبرا، لـ"إرم نيوز" أن المواطن الأمريكي واقعي ويعتمد في تطلعاته وخياراته على الواقعية وخصوصًا السياسية، مشيرًا إلى أن عدم وجود حزب آخر إلى جانب الديمقراطي والجمهوري يجعل الشارع خاليًا من الأمنيات بوجود مرشح ثالث.
وأضاف الغبرا، وهو عضو في الحزب الجمهوري، أن المرشحين لديهما توجهات مختلفة، على رأسها الهجرة، مشيرًا إلى أن الناخب الذي يبحث عن حدود مفتوحة، سيتجه إلى بايدن، بينما سيحظى ترامب بتأييد الباحثين عن إجراءات صارمة في هذا الملف.
وقال :" إذا كان هناك أي تمنٍّ لشخص ثالث ذلك سيكون بسبب شخصية المرشحين، فاليسار والليبرالية الأمريكية يرون بايدن ضعيفًا لن يستطيع تحقيق الكثير، بينما هناك أشخاص يحبون ترامب وسياسته، لكنهم يُعدونه شخصًا دراميًّا ويفضلون أن يكون أكثر رزانة في تصرفاته وتصريحاته".
وأضاف الغبرا أن الوقت ما زال مبكرًا للحكم والتكهن بهوية الفائز، وتوقع أن تكون النتائج متقاربة.
"اللا خيار"
من جهته، يقول المحلل السياسي الأردني، عادل محمود، إن الحزبين الجمهوري والديمقراطي أدخلا الناخب الأمريكي في "متاهات اللا خيار"، الذي لم يجد أمامه إلا بايدن وترامب، اللذَين أثبتا "فشلهما".
وأشار المحلل السياسي إلى أن الاستقطاب الكبير غير المسبوق في "الثلاثاء الكبير"، يعود إلى "التململ" الداخلي الأمريكي من فشل السياسات الاقتصادية والسياسة معًا.
ويتوقع محمود أن يعود ترامب للرئاسة بدعم "الدولة العميقة" ليكمل ما لم يستطع تنفيذه في رئاسته الأولى، بالإضافة لـ"وضع حد" للصين، وروسيا "الغارقة" في المستنقع الأوكراني.