نقل السفارة إلى القدس وتصدير الغاز.. ملفان يتصدران أجندة زيارة نتنياهو إلى روما

نقل السفارة إلى القدس وتصدير الغاز.. ملفان يتصدران أجندة زيارة نتنياهو إلى روما

سلطت تقارير إعلامية إسرائيلية، الضوء على الزيارة التي يجريها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بدءًا من اليوم الخميس، إلى العاصمة الإيطالية روما، والتي كشف أنه سيطلب خلالها اعتراف روما بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها.

وتحمل هذه الزيارة بعض الإشارات المهمة التي عبَّرت عنها تغطيات إعلامية إسرائيلية، من بينها محاولة نتنياهو كسر عزلته الدولية والإقليمية في ظل انتقادات عديدة لسياسات حكومته اليمينية المتطرفة.

تجهز حركة "مواطنون إسرائيليون أحرار" لتنظيم تظاهرات وسط روما؛ لرفع مستوى وعي الشارع الإيطالي بالتوجه غير الديمقراطي لحكومة اليمين المتطرف الحالية في إسرائيل.
موقع واللا العبري

لكن لا يبدو أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إيطاليا، ستوفر له الفرصة للابتعاد قليلًا عن ضجيج التظاهرات التي لا تتوقف ضد خطة حكومته الخاصة بالإصلاحات القضائية؛ إذ أكد موقع "واللا" العبري وغيره، اليوم الخميس، أن تظاهرات مرتقبة ضد نتنياهو ستخرج في قلب العاصمة الإيطالية غدًا الجمعة.

تظاهرات روما

ولفت الموقع إلى أن حركة تحمل اسم "مواطنون إسرائيليون أحرار"، وصفها بالمستقلة، تجهز في هذه الأثناء لتنظيم تظاهرات وسط روما؛ بغرض رفع مستوى وعي الشارع الإيطالي والمؤسسات هناك بـ"التوجه غير الديمقراطي" لحكومة اليمين المتطرف الحالية في إسرائيل، والتي تحاول تقييد سلطة العدل عبر إصلاحات في المؤسسة القضائية.

ونقل الموقع عن مصادر على صلة بهذا الحراك، أن "ضمان بقاء النظام الديمقراطي في بلد (إسرائيل) لديه علاقات سياسية واقتصادية مع إيطاليا يلقي بظلاله أيضًا على أوروبا بأسرها، ولدينا مخاوف من احتكار السلطة بواسطة هذه الحكومة، ما تسبب بخروج بعض المستثمرين من إسرائيل".

وأوضحت المصادر، أن يهود إيطاليا وإسرائيليين يقيمون هناك سيشاركون في التظاهرات، إلى جانب طلبة يدرسون فيها، رافضة وصف التظاهر ضد نتنياهو في روما بأنه بمثابة "تعليق الملابس المتسخة في الخارج".

وقالت إن "كل من ينتمي للعالم الحر يشعر مثلنا، نحن نعتقد أن إسرائيل لو أصبحت غير ديمقراطية سيعني الأمر خطرًا عليها وعلى الإسرائيليين، بل على اليهود في العالم بأسره"، وفق تقدير المصادر.

جدول الأعمال

وكان نتنياهو، الذي بدأ، ظهر اليوم الخميس، زيارة إلى روما، قد أشار إلى أنه سيطلب من رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حسبما أفادت وسائل إعلام عبرية اليوم.

وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضًا حديثًا مع صحيفة "لا ريبوبليكا" اليومية الأوسع انتشارًا في إيطاليا، وذكر أن بلاده حريصة على التعاون الاقتصادي مع روما، وأن الكثير من الغاز الطبيعي اُكتشف في إسرائيل، ومن ثم يريد بحث كيفية تصديره إلى إيطاليا.

بدورها، أشارت صحيفة "إسرائيل اليوم" إلى أن زيارة نتنياهو، التي ستسمر 3 أيام، وتضم شخصيات رفيعة من مكتبه، فضلًا عن زوجته، ستشهد اجتماعات سيعقدها نتنياهو والوفد الإسرائيلي مع رجال أعمال إيطاليين، بعدها سيعقد اجتماعًا مع نظيرته الإيطالية للمرة الأولى على الإطلاق.

وسيعرض نتنياهو على نظيرته الإيطالية معلومات هي الأحدث التي تحصل عليها إسرائيل، بشأن البرنامج النووي الإيراني، وسيشرح لها الجهود الإسرائيلية للتعامل مع هذا التحدي، حسبما قالت الصحيفة العبرية.

كما سيبحث الطرفان إمكانية إحراز تقدم على صعيد تصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا عبر الأراضي الإيطالية.

وتوقعت الصحيفة، أن يطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي من ميلوني تأييد إيطاليا لإسرائيل في المؤسسات الأوروبية والأمم المتحدة، في مواجهة المقترحات والقرارات التي وصفتها بـ"المعادية"، والتي تطرح من آن إلى آخر.

كما أشارت إلى أن نتنياهو سيطلب من رئيسة الوزراء الإيطالية، التي تولت هذا المنصب، في تشرين الأول/ أكتوبر 2022، بحث نقل سفارة بلادها من تل أبيب إلى القدس.

كسر العزلة

ونبهت الصحيفة إلى أن ميلوني، زعيمة حزب "أخوة إيطاليا" اليميني، التي أصبحت رئيسة وزراء إيطاليا قبل 4 أشهر، أبدت مواقف متشددة إزاء مؤسسات الاتحاد الأوروبي، ما يشجع نتنياهو على الدق على مسألة الأفكار المتقاربة بينه وبينها، الأمر الذي يسهم بتعزيز العلاقات بين البلدين أيضًا.

ونقلت عن درور أدير، سفير إسرائيل الأسبق في روما، قوله إن "نظرة إيطاليا لإسرائيل تعد استثناءً، وأن الحكومة المحافظة الحالية في روما، بزعامة ميلوني، ستعمل على تحسين العلاقات"، مضيفًا أن "ميلوني هي أول سيدة تتولى المنصب، وأن هناك فرصًا متنوعة في المجال الاقتصادي، واهتمامًا كبيرًا من جانبها بإسرائيل"، بحسب تعبيره.

وقال أدير إنه "على قناعة بأن نتنياهو سيمثل إسرائيل جيدًا في الاجتماعات التي سيعقدها في إيطاليا".

أخبار ذات صلة
قناة عبرية: طيارون يمتنعون عن قيادة طائرة نتنياهو إلى إيطاليا

قاسم مشترك

صحيفة "هآرتس"، كانت قد رأت أن ثمة قاسمًا مشتركًا بين نتنياهو وميلوني، فالأول يريد أن يكسر العزلة الدولية ويحصل على شهادة اعتماد في روما، والثانية تريد أن تعيد تعريف نفسها كشريك موثوق به للاتحاد الأوروبي.

ونبهت الصحيفة إلى أن نتنياهو المُحاصر في الداخل بفعل التظاهرات الحاشدة ضد محاولة حكومته إضعاف القضاء، يتوجه إلى روما، وبصعوبة، بعد أن وجد بالكاد طاقمًا من شركة "إل عال" على استعداد لنقله وزوجته، ظهر الخميس.

وذهبت "هآرتس"، إلى أن أهمية الزيارة لنتنياهو تبقى في التقاط الصور مع زعيمة دولة أوروبية على الأقل بما يحفظ له ماء الوجه، بعد أن انتقده وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بسبب محاولاته إضفاء الشرعية على المستوطنات وعلى خلفية خطة الإصلاح القضائي.

وقدرت أن رئيسة وزراء إيطاليا بدورها تريد تبديد انطباعات محددة، وإيصال رسالة بأن حزبها الذي تعود جذوره لتوجهات "فاشية" ليس معاديًا للسامية، في وقت بذلت جهودًا كبيرة لتنأى بنفسها وحزبها عن معاداة السامية، وفوق ذلك، استخدام زيارة نتنياهو في إطار استغلال السياسة الخارجية لإعادة تسمية نفسها كشريك أوروبي موثوق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com