تقرير: روسيا تسلم أذربيجان مجموعة مرتبطة بإيران بينهم "الحاج تقي"
أفاد تقرير ألماني، اليوم الجمعة، أن روسيا سلّمت أذربيجان مجموعة مسلحة على صلة بإيران.
وقال التقرير الذي نشره موقع "DW"، بنسخته الفارسية، إن "من بين هؤلاء الأشخاص طالع يوسف أوف الملقب بـ (الحاج تقي)، والذي ورد اسمه سابقًا في قضية اغتيال إلمار فالييف، رئيس بلدية كنجة بأذربيجان عام 2018 على يد يونس صفراف".
واعتقل صفراف في نفس الوقت وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد المحاكمة، لكنه تمكن من دخول إيران عام 2016، ودرس العلوم الدينية في حوزة قم وسط إيران لمدة 8 أشهر.
ونقلت "دوتشيه فيله" عن تقرير لوزارة الأمن القومي الأذربيجاني قوله، إن يوسف أوف (55 عامًا)، دخل إيران أيضًا في عام 2016، وكان مشغولًا بتجنيد مواطني باكو في قوات "حسينيون" لغرض التدريب العسكري والاستخباراتي والمشاركة في الحرب السورية.
وتتهم باكو، فيلق "القدس"، الذراع الخارجية للحرس الثوري ووزارة الاستخبارات الإيرانية، بتجنيد عدد من مواطنيها تحت اسم "حسينيون" وأرسلهم إلى سوريا.
كما جندت طهران مجموعات مماثلة باسم فيلق "فاطميون"، و"زينبيون" من مواطني أفغانستان وباكستان في الحرب السورية، وفق المصدر ذاته.
وقالت باكو أيضًا إنه تم تجنيد ميليشيات "حسينيون" في مشاريع إرهابية داخل البلاد نفسها.
الاعتقال في سوريا أم روسيا؟
ولم يوضح تقرير وزارة الاستخبارات في أذربيجان، كيف تم القبض على يوسف أوف وأشخاص آخرين وتسليمهم من قبل روسيا.
وقال الموقع الألماني إن ذلك أدى إلى تكهنات وسائل الإعلام حول اعتقال الجيش الروسي لهؤلاء الأشخاص في سوريا وحتى تسليمهم إلى إسرائيل وأذربيجان.
وصرح مسؤول في أذربيجان، طلب عدم نشر اسمه، لـ "دويتشه فيله" باللغة الفارسية، إن "هؤلاء الأشخاص اعتقلوا في روسيا وتم تسليمهم إلى أذربيجان يوم الأربعاء الماضي".
وأشار تقرير لمكتب المدعي العام لجمهورية أذربيجان، ضمنيًا إلى أنه بعد تحديد مكان وجود هؤلاء الأشخاص، ألقت روسيا القبض عليهم وسلمتهم إلى باكو.
كما أخبر أرزو ناغييف، وهو مسؤول أمني سابق وعضو في برلمان جمهورية أذربيجان، موقع "DW" أن هؤلاء الأشخاص مطلوبون من قبل شرطة "الإنتربول" وتم تسليمهم إلى جمهورية أذربيجان وفقًا لاتفاقية تسليم المجرمين المبرمة بين موسكو وباكو.
وقال ناغييف إن تسليم هؤلاء الأشخاص بالتنسيق مع "الإنتربول" يظهر عدم وجود دافع سياسي وراء اعتقال الأشخاص المذكورين وأن تهمهم تستند إلى وثائق جنائية.
واتهمت وزارة الاستخبارات في جمهورية أذربيجان هؤلاء الأشخاص، بتشكيل "جماعة دينية متطرفة غير مشروعة" في الخارج، والمشاركة في تدريبات عسكرية، وعمليات "إرهابية وتدميرية" في بلد ثالث بإخفاء هويتهم الحقيقية بمساعدة مؤسسات أمنية إيرانية.
ويقول التقرير إن "يوسف أوف كان ناشطا في استقطاب المواطنين الإيرانيين إلى جماعة (حسينيون)".
حسينيون وراء خطة الحرب في سوريا
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلنت جمهورية أذربيجان اعتقال مجموعة تابعة لوزارة الاستخبارات الإيرانية واعتقال 19 من أعضاء "حسينيون"، وشوهد من بين أسماء المعتقلين اسم أورخان أساداف.
وفي خريف العام الفائت، أعلنت حكومة قبرص اعتقال هذا الشخص بتهمة التخطيط لعملية اغتيال عدد من رجال الأعمال الإسرائيليين على أراضيها.
كما كتبت صحيفة "بوليتيس" المطبوعة في نيقوسيا، أن أورخان أسداف، وهو مواطن في جمهورية أذربيجان، كان يخطط لارتكاب عمل إرهابي والتحقيق في إمكانية اختطاف إسرائيليين، كما اتهم باستخدام جواز سفر روسي مزور وغسيل الأموال.
وفي الاستجواب، أخبر أورخان أسداف الشرطة القبرصية أنه تلقى 40 ألف دولار من شخص يدعى محمد للقيام بهذه المهمة، ولم يتم الإعلان عن تفاصيل هوية الشخص المذكور.
كما جاء في تقرير وزارة الاستخبارات بجمهورية أذربيجان، أن أفراد المجموعة المعتقلين ذهبوا إلى طهران عبر دولة ثالثة، وبعد تسليم وثائق هويتهم واستلام جوازات سفر مزورة جديدة بالإضافة إلى تدريب أيديولوجي واستخباراتي، تم إرسالهم إلى سوريا بطائرة شحن.
وكانت محاولة اغتيال رئيس بلدية كنجة عام 2018 مرتبطة بأحد أعضاء جماعة "حسينيون"، ورد اسم يوسف أوف الملقب بـ"الحاج تقي"، في نفس القضية أيضا.
وفي الوقت نفسه، نشرت وزارة الداخلية ومكتب المدعي العام لجمهورية أذربيجان تقارير منفصلة، وأعلنا أن الشخص الذي أطلق النار على رئيس بلدية كنجة وحارسه الشخصي مكث في قم لمدة 8 أشهر ثم توجه إلى سوريا للتدريب العسكري.
ويونس صفراف، منفذ الاغتيال، من مواليد كنجة، واعتقل في الوقت نفسه، ويحمل الجنسية الروسية وسافر إلى إيران في نفس الوقت مع يوسف أوف في عام 2016.
ووفقًا لإعلان مكتب المدعي العام الأذربيجاني، خطط صفراف لتمهيد الطريق للفوضى في البلاد وإقامة دولة إسلامية بموجب الشريعة الإسلامية من خلال تشكيل منظمة تسمى وحدة مسلمي أذربيجان "حسينيون" ودعوة الناس لاغتيال المسؤولين.
وتقول حكومة باكو إن توحيد إبراهيم بيلو، مواطن من جمهورية أذربيجان وتلقى تعليمه في مدرسة قم الدينية، وهو أحد قادة جماعة "حسينيون"، لا يزال مقيمًا في إيران.
ولم ترد السلطات الإيرانية على اعتقال هؤلاء الأشخاص وتسليمهم، لكن العلاقات بين البلدين أصبحت باردة خلال الأشهر الماضية.
هل سلمت إيران خادم قاسم سليماني؟
وفي سياق متصل، وصف مركز الدراسات الأذربيجانية عبر "تليغرام"، وهو تابع لما يسمى بالمقاومة الإسلامية الأذربيجانية "حسينيون"، إن "روسيا استفسرت مرارًا من الجانب الإيراني عما إذا كان طالع يوسف أوف عضوًا في المقاومة، لكن لم يرد رد رسمي من إيران على روسيا".
ووصفه المركز في تقرير له، أن "طالع يوسف أوف، هو خادم ومساعد قاسم سليماني"، مبينا أنه "كان مطلوباً إلى أن سلمته روسيا لجهاز الأمن الأذربيجاني بسبب إهمال سلطات الجمهورية الإسلامية".
وتابع أن "مهمته هو ورفاقه كانت التدريب العسكري في سوريا والتجنيد للوحدة العسكرية حسينيون".
فيما قالت صحيفة "كيهان" الإيرانية المعارضة الصادرة في لندن، نقلاً عن بعض المصادر المقربة من حكومة باكو، إن الحكومة الإيرانية نفسها سلمت هذا الشخص إلى جمهورية أذربيجان.
